رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

صحة وطب

الحمى النزيفية.. حرب الأمرض فيروسية.. تودي بحياة البشرية

الحمى النزيفية.. تصيب الأماكن المدارية

بداية من إيران وانتقالا إلى العراق وكوردستان، تتسكع الحمى النزيفية متبخترة، ويسقط بسببها العديد من الضحايا.

الحمى النزيفية أو القرم مرض فيروسى تحمله حشرة الفيروس النيروبية «القراد»، التى تنتمى إلى عائلة فيروسات بونيا، ويصل معدل الوفيات للمصابين به وفق منظمة الصحة العالمية إلى 40%.

وقد نوهت وزارة الصحة فى إيران، خلال الفترة الماضية، بانتشار وباء حمى القرم، أو كما يطلق عليها الكونجو، بعد إصابة 33 شخصًا، ووفاة 3 منهم على إثر الوباء، وشدد المسؤولون بوزارة الصحة فى إيران، على ضرورة حفظ اللحوم بعد ذبحها فى فترة لا تتجاوز الـ24 ساعة، مؤكدين أن فى هذه الفترة تفرز اللحوم حمضا يساعد فى القضاء على أى أمراض محتملة تصيب اللحوم.

 وأوضح رئيس مركز الأمراض المعدية، بوزارة الصحة فى إيران، أن خبراء الصحة بالوزارة بدأوا بفحص أوضاع الماشية بالمزارع بمنطقة «ثلاث باباجانى»، بمحافظة كرمانشاه، كونها المنطقة التى سجلت معظم حالات الإصابة بالحمى.

وقالت شيرين ذكى، الطبيبة بمديرية الطب البيطرى، فى تصريح خاص لـ«الزمان»، إن الحمى النزيفية ليست اسما لمرض معين، لكنها أمراض معدية تتعارض مع قدرة الدم على التجلط، وسميت بذلك لأنها تتسبب بنزيف، ويصاب بها الحيوان نتيجة لأمراض فيروسية.

وأضافت الدكتورة شرين أن هناك أنواعا للحمى النزيفية الفيروسية، مثل حمى الضنك وحمى الإيبولا، وحمى اللاسا، والحمى الصفراء، وهناك حمى غير مشهورة تسمى الماربورج، كان لدينا بنسبة كبيرة أحد أنواع الحمى النزيفية فى الغردقة والبحر الأحمر، وهى حمى الضنك، واستمرت لعدة شهور لكن تم القضاء عليها.

وتابعت أن الحمى النزيفية تنتقل عن طريق لدغ الناموس والحشرات، وتتركز فى الدول المدارية الحارة، وتنتقل للإنسان عن طريق الاتصال بالحيوانات أو الأشخاص  المصابين أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، أو التعرض للدغات الحشرات الناقلة للأمراض.

وأكدت الطبيبة أنه لا يوجد خطورة إذا أكل الإنسان عن طريق الخطأ لحم الحيوان المصاب، لافتة إلى أن المرض لا ينتقل عن طريق أكل اللحوم، وللأسف لا يعرف له أى لقاح له حول العالم.

كما حذرت الأشخاص الذين يعقدوا نية السفر، مشددة على ضرورة أن ينظروا للخريطة الوبائية لأى أمراض، لأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة، وعند ظهور أى من أعراض للحمى لا بد أن يتوجهوا سريعا إلى المستشفى.

وتختلف أعراض الحمى النزيفية تبعا لحدة الإصابة بالمرض، ولكنها تشمل عدة أعراض أساسية أهمها الشعور بالتعب والإجهاد والدوار، فضلا عن آلام العظام والعضلات والمفاصل والشعور بالضعف العام، وقد يعانى المرضى من حالة من النزيف الشديد تصل إلى حد فقدان الدم بكميات كبيرة، مما قد يؤدى إلى الوفاة.

ويتوطن فيروس حمى القرم - الكونغو النزيفية- بلدان أفريقيا والبلقان، والشرق الأوسط وآسيا الواقعة جنوب خط العرض 50 درجة شمالا وهى الحدود الجغرافية للقراد الناقل الرئيسى للعدوى.

وقال اللواء إبراهيم محروس رئيس الخدمات بالطب البيطرى فى تصريح خاص لـ«الزمان»، لا يوجد فى مصر حالات تعانى من هذه الحمى، كما أننا لا نستورد أى حيوانات من أى دولة بدون معرفة حالتها الصحية، ولا بد أن يكون موقفها الوبائى سليم، وخالية من أى أمراض، ويتم إثبات ذلك من خلال لجان تناظر هذه الحيوانات، وتقوم بعمل اختبارات من قبل أن يتم استيرادها.

وأضاف أنه لا يتم عمل لقحات إلا للأمراض المستوطنة لدى الدولة مثل الحمى القلاعية، لأن يترتب على صنع اللقاع القيام بالتجارب على بعض الحيوانات، مما يؤدى إلى حمل فيروسى على الحيوان، فلا نستطيع حقن أى تحصين لحيوان لا يعانى من هذا المرض.

وأكد رئيس الخدمات بالطب البيطرى أن أى حيوان مصاب بحمى، أى ارتفاع درجة حرارة لا يصلح للاستخدام الآدمى، ويتم عدمه فور وصوله للمصدر، علاوة على ذلك هناك لجنة ثلاثية، تقوم بأخذ عينات من اللحمة المستوردة، لتحليلها لكشف ما تحتويه من أمراض وفيروسات وبكتيريا، وهناك مواصفات قياسية مصرية لاستيراد اللحوم من الخارج يجب أن تكون متوفرة فى اللحمة، وبيتم اعتمادها فى ثلاث جهات الصحة ووزارة الزراعة والصادرات والواردات.

وقال حميد نايف، الناطق الرسمى لوزارة الزراعة بالعراق، فى تصريخات صحفية، إن الوزارة ومن خلال دائرة البيطرة، ونتيجة لحملات المكافحة المستمرة التى قامت وتقوم بها الملاكات البيطرية، فى رش وتغطيس الحيوانات ورش الحظائر بالمبيدات الخاصة بالقضاء على الحشرات، وفى المقدمة منها حشرة القراد الوسيط الناقل لفايروس الحمى النزيفية من الحيوان إلى الإنسان، فضلا عن الحملات الإرشادية للمربين والمعنيين بموضوع الثروة الحيوانية والتى أفضت نتائجها إلى الحد من انتقال هذا المرض للإنسان وأصبح الوضع تحت السيطرة.

وصرح الطبيب عبد العزيز الدباغ، فى مستشفى الموصل بالعراق، بأن هناك 7 حالات تم تشخيص إصابتها بالمرض منذ بداية العام الحالى، توفى 5 منها، فيما تماثلت حالة للشفاء، وأخرى قيد العلاج.

وتم تسجيل 3 حالات إصابة بفيروس "الحمى النزيفية"، فى مدينة الموصل، ما يرفع عدد الإصابات فى البلاد إلى 10 خلال أقل من أسبوعين، وكانت أول حالة وفاة بالحمى النزيفية تم تسجيلها فى 26 يونيو الماضى، ومن ثم توالت حالات الوفيات الأخرى لاحقاً فى محافظة الديوانية جنوبى  العراق.

كما كشف مدير عام دائرة الصحة العامة فى وزارة الصحة بالعراق إحسان جعفر، أن الظروف البيئية الناتجة عن قلة المياه وارتفاع درجات الحرارة، هى التى وفرت الحاضنة الرئيسية لهذا الفيروس، مشيراً إلى أن بؤرة هذا المرض هى مناطق الأهوار والتى تكثر فيها تربية المواشى كالجواميس والأبقار.