رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«المسخ».. كيف تحول بن دغر من محكوم عليه بالإعدام إلى رئاسة وزراء اليمن؟

بن دغر
بن دغر

 أحمد إبن دغر الكائن "المسخ"، هكذا وصف الكاتب الصحفي اليمني خالد سلمان، رئيس التحرير السابق لجريدة الثوري اليمنية الصادرة عن الحزب الاشتراكي اليمني، في مقاله بالجريدة الأسبوعية عام 2009 عن السياسي المثير للجدل أحمد عبيد بن دغر قبل توليه رئاسة الوزراء.

اليمن تعاني من حالة عدم استقرار في أمور السلطة، بسبب محاولات الحوثيين للسيطرة على الحكم، إلى جانب الصراع الذي خاضوه مع الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي.

وبعد عودة الرئيس "هادي" إلى البلاد بعد غياب استمر عام ونص، اتهم خلالها بالهروب، بدأ في اتخاذ إجراءات متعددة حول إدارة البلاد، كان آخرها إقالة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر.

أصدر عبد ربه هادي، قرارًا جمهوريًا بإقالة بن دغر وإحالته للتحقيق، مكلفًا عبد الملك سعيد بمنصب رئاسة الوزراء خلفًا له.

وبحسب وكالة أنباء "سبأ" اليمنية، فجائت أسباب الإقالة متعددة بين الإهمال الحكومي في الاقتصاد الخدمات وانهيار العملة المحلية، بجانب تعثرها في تخفيف معاناة الشعب اليمني لحل مشاكله.

وتولى أحمد بن دغر رئاسة الوزراء العراقية في إبريل 2016، بقرار جمهوري من الرئيس عبد ربه منصور هادي، خلفًا لخالد محفوظ بحّاح.

رئيس الوزراء اليمني المٌقال بالأمس، تدرج في العمل السياسي منذ شبابه، حيث تولى رئاسة اتحاد الفلاحين في 1976م، وحصل على عضوية عدد من الأحزاب السياسية من بينها الحزب الاشتراكي اليمني، والمؤتمر الشعبي العام، حتى وصل في 2011 لتولي وزارة الاتصالات.

الحكم بالإعدام

أصدرت المحكمة اليمنية في مارس 1998م حكمًا بالإعدام على عدد من الأسماء المتهمة بالتخطيط لانفصال اليمن.

عرفت هذه القائمة باسم قائمة الـ16 وتضمنت عدد من الأسماء البارزة لقيادات الحزب الاشتراكي اليمني، وكان أحمد بن دغر أحد المدرجين في القائمة.

لكن ما حدث بعد ذلك أن قام الرئيس "صالح" طبقا لما ذكره الكاتب اليمني صالح البيضاني، بحذف أربعة أسماء من القائمة كان من بينهم بن دغر، وأسقط عنه بذلك حكم الإعدام.

حيث أصدرت المحكمة الابتدائية في صنعاء حكم بالإعدام على قائمة ال16 بعد إدانتهم بتهم مختلفة بين الخيانة العظمى والتآمر على اليمن.

لم يكن أحمد بن دغر حينها في وطنه، بل كان متواجدًا بالقاهرة يستكمل دراسته ما بعد الجامعية، وبعد حصوله على الدكتوراة عن موضوع " حضرموت والاستعمار البريطاني" عاد إلى اليمن مرة أخرى في 2005 كأحد أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني.

بعد عام واحد انفصل بن دغر عن الحزب الاشتراكي، وأعلن انضمامه إلى حزب الرئيس علي عبد الله صالح "المؤتمر الشعبي العام".

تدرج بن دغر سريعًا في المناصب داخل حزب صالح  حتى عُيّن عضوا في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، وما لبث أن شغل منصب رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية في الحزب ليتم انتخابه في العام التالي أمينًا عامًا مساعدًا لقطاع الفكر والثقافة والإعلام.

تناقضات انتهت بالإقالة

على الرغم من وقوف بن دغر إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح في كثير من الأوقات العصيبة التي مرت بها اليمن.

ويؤكد موقفه هذا المكالمة المسربة لعلي عبد الله صالح في 2016، مع القيادي الحوثي عبد الواحد أبو راس، أكد الرئيس الراحل على تأييد بن دغر له.

لكن ما حدث في 2016، أن انقلب أحمد عبيد بن دغر على "صالح".

حيث شن بن دغر  رئيس الحكومة اليمنية آنذاك والقيادي السابق بحزب المؤتمر الشعبي هجومًا عنيفًا على الرئيس السابق علي عبدالله  صالح.

كما اتهم صالح بتحريك عناصر تزعم الجهاد، وقال :"لا يوجد تنظيم داعش في اليمن.. هناك عناصر لها علاقة وارتباطات بعلي عبدالله صالح وتستهدف الشرعية".

وأضاف رئيس الوزراء في في حوار صحفي: "كنت أتوقع من علي عبد الله صالح أي شيء لكنني لم أتوقع ان يصبح في أحد الايام مجرد عكفي لدى عبد الملك الله الحوثي ولقد ارتكب حماقة كبرى".

وتابع هجومه ضد صالح:"الشباب كان لهم الحق في إبعاد علي عبدالله صالح في ثورة 2011م. وأردف:" لا يعقل أن يحكم نظام جمهوري 33 عام".

خرج هذا الموقف المعادي من بن دغر أمام علي عبد صالح، بعد خمسة أشهر من توليه رئاسة الوزارة باليمن بقرار جمهوري أصدره الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي.

عاد بن دغر ليتقرب من عائلة صالح أثناء غياب عبد ربه منصور هادي عن اليمن قرابة العام، وأعلن في ديسمبر الماضي، أن أحمد صالح نجل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، سيكون جزءًا من مستقبل اليمن وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه والده.

كلام بن دغر جاء بعد يومين من تصريحات الرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي أكد فيها أن صفحة علي عبد الله صالح طويت إلى الأبد.

وفي مارس الماضي، وقبل عودة الرئيس هادي إلى اليمن، أعلن بن دغر في حوار صحفي عن نيته تشكيل قيادة مشتركة بين الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وأحمد علي صالح، وكل أمناء العموم المساعدين وأعضاء اللجنة العامة في حزب المؤتمر الشعبي العام.

لكن الوقت لم يمهله في تنفيذ هذه القيادة المشتركة، حيث حالت إقالته عن تنفيذ رؤيته السياسية، وينتظر رئيس الوزراء اليمني السابق أحمد بن دغر حاليًا فتح التحقيقات معه عن التهم المنسوبة إليه.