رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«الأهلي حياتي» بهذا الشعار عاش المايسترو في أحضان القلعة الحمراء.. وعشاقه بنوا له تمثالًا تخليدًا لذكراه

«الأهلي هو حياتي وبيتي وقد ارتبطت به منذ دخلته وعمري ‏14‏ عامًا.. والتقيت فيه بأستاذي ومعلمي مختار التتش»

بهذه الكلمات الخالدة التي سطرها التاريخ عاش «المايسترو» صالح سليم ملهم لاعبي الكرة الكرة المصرية حياته مدافعًا عن القلعة الحمراء، وأحرز أهدافًا وبطولات لم يكسر أحد رقمها القياسي حتى الآن.

فهو من استطاع أن يقف أمام البرتغالي النابغة مانويل جوزية ويحذره عندما أراد الرحيل عن الأهلي بعد ثلاثة أشهر من تعاقده: «ستكون أول مدرب في تاريخ النادي يترك الفريق قبل نهاية الموسم»

لم يكن نابعة كروية فحسب، بل قدم «السبع بنات» وكانت بداية لاحترافه الفن، إنه بطل «الشموع السوداء» الماستيرو صالح سليم.

ويبقي «المايسترو»  أبرز الأساطير الكروية والإدارية في مصر والذي تمر اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد يوم 11 سبتمبر عام 1930.

 وفي ذكرى مولده تستعرض عليكم «الزمان» أبرز المحطات المضيئة له.

من المايسترو

هو محمد صالح سليم، ولد في 11 سبتمبر عام 1930 بحي الدقي في محافظة الجيزة، والده الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر، ووالدته السيدة زين الشرف، والتي كان والدها من أشراف مكة المكرمة قبل انتقاله للعيش في تركيا ومنها إلى مصر، وكان «صالح» أكبر أخواته الاثنين عبد الوهاب وطارق.

بداية حياته الكروية

عشق سليم، رياضة كرة القدم منذ نعومة أنامله، فكان دائمًا ما يمارس هوايته مع أصدقاءه، وانضم لفريق مدرسة الأورمان الإعدادية، ثم منتخب المدارس الثانوية أثناء دراسته بالمدرسة السعدية، ثم التحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944، بعد أن اكتشفه الأستاذ حسن كامل المشرف على فريق الأشبال بالنادي.

نجح في إثبات وجوده وموهبته، وتم تصعيده إلى الفريق الأول وهو في السابعة عشرة من عمره، وخاض أول مباراة له مع الفريق الأول أمام المصري عام 1948، وفاز الفريق وقتها بهدفين مقابل هدف واحد وأحرز صالح سليم هدف الفوز.

 أما المباراة الرسمية الأولى له، فكانت أمام يونان الإسكندرية في الأسبوع الثالث لبطولة الدوري موسم 1948 وفاز الأهلي بهدفين، وكان دائمًا من ضمن القائمة الأساسية للنادي الأهلي والمنتخب المصري حتى اعتزاله عام 1967.

ألقابه

استطاع قائد الأهلي، تحقيق 11 بطولة للدوري المصري من أصل 15 شارك فيها، كذلك حقق بطولة كأس مصر 8 مرات، وأحرز مع فريقه كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.

دوليًا

على المستوى الدولي انضم صالح سليم إلى منتخب مصر لكرة القدم عام 1950، وكان قائد الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، وشارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية بروما عام 1960.

وسجل 101 هدف في حياته الكروية، منهم 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس، و92 هدفًا أحرزهم مع النادي الأهلي في بطولتي الدوري والكأس.
 

وهو اللاعب الوحيد الذي أحرز سبعة أهداف في لقاء واحد، وكان ذلك أمام النادي الإسماعيلي، في مباراة أحرز فيها الأهلي ثمانية أهداف، وهو أكبر لاعب أحرز عددًا من البطولات، يحرزها نادي في عهد رئيس واحد وهو 53 بطولة، وإحرازه هو وجيله من اللاعبين الدوري 9 مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى الآن.

مشواره الفني

شارك صالح سليم في العديد من الأفلام التي حقق فيها نجاحًا كبيرًا، خاصة لما تمتع به شعبية جارفة من كونه لاعبًا في النادي الأهلي، كما كان لديه قبول ووسامة.

«السبع بنات» للمخرج عاطف سالم، والذي عرض عام 1961 أول التجارب التمثيلية لصالح سليم ووقتها كتب على البوستر الدعائي للفيلم لاعب الكرة صالح سليم.

وفي 1962 مثل «سليم» في فيلم «الشموع السوداء» مع المخرج عز الدين ذو الفقار، وشاركته البطولة نجاة الصغيرة.

«الباب المفتوح» والذي قدمه عام 1963 وشارك في بطولته إلى جانب النجمة فاتن حمامة.

تمثال المايستيرو

أقام عشاقه في القلعة الحمراء، تمثال له تعود قصته لما بعد وفاته  في مايو 2002، إذ قرر الفنان التشكيلي عصام سلطان التبرع بتكاليف تصميمه ليكون تخليدًا لذكراه، وصمم التمثال من البرونز بالحجم الطبيعي.

وفي 11 سبتمبر 2007، ووضع التمثال داخل مقر الجزيرة، ويُظهر التمثال المايسترو في وضع رياضي، واضعًا يده في جيبه والأخرى حاملة جاكيت يضعه علي كتفة ليظهر «كاريزما» صالح سليم.

وفاة «الأب الروحي»

لم يحبذ «سليم» إزعاج من حوله وإعلامهم بمرضه، إذ كان عنيدًا عزيز النفس، كبرياءه لم سمح له بأن يتاجر بمرضه على عكس العديد، وتحمل في نفسه آلام مرضه اللعين.

بعدما اشتدت عليه الآلام، وبات مضطرًا للخضوع لنظام علاجي مكثف، ما ترتب عليه سفره لفترات أطول خارج البلاد، وترك النادي الأهلي، ما أسفر عنه تعرضه للهجوم والنقد، بل إن البعض اتهمه بأن كثرة سفره إلى لندن لأن لديه «بزنس» خاص به هناك، أو لأنه لم يعد يطيق العيش في القاهرة.

رحل الأب الروحي، بعد صراع 4 سنوات مع مرض السرطان، الذي علم به عام 1998 في لندن، حيث كان على موعد مع الطبيب الإنجليزي ليتسلم منه نتيجة الفحص الدوري الذي اعتاد أن يجريه كل ستة أشهر.