رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

محلل فلسطيني لـ«الزمان»: هناك خطة أمريكية لشطب ملف اللاجئين تماما وإنهاء ملف المفاوضات

الدكتور أسامة شعث
الدكتور أسامة شعث

على الرغم من أن بنود تلك الصفقة والمعروفة إعلاميا بـ "صفقة القرن" لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمى من قبل الإدارة الأمريكية إلا أنها وفقا لبعض للمحللين يُجرى تحقيقها بخطوات متسلسلة على أرض الواقع، بدأت بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإقرار الكنيست لقانون يهودية دولة إسرائيل خلال شهر يوليو الماضي، والذي هو جزء من التشريعات الأساسية لإسرائيل، والذي يعطي اليهود الحق الحصري في تقرير مصير البلاد، وجاء إعلان الولايات المتحدة إلغاء أكثر من مائتي مليون دولار من المساعدات المخصصة للفلسطينيين، في قرار يأتي لتتويج سياسة الضغط المالي التي انتهجتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لإجبار الفلسطينيين على القبول بمقاربة واشنطن للتسوية مع إسرائيل.

 وفى هذا الشأن علّق الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والخبير فى الشئون الفلسطينية بقوله: إن ما تقوم به الإدارة الأمريكية من محاولات للضغط على القيادة الفلسطينية، وعلى الرئيس أبو مازن فى محاولة لثنيه عن الموقف المعلن عما تسمى صفقة القرن، والضغط عليه بهدف قبول تسوية لا تلبى الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطينى، إنما لن يزيد القيادة إلا إصرارا وتمسكا بالحقوق الفلسطينية.

وأضاف الدكتور شعث أن القيادة الفلسطينية لا تخضع لابتزاز نارى أو سياسى، أو حتى تهديد لحياتها، فهى ليست أفضل حالا من أبناء الشعب الفلسطينى، لأن الهدف هو إقامة دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة عام 67، ودون ذلك لا يوجد حل فى المنطقة ولن يكون هناك استقرار أو أمن فى المنطقة دون حل الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وأوضح شعث لـ«الزمان» أن الصفقة التى تتحدث عنها الإدارة الأمريكية وهم ودرب من دروب الخيال الأمريكى لاعلاقة لها بالواقع، ولا علاقة لها بالقانون الدولى على الإطلاق.

ولفت إلى أن ما تريده الإدارة الأمريكية هو عزل غزة عن الأراضى الفلسطينية فى الضفة، والقدس، وإيجاد كيان سياسى بديل لدولة فلسطين فى غزة، وتفكيك النظام السياسى الفلسطينى فى الضفة، وتمزيق الشعب الفلسطينى أكثر مما هو ممزق ديموجرافيا، وجغرافيا، فضلا عن دعم الوجود العنصرى للدولة اليهودية الصهيونية، ودعم قوانينها القائمة على التطهير العرقى.

وقال إن الإدارة الأمريكية تحاول الالتفاف على القيادة الفلسطينية بعدة أساليب منها: الضغط على القيادة لابتزازها بوقف التمويل للشعب الفلسطينى، بما يقارب 200 مليون دولار، وهو مبلغ أتفه من أن يقال إنه مساعدات وأن الشعب الفلسطينى لا حاجة له بأموال تهدف إلى إذلاله.

وتابع شعث: ثروات الشعب الفلسطينى المسروقة تُقدّر بالميارات، وتقوم بسرقتها وجبايتها قوات الاحتلال الإسرائيلى من الأراضى الفلسطينية المحتلة فى الضفة والقدس.

وأكد أن هناك خطة أمريكية لشطب ملف اللاجئين تماما من أى عملية مفاوضات أو تسوية قادمة وهو ما يعنى الحول دون عودتهم إلى أراضيهم، ويعنى أيضا أن الولايات المتحدة قررت أن تعاند القانون الدولى وتُسقط حق العودة للشعب الفلسطينى إلى أرضه، أى إقامة دولة يهودية خالصة ونقية من أى عرق آخر وهو مايعد انتكاسة لحقوق الإنسان، ودعاة الديموقراطية فى العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.