رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

الأزهر وأفغانستان.. تاريخ طويل من المودة والتبجيل

الأزهر وأفغانستان
الأزهر وأفغانستان

أوضح الأزهر الشريف أن اللفتة الغير مسبوقة من الرئيس الأفغاني أشرف غني؛ باستقبال البعثة الأزهرية في بلاده على مأدبة إفطار في القصر الجمهوري في شهر يونيو الماضي، لم تكن بالأمر المستغرب في ظل العلاقة التاريخية الوطيدة التي تربط الأزهر الشريف بأفغانستان وشعبها، وهو ما عكسته العلاقة الوثيقة التي بين جمعت بين اثنين من أبرز رواد النهضة الإسلامية، فالسيد جمال الدين الأفغاني، وتلميذه الأنجب، الإمام محمد عبده.

 وأضاف أن جمال الدين الأفغاني رأى  في الأزهر مبتغاه، واستقبله الأزهر بكل حفاوة، وقدر علمه ونبوغه، ليؤكد عمق روابط الأخوة والصداقة المتجذرة بين مصر الأزهر وأفغانستان"، ولم تنس أفغانستان فضل مصر وأبنائها في حياة هذا العالم الكبير واحتضانها له وهو في ريعان شبابه وقمة عطائه، وقيام علماء مصر بالتعريف به وبأعماله وكتبه وترجمتها، فإذا ذكر الأفغاني وطرحت سيرته في أي محفل بأفغانستان وغيرها من بلدان العالم، ذكرت مصر وذكر الأزهر.

وفي الوقت الذي لا يكترث فيه معظم العالم بما تعانيه أفغانستان بسبب العمليات الإرهابية؛ حرص الأزهر على مجابهة التشدد بالفكر الوسطى المستنير وأكد دومًا على موقفه الثابت الرافض لكافة الأعمال الإرهابية في أفغانستان، بل وكل العالم.

كما أشار إلى أن جهد الأزهر لم يتوقف عند مجرد الإدانة اللفظية، بل أرسل مبعوثيه إلى أفغانستان؛ ليعايشوا التحديات على أرض الواقع، ويضم المعهد الأزهري في العاصمة الأفغانية "كابول" بين أركانه 830 طالبًا، يدرسون اللغة العربية والعلوم الشرعية، وفقًا للمناهج المعتمدة في الأزهر الشريف، فيما يحصل الطلاب المتفوقون على منح لاستكمال دراستهم في جامعة الأزهر.

وقد قرر الرئيس الأفغاني خلال لقائه أعضاء البعثة الأزهرية تخصيص قطعة أرض في وسط كابول لتكون مقرًا جديدًا للبعثة الأزهرية، متمنيًا اتساع نشاط الأزهر الشريف، ليشمل مدنًا أخرى إلى جانب كابول، كما أعرب عن تقديره لجهود العلماء والفقهاء المصريين الأجلاء على مر التاريخ، داعيًا إياهم إلى بذل المزيد من الجهد، لإشاعة قيم التسامح والتكافل في أفغانستان، والتصدي بالحكمة والموعظة الحسنة لدعوات التطرف والغلو.

ويبلغ عدد المبتعثين الأزهريين إلى أفغانستان 33 إمامًا ومدرسًا، يعمل معظمهم في المعهد الأزهري في كابول، لكن دورهم لا يقتصر فقط على الجانب التعليمي، لكن يمتد ليشمل أنشطة دعوية وثقافية واجتماعية متنوعة، مثل المشاركة في البرامج الدينية بالتليفزيون، وعقد الورش التدريبية للأئمة والطلاب الأفغان، وتوعية الحجاج الأفغان قبل سفرهم للأراضي المقدسة.

 ويخصص الأزهر 75 منحة سنوية للطلاب الأفغان للدراسة في مختلف المراحل التعليمية، ولم يرفض الإمام الأكبر أي طلب لقبول طلبة أفغان خارج المنح المخصصة لبلادهم، لإدراكه صعوبة المهمة التي تواجه خريجي الأزهر في أفغانستان، وأن الأمر يتطلب زيادة عددهم قدر المستطاع، ويبلغ عدد الطلاب الأفغان الذين يدرسون حاليًا في الأزهر نحو خمسمائة طالب، ويشغل أحد الطلاب الأفغان، وهو الطالب عثمان محمد جمع، منصب رئيس برلمان الطلاب الوافدين بالأزهر.

وتشدد توجيهات فضيلة الإمام الأكبر دومًا، على ضرورة تكثيف برامج التدريب الخاصة بالأئمة الوافدين، ومن بينهم أئمة أفغانستان، وتزويدهم بالمهارات والمعارف التي تؤهلهم لمواجهة القضايا والمشكلات المعاصرة كالإرهاب والتكفير والتعايش المجتمعي، معولًا عليهم ليكونوا سفراء سلام وعوامل استقرار فى مجتمعاتهم، لتبليغ رسالة الإسلام كما أنزلها الله عز وجل لعباده بعيدًا عن الانحراف الفكري، حاملين منهج الأزهر الذي ساهم في الحفاظ على الاستقرار والسلام فى المجتمعات الإسلامية لقرون طويلة.

موضوعات متعلقة