رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

مصر تطور مقاتليها بفنون المدارس العسكرية المختلفة

التدريب والتأهيل للكوادر البشرية فى جميع مجالات الحياة هو الأساس لأى عمل ناجح، وهو الذى يحقق التطور والتقدم فى كل قطاعات الدولة سواء كان ذلك فى الشؤون الدفاعية أو الشؤون الإنتاجية.

وتهدف المناورات إلى تبادل الخبرات والتعارف بين مختلف المدارس العسكرية‏، ونظم التسليح المتطورة، بالإضافة إلى ما يوفره هذا التدريب من فرص كبيرة لتوطيد أواصر التعاون والصداقة بين الدول المشاركة.

وإيمانًا بضرورة تبادل الخبرات العسكرية، يسعى الجيش المصرى كل فترة، لإجراء تدريبات مشتركة ومناورات عسكرية مع جيوش العالم وتحديدًا العربية، وتشمل تدريبات برية وبحرية وجوية، تقوى العلاقات العسكرية بين مصر وبلاد العالم.

وكانت قد اختتمت فعاليات التدريب البحرى المصرى الأمريكى الإماراتى السعودى المشترك «تحية النسر - استجابة النسر 2018» والذى استمر لعدة أيام فى نطاق المياه الإقليمية بالبحر الأحمر، ونفذته وحدات من السفن والقوات الخاصة البحرية والقوات الجوية للدول المشاركة.

واشتمل التدريب على تخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة لجميع عناصر المعركة البحرية الحديثة، أظهرت مدى التفاهم والتنسيق بين القوات البحرية للدول المشاركة، إضافة إلى تحقيق السيطرة البحرية المرتبطة بتنفيذ مهام القوات فى تحقيق الأمن البحرى بمناطق واسعة بالبحر والقدرة على مقاومة الأعمال الإرهابية المحتملة.

كما تم تنفيذ العديد من الأنشطة منها اكتشاف وتحييد الألغام البحرية باستخدام المركبات الموجهة عن بعد وصائدات ألغام وأعمال النسف والتدمير تحت الماء، والدفاع ضد التهديدات غير النمطية، والتدريب على أعمال الإمداد بالبحر وتنفيذ تشكيلات إبحار نهارا وليلا، والتدريب على حماية سفينة ذات أهمية حيوية، والدفاع ضد الأهداف السطحية وتقديم المساندة لعملية الإبرار البحرى.

يأتى التدريب فى إطار الارتقاء بمستوى أطقم الوحدات أثناء تنفيذ الأعمال القتالية ودعم أفاق التعاون العسكرى وتبادل الخبرات مع الدول الشقيقة والصديقة والتعرف على كل ماهو جديد فى أساليب القتال البحرى بين الدول المشاركة.

خبراء عسكريون أكدوا أن القوات المسلحة المصرية لم تتوان لحظة فى تقديم وتسخير جميع الإمكانيات من أجل إحداث عملية التجديد والتطوير والتحديث سواء للمعدات والأسلحة أو كسب المهارات المختلفة بينها وبين العديد من الدول الشقيقة والصديقة حتى يظل لمصر سيف ودرع يوفر لشعبها الحماية فى الداخل والخارج.

وأضاف الخبراء أن التدريبات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة المصرية والعديد من الدول الشقيقة والصديقة والدول الكبرى هو دليل على مكانة مصر المتقدمة بين هذه الدول وتقدمها فى المنطقة.

وقال اللواء ناجى شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن التدريبات العسكرية المشتركة هى إضافة كبيرة لجميع الأطراف المشتركة بها.

وأضاف أن مصر هى آخر دولة فى العالم شاركت فى حرب نظامية على 170 كيلو مترا سنة 73، مشيرا إلى أن أى دولة بالعالم تتمنى أن يكون هناك تدريبات مشتركة مع مصر لتستفيد من خبراتها السابقة فى تلك الحرب بالإضافة إلى أن الجيش المصرى يحارب الإرهاب منذ 5 سنوات.

