رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

مكاسب تاريخية لزيارات السيسي الخارجية

الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين
الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين

10 رسائل محورية فى جولات الرئيس السيسى الخارجية

«البشبيشى»: مصر ليست حكرا على الولايات المتحدة.. وتلعب دورا كبيرا فى الأزمة السورية

«حسين»: القاهرة تنتهج سياسة خارجية متوازنة وتحافظ على علاقاتها مع القوى الكبرى

حملت جولات الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجية خلال الفترة الأخيرة وآخرها زيارة موسكو وقبلها اليونان، بالتزامن مع الاحتفالات بالذكرى الـ75 من نصر أكتوبر، العديد من الرسائل لدول العالم، وفى طياتها الكثير من التوقعات بشأن بعض الأزمات الدولية.

الدكتورة هبة البشبيشى، أستاذ العلاقات الدولية، قالت إن زيارات الرئيس لليونان ثم إلى روسيا تحمل عدة رسائل أهمها أن مصر ليست حكرا على الولايات المتحدة الأمريكية، فقد بدأت فى تكوين أحلاف أخرى على مستوى العالم أهمها الحلف الثلاثى ما بين مصر وقبرص واليونان، فهذا الحلف من أهم الأحلاف التى كونتها فى منطقة المتوسط والتى ستؤثر تأثيرا كبيرا على اكتشافات الغاز وتحويل مصر إلى مركز للطاقة الفترة المقبلة، وهذا بخلاف الحلف المصرى الروسى، فهناك تفاهمات كبرى بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، ونظيره الروسى فلاديمير بوتين.

ولفت إلى أن ذلك يؤثر إيجابيا على مصر الفترة المقبلة فى أن تلعب دورا كبيرا فى الأزمة السورية، وأن يكون لها دور كبير فى محاربة الإرهاب فى منطقة شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، إلى جانب وجود تعاون كبير الفترة المقبلة بين مصر وروسيا، خاصة أنه خلال الخمس سنوات السابقة زادت الصادرات الروسية لمصر بنسبة 30% منها السلاح، والقمح، وأشياء أخرى.

وأضافت البشبيشى لـ«الزمان»، أن روسيا متواجدة فى المنطقة من خلال علاقاتها مع الدول الأفريقية وتواجدها بشكل واضح فى الأزمة السورية، وتبنيها المحادثات الخاصة بالجانبين التى تعقد فى مدينة سوتشى، ولا يمكن إنكار ذلك التواجد، ولكن موقع مصر الإستراتيجى هام جدا لأى دولة قوية فى العالم، فأى دولة تفضل أن تتعامل مع مصر وأن يكون لها علاقة جيدة معها، لأنها دولة محورية، ومهمة بالنسبة لروسيا باعتبارها بوابة شمال أفريقيا، والشرق الأوسط.

وعن صدى تلك الزيارات فى العلاقات المصرية الأمريكية، قالت البشبيشى، إن العلاقات الخارجية قائمة بذاتها فليس معنى توجه مصر لروسيا أن لا يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تقوّى علاقاتها مع القاهرة، فعلاقة الولايات المتحدة إستراتيجية ومهمة جدا.

وأشارت إلى أن مصر ستلعب دورا كبيرا فى الأزمة السورية خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى أن زيارة الرئيس السيسى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعدها روسيا نستشف منها وجود تنسيق يحدث بخصوص الأزمة السورية، سواء فيما يتعلق بإعادة إعمار سوريا أو خروج المسلحين منها، فمصر لديها الخريطة الكاملة، لأن مصر بها قاعدة عسكرية بغرب الإسكندرية فى محمد نجيب، فالقاعدة العسكرية بها بالتأكيد بها تتبع للمسلحين الخارجين من ليبيا، أو الداخلين إلى سوريا، فمصر سيكون لها دور أمنى كبير فى منطقة شمال أفريقيا.

أما الدكتورة سماء حسين، أستاذ العلاقات الدولية فقالت لـ«الزمان»، إن زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى للخارج هامة جدا لتعزيز العلاقات بين الدول، سواء كان فى إطار البحر المتوسط وتفعيل القمة الثلاثية لأنها كانت سادس قمة يجتمعون فيها.

وأكدت أن الرئيس السيسى يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الدول الثلاثة والتنسيق بينهم على الصعيد السياسى، والاقتصادى، والأمنى، وعلى رأس ذلك التعاون فى مجال الطاقة، وبالفعل تم توقيع اتفاق على وجود خط أنابيب بين مصر وقبرص لتوصيل الغاز القبرصى إلى مصر، لإعادة تصديره لأوروبا، وتأتى هذه الزيارة لتبعث برسالة لوقف تهديد تركيا فى شرق البحر المتوسط، كما أنها تصب فى مصلحة الأمن القومى المصرى.

وأضافت أن مصر دولة إقليمية مهمة جدا والتنسيق معها مهم جدا فى ظل التوترات التى تشهدها العلاقات الأمريكية الروسية لبسط نفوذها على المنطقة، وهو ماسيحدد مكانة الدول الكبرى فى النظام العالمى بناءا على المكتسبات التى يمكن أن تحققها هذه الدول من خلال تواجدها فى منطة الشرق الأوسط .

ولفتت حسين إلى أن مصر تنتهج سياسة خارجية متوازنة من خلال الحفاظ على علاقاتها مع القوى الكبرى، فى النظام العالمى وفى نفس الوقت تحقق مصالحها دون أن تعطى أولوية لعلاقتها مع دولة على حساب دولة أخرى، فمصر تحافظ على علاقة توازن مع كل الدول.

وأما عن تقارب توقيت الزيارتين قالت، إن القمة الثلاثية معروف إنها قمة دورية تحدث فى نفس التوقيت من كل عام، أما بالنسبة لزيارة روسيا فهى تم تحديدها من قبل ذلك، لكن الجيد فى ذلك هو ماتعكسه هذه الزيارات من المواقف المصرية تجاه قضايا المنطقة بشكل كبير جدا بما يحقق الأمن القومى المصرى والعربى.