رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

كل ما تريد معرفته عن يوم عرفة

لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الزحَام مُلبيا.. لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الحجيج ساعيا.. لبيك ربي وإن لم أكنّ بينَ عبادك داعيا.. لبيك ربي وإن لم أكنّ بينَ الصفوف مصليا.. لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الجموع لعفوك طالبا.. لبيك ربي فاغفر جميع ذنوبي دقها وجلها.

يتوافد العديد من الحجاج اليوم على جبل عرفات لتأدية مناسك الحج، وتقدم الـ"الزمان"، لمتابعيها كل ما يخص يوم عرفة

التعريف بيوم عرفة

يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويعد من أفضل الأيام عند المسلمين إذ أنه أحد أيام العشر من ذي الحجة، فيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة، حيث أن الوقوف به هو أحد أركان الحج، ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم.

سبب تسميته بهذا الاسم

 تعددت الروايات حول سبب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن الروايتين الأكثر تأكيداً هما أن أبو البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة.

 والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.

وقت الوقوف بعرفة

وقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة، إلى طلوع فجر اليوم التالي، الذي هو أول أيام عيد الأضحى، ويصلي الحاج في عرفة صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء، ويتزود الحاج بالحصى ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.

ما يستحب للحاج فعله بعرفة

ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»، كما يستحب له الإكثار من الدعاء والأذكار.

الأحاديث التي وردت في فضله 

عن عَائِشَة- رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :«مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاءِ». رواه مسلم

عَنْ عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ :«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا». رواه أحمد

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ :« كَانَ يُقَالُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ: «كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ يَوْمٍ وَيَوْمُ عَرَفَةَ عَشَرَةُ آلَافٍ» قَالَ: يَعْنِي فِي الْفَضْلِ». فضائل الأوقات للبيهقي(363).

مناسك يوم عرفة

هي أفعال يقوم بها الحجاج في يوم عرفة، مع مراعاة تعلمها وحفظها بالترتيب:

1) الإغتسال والوضوء.

2) زيارة قبر الإمام الحسين (رضي الله عنه).

3) صلاة ركعتين تحت السماء (لمن كان في عرفة) بعد أداء صلاة العصر، فيعترف الحاج لله تعالى بذنوبه، ليكسب ثواب هذا اليوم الكريم.

4) الصيام في هذا اليوم المبارك (لمن استطاع).

5) قراءة دعاء الإمام الحسين (رضوان الله عليه) في يوم عرفة.

أساسيّات الدّعاء في عرفات

على المسلم أن يحذر كلّ الحذر من التقصير في الدّعاء، فإنّ هذا اليوم لا يمكن تداركه بخلاف غيره، ولا يتكلّف السجع في الدعاء، فإنّه يشغل القلب ويذهب الانكسار، والخضوع، والافتقار، والمسكنة، والذلّة، والخشوع.

ولا بأس في أن يدعو العبد بدعواتٍ حفظها قبل أن يأتي إلى عرفات سواءً إن كانت له أو لغيره، ولكن من المفضّل أن تكون مرتّبة وتعبّر عن قلب صاحبها.

والسنّة أن يخفض العبد صوته في الدعاء، ويكثر من الاستغفار والتلفّظ بالتوبة من جميع المخالفات، وعليه أن يلح في الدّعاء ويكرره، ولا يستبطئ في الإجابة، ويفتح دعاءه ويختمه بحمد الله تعالى والثّناء عليه، والصّلاة والتّسليم على رسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم.

وكرّر هذا الدعاء الّذي أكثر الرسول صلّى الله عليه وسلم من قوله يوم عرفة وهو: (اللهمّ لك الحمد كالّذي نقول، وخيراً مما نقول، اللهمّ لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، وإليك مآبي ولك ربّ تراثي ، اللهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصّدر وشتات الأمر، اللهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ ما تجيء به الرّيح) يستحبّ الإكثار من التلبية والتكبير والصّلاة غلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، والبكاء مع الذّكر والدّعاء؛ فهنالك تسكب العبرات، وتستقال العثرات، وترتجي الطلبات.