وتابع أن الفائدة من التدريب المشتركة تعم على الجانبين، فالجيش المصرى يستفيد كثيرا من هذه التدريبات المشتركة من حيث الاطلاع على التكتيكات الحديثة والاطلاع على أسلحتهم ومعداتهم المختلفة وأجهزتهم الجديدة، مشيرا إلى أننا ننتقى منها ما يناسبنا ويناسب الجندى المصرى فى تنفيذ مهامه.

وقال اللواء محمد مختار قنديل الخبير العسكرى والمحلل الإستراتيجى، إن التدريب يعد أحد العناصر فى الاستعداد القتالى ودون تدريب لا يوجد كفاءة قتالية، مشيرا إلى أن التدريب يحقق أربعة أهداف رئيسية، الأول هو التعرف على كل ما هو جديد فى نظم التسليح، والثانى رفع مستوى القوات والقادة، والثالث الوصول لمستوى الاحترافية القتالية، والهدف الرابع يكمن فى توحيد المفاهيم.

وأضاف أن هذه التدريبات المشتركة تقوم على تعريف المقاتلين على الأسلحة المختلفة بين الدولتين، مشيرا إلى أنه يتضمن أيضا التدريب على الخطة التكتيكية الحديثة.

وفى نفس السياق اللواء إيهاب البشبيشى الخبير العسكرى والمحلل الإستراتيجى، قال إن الغرض من هذه التدريبات هو تبادل الخبرات بين الجانبين، وتبادل طرق التدريب، واكتساب مواقف إدارة المعركة من خلال الاحتكاك بأجناس مختلفة، والاستفادة من تنوع الأسلحة للدول المشتركة.

وأضاف أننا نهتم بدراسة تكتيكات القوات المشتركة على الأرض والاستفادة منها، مشيرا إلى أن لكل دولة تكتيك معين فى الهجوم ويجب الاستفادة منه، ولذلك فالتدريب المشترك يكون بتبادل الخبرات بين الجانبين.

وتابع أن هذه التدريبات متجددة فهى تختلف عن سابقتها فنجد مثلا التكتيك الخاص بكل دولة يختلف عن ذى قبل ويتواكب طبقا للتقدم التكنولوجى للأسلحة الخاصة بها، مؤكدا أن من أهم التدريبات المشتركة هذه الفترة السابقة هى المناورات البحرية مع القوات البحرية البريطانية بنطاق البحر الأحمر وذلك للتعرف على أحدث النظم وأساليب القتال البحرى وتعظيم الاستفادة المشتركة للقوات المشاركة فى التدريب.

وأشار إلى أن القيادة العامة تهتم بمواكبة التطور الهائل الذى يشهده العالم، وتساهم فى تعزيز أوجه التعاون العسكرى وصقل القوات المسلحة المصرية برفع الكفاءة القتالية والتدريبية للقوات وتبادل الخبرات الفنية والعسكرية.

وقال اللواء طه محمد السيد الخبير العسكرى والمحلل الإستراتيجى، إن القوات المسلحة تشترك فى هذه التدريبات منذ زمن طويل، وليس فى تخصص واحد إنما عناصر القوات المسلحة بجميع أفرعها سواء الجوية أو البحرية أو البرية وغيرها  تشارك فى هذه التدريبات مشيرا أن حجم التدريبات التى تنفذها وتشارك بها القوات المسلحة كبيرة جدا.

وأضاف اللواء أن الاستفادة من هذه التدريبات هو اكتساب خبرات عظيمة سواء فى مجال استخدام الأسلحة أو فى مجال التدريب نفسه على أسلحة مختلفة خاصة بالقوات المشاركة من الجانب الأخر.

وتابع أنه يطالب بزيادة عدد هذه التدريبات المشتركة مع الدول المتقدمة، مشيرا إلى أنها تحدث عبء كبير لكن لها نتائج كبيرة فى اكتساب الخبرات فى التخصصات المختلفة لكافة الأسلحة مع الدول المختلفة.

وأكد أنا القوات المسلحة تولى اهتمامها الكبير فى هذا المجال وزيادة معدل هذه التدريبات وذلك لنقل وتبادل الخبرات التدريبية بين القوات المشاركة، والتدريب على إدارة أعمال القتال المشترك باستخدام احدث التكتيكات وأساليب القتال الحديثة، ورفع الكفاءة القتالية والتدريبية للقوات المشاركة.