رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

صحة وطب

في شهر التوعية ضد المرض.. الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان فى مصر

فؤاد: لا توجد قاعدة بيانات موحدة للمرضى

عز العرب: حمل الطعام فى أكياس بلاستيكية.. وتخزين الحبوب سبب الكارثة

يعتبر شهر سبتمبر من كل عام هو شهر التوعية ضد أخطر مرض يعانى منه الكثيرون فى مصر، وهو السرطان والذى انتشر فى مصر بصورة كبيرة جدا خلال السنوات القليلة الماضية.

ولا توجد جهة رسمية فى مصر ترصد عدد المصابين بهذا المرض، وذلك يرجع إلى عدم وجود قاعدة بيانات للمرضى المصابين بالمرض، نظرا لأن هناك أكثر من جهة تعالج هذا المرض، وهذا ما يدفع كل جهة يذهب إليها للعلاج أن تسجل المريض، وبعدها يذهب إلى جهة أخرى فيسجل مرة أخرى.

ومن أبرز الأسباب وراء انتشار السرطان فى مصر، استخدام الأكياس البلاستكية فى حمل الطعام الساخن، فضلا عن تخزين الحبوب، فضلا عن أن هناك مطالب كثيرة من بعض الأطباء بأن يتم الكشف عن هذا المرض اللعين، وتحديد قاعدة بيانات للقضاء عليه، فضلا عن القضاء على مسبباته، وأن تكون هناك وقفة جادة من الدولة للقضاء عليه مثلما حدث فى قوائم الانتظار وفيروس سى.

محمود فؤاد مدير مركز الحق فى الدواء، قال إن شهر سبتمبر هو شهر التوعية بمرض السرطان فى العالم وفى مصر، متابعا: «محتاجين مع العلاج نتعرف لماذا ترتفع نسبة الإصابة بهذا المرض عن باقى الدول»، مشيرا إلى أن مستشفى مثل 57357 يقوم ببناء أكبر مبنى  من أجل توفير ٣٠٠ سرير جديد يستقبلون ٣٠٠ مرضى جديد وعيادات خارجية لاستقبال ١٠ آلاف مريض شهريا، وبالتالى فنحن نحتاج إلى ١٠ مستشفيات مثل ٥٧٣٥٧، ولكن لا أحد يسأل كيف نقضى على مسببات هذا المرض.

وأضاف فؤاد أنه لا يوجد إحصاء دقيق لعدد المرضى المصابين بالسرطان فى مصر، نظرا لأن المرضى مسجلون فى أكثر من معهد ومستشفى على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن هناك 25 جهة خيرية وحكومية تعالج السرطان فى مصر، ولا توجد إحصائيات رسمية بعدد المرضى على قوائم الانتظار، لافتا إلى أن المستشفى الوحيدة التى تأخذ نصيبا كبيرا من الدعاية هى مستشفى سرطان الأطفال، ولذا فإن هناك اهتماما كبيرا بها من المتبرعين على الرغم من أن هناك معاهد أخرى تعالج السرطان مثل المعهد القومى للأورام، ومع ذلك لم يأخذ قسطا كبيرا من الدعاية أسوة بالمستشفى.

ولفت إلى أن المعهد القومى للأورام يعمل 24 ساعة يوميا، ويستقبل حوالى 240 ألف حالة سنوية، غير المستشفيات الأخرى التى تدعى أنها تعالج مئات الأطفال ولا أحد يعرف أيضا حقيقة الأعداد التى تعالجها، مشيرا إلى أن هناك أنواعا كثيرة من السرطان منتشرة فى مصر مثل أورام المخ والدم «اللوكيميا»، ولا بد أن يكون هناك بحث علمى يكشف ويستقصى عن أسباب زيادة هذين النوعان من السرطانات فى مصر، علما بأن منظمة الصحة العالمية فسرت أن هناك سببا لانتشار مثل هذه الأمراض، ومنها الصرف الصحى والمياه غير النظيفة، وإذا استمرت مصر فى علاج مرضى السرطان دون الرجوع إلى مسببات المرض سنقع فى أزمة ولا نستطيع المواجهة، أما إذا عالجنا المسببات ستكون التكلفة أقل بكثير، مشيرا إلى أن هناك إحصائية تم إعدادها بواسطة المركز تثبت أن هناك 36 حالة من مرضى السرطان تم رصدها خلال 3 سنوات مصابة بأمراض سرطانية.

أما الدكتور محمد عز العرب استشارى أمراض الكبد ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد لـ«الزمان»، قال إن مسببات السرطان  كثيرة ومن أكبر التحديات الصحية والاقتصادية حاليا ومستقبلا خاصة لحدوث نسب وفيات عالية منه وكذلك للتكلفة العالية للعلاج وللأسف أكثر من ٩٥% منه علاج تلطيفى يستنزف المليارات سنويا من موازنة الصحة فى مصر بالإضافة إلى معاناة المريض وأهله الرهيبة وتعطل الإنتاج منهم كما أن العوامل البيئية الحاضنة لحدوث مختلف أنواع السرطان للأسف منتشرة فى مصر منها استخدام الهرمونات بكثرة فى مجالات كثيرة منها الزراعة والتسمين وانتشار الأفلاتوكسين فى الأطعمة والحبوب المخزنة والعادات السيئة لإعداد وتداول الأطعمة، مثل استخدام الأكياس البلاستيك فى حمل الأطعمة الساخنة، والإيديتا لسرعة طهى الفول المدمس، وانتشار التلوث وأبخرة عوادم السيارات والمصانع، وصرف المصانع فى الترع وما قد تحتويه من مواد مشعة ومعادن ثقيلة مثل الكادميوم والنيكل.

وشدد على ضرورة المراقبة الفاعلة للتخلص الآمن وبالمواصفات الدولية لمخلفات المصانع ذات الخطورة والالتزام التام بإبعاد الصناعات الملوثة للبيئة، وأضاف عز العرب أنه لا بد من نقل كمائن الطوب عن الأماكن الحضرية ببعد مكانى كبير آمن وعشوائية استخدام المبيدات الحشرية دون ضوابط رادعة، والاستخدام العشوائى للأدوية، والهرمونات مع عدم وجود آلية واضحة لاكتشاف الملوثات وانتشار التدخين ومبتكرات الإدمان وبكثرة مريبة فى مصر وعزف الجهات ذات العلاقة منفردة دون تعاون وثيق للقضاء على ملوثات البيئة، وكذلك ضرورة تفعيل مكافحة العدوى فى جميع المنشآت الطبية العامة والخاصة بشكل فعلى والتخلص الآمن من النفايات الطبية، وذلك لوجود علاقة وثيقة بين بعض أنواع البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات وأنواع معينة من السرطان، إذ أن الأمر له علاقة وثيقة بارتفاع معدلات السرطان فى مصر عدة أضعاف خلال الثلاثين سنة الماضية، ويحتاج إلى كيان مؤسسى لمجابهته يضم كل الجهات ذات العلاقة مع تغليظ العقوبات لتكون رادعة للمخالفين مع التوعية المجتمعية للمسببات وكيفية الوقاية .