رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«زين» لم يكن الطفل الوحيد.. 12 ألف طفل يصارعون السرطان بالمستشفيات

استشارى أمراض الدم: السرطان مرض مفاجئ

عز العرب: حملات التوعية سبب انخفاض الإصابة.. وارتفاع نسب الشفاء لـ90%

إعلان الطفل «زين» الذى هزم مرض السرطان، المعروض على شاشات التلفاز خلال شهر رمضان، طرح العديد من التساؤلات حول هوية الطفل الذى استطاع قهر المرض، فضلًا عن التعرف على أعداد الأطفال الذى يواجهون المرض.

واكتشف والدا زين مرضه بالسرطان، عام 2013، وكانت لحظات صعبة جدًا عليهما، خاصة أن الطفل أصيب بالسرطان وعمره 5 سنوات، وبعد أن تماثل للشفاء عاد إليه المرض اللعين مرة أخرى بشكل أكبر وأشرس.

لم يكن زين الطفل الوحيد الذى حارب السرطان، بل إن هناك ما يقرب من 12 ألف طفل يحاربون المرض الخبيث فى مراكز الأورام ومستشفيات السرطان على مستوى الجمهورية.

أحمد عمر، طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، أصيب بمرض السرطان، وهو فى المرحلة الابتدائية من التعليم الأساسى، إذ أنه كان طفلًا عاديًا يمارس الرياضة، ويذهب إلى المدرسة، وفجأة اكتشفت والدته حينما كانت تجرى له بعض التحاليل أنه مصاب بالسرطان.

فاطمة الدجوى، والدة الطفل أحمد كشف لـ«الزمان»، أنها مثل أى أم حينما علمت بالأمر كان الخبر بمثابة صاعقة على أذنيها واعتقدت وقتها أن طفلها أصبح فى عداد الموتى، إلا أنه بفضل الله وتثبيته لها، استطاعت أن تأتى بابنها أسبوعيًا من قريته فى محافظة البحيرة إلى القاهرة حتى يأخذ علاجه فى مستشفى سرطان الأطفال 57357، وبعد عدة جلسات بالكيماوى بدأت حالته تتسحن، وهو حاليًا يحارب المرض اللعين فى المستشفى برفقة زملائه الذين كتب الله عليهم أن يكون مرضى من أجل اختبارهم.

أشرف أبو طالب، طفل، يبلغ من العمر 8 سنوات، أصيب أيضًا بمرض السرطان فى الدم، وظهرت عليه أعراض المرض مبكرًا وهو فى عمر الـ4 سنوات، حينما تعرض لنزلة شعبية، اكتشف بعدها الأطباء بعد تلقيه العلاج أن الطفل مناعته ضعيفة فطالبوا والدته بإجراء بعض التحاليل الطبية له ليكتشفوا فى النهاية إصابته بمرض سرطان الدم، وبعدها توجهوا إلى مستشفى الأورام بالقاهرة لتلقى جلسات الكيماوى، وبعد عدة جلسات بدأ شعره يتساقط.

زينات مرتضى والدة الطفل أشرف قالت لـ«الزمان» إنها بعد أن أصيب طفلها بالمرض توجهت إلى الأطباء بالوحدة الصحية المتواجدة فى قريتهم ليخبروها عن مكان المستشفى فى القاهرة، وبعد إجراء التحاليل تأكد أطباء المستشفى أن الطفل أصيب بالمرض، وبعد جلسات الكيماوى بدأ شعره فى التساقط، مشيرة إلى أن أصعب لحظة عليها حينما شاهدت شعره يتساقط، وفى هذه اللحظة تمنت لو أنها من أصيبت بالمرض وتساقط شعرها هى بدلًا من طفلها.

 من جانبه، كشف الدكتور معتز إسماعيل استشارى أمراض الدم والأورام بالمعهد القومى للأورام بالقاهرة لـ«الزمان»، أن مرض السرطان من الأمراض التى تظهر بشكل مفاجئ دون إنذار، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا من الأطفال المصابين بالسرطان فى مصر، ويصل عددهم إلى 12 ألف طفل خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن أعراض هذا المرض عند الأطفال تكون عبارة عن حرارة عالية، ووجع فى القدم، وتعرّق باستمرار، وفقدان شهية، وفى هذه الحالة لابد من إجراء عدة تحاليل من أجل التأكد من أن الطفل أصيب بالمرض أم لا.

وكشف الدكتور محمد عز العرب، مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد لـ«الزمان»، أن هناك معاهد للأورام تعالج سرطان الأطفال أهمها المعهد القومى للأورام التابع لجامعة القاهرة، وهذه المعاهد عليها ضغط شديد نتيجة زيادة أعداد مرضى الأورام، مشيرًا إلى أن الأطفال يمثلون نسبة مئوية من زيادة تعداد السكان فى مصر ومع زيادة هذه النسبة فى التعداد العام فمن الطبيعى أن يزداد عدد الأطفال، هذا بالإضافة إلى أن مصر كانت تشهد نسبة كبيرة فى وفيات الأطفال بسبب الولادة المتعثرة أو الأطفال المبتسرين أو من الأمراض المصرية للأطفال، كما تشير الأرقام من المنظمات العالمية إلى أن هذه الأسباب قلت كثيرًا بسبب الجهد الذى تبذله وزارة الصحة وبالتالى فإن هناك زيادة بنسبة تعداد الأطفال دون 15 عامًا.

وأضاف عز العرب أن حملات التوعية والبرنامج القومى لمكافحة سرطان الأطفال التى ترعاها مستشفى 57357 لعلاج الأطفال بالمجان كان لها دور كبير فى التوعية بهذا المرض، وأن هناك علاجًا لها، إذ أن الناس فى الماضى كانوا يخافون من ذكر كلمة سرطان أما الآن فإن الأشخاص هم الذين يسعون إلى التوجه للأماكن المختصة بالكشف المبكر للحد من انتشار المرض ومعالجته فى البداية، وذلك بسبب توافر الخدمة المختصة المتوافرة لدى الجمعيات الأهلية، ومن المعروف أيضًا على مستوى العالم كله أن مرض السرطان منذ 25 عامًا كانت نتائج الشفاء منه سيئة للغاية، ولكن الآن وصلت نسبة الشفاء من سرطان الأطفال إلى 75% وهذه نتيجة جيدة جدًا إذا قارناها بـ6% فى الماضى، وكل هذا بسبب تطور الأجهزة المستخدمة فى العلاج وتطور جودة الخدمة الطبية التى تقدم للمريض وتوافر الأجهزة التشخيصية والعلاجية، ويوجد مشروع الآن تشترك فيه وزارات الصحة والتعليم العالى والاتصالات لعلاج الأطفال لأكبر من 15 عامًا.

 وأوضح عز العرب أن الأمراض السرطانية من الأمراض الخطيرة التى تمثل مشكلة صحية متزايدة وهى ليست مقتصرة على الدول النامية بل تصل إلى أعلى معدلات الإصابة بها فى الدول المتقدمة نتيجة للتقدم فى سن المواطنين أكثر من الدول النامية، ودور منظمة الصحة العالمية فى الدول الموجودة بها هو تقديم الإرشادات لوزارات الصحة بتلك الدول لكيفية مكافحة الأمراض المتزايدة فى تلك البلاد وإقامة المؤتمرات الطبية التى تجمع المختصين والخبراء فى الإقليم لتقديم أحدث الدراسات لمكافحة الأمراض المزمنة والمعدية وغير المزمنة.

موضوعات متعلقة