رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

إسعاف المصريين.. سيارات مكهنة بالملايين وحياة غير آدمية للسائقين

أرشيفية
أرشيفية

هنا يرقد إسعاف المصريين

سيارات مكهنة بالملايين.. وحياة غير آدمية للسائقين

بالصور والمستندات.. «الزمان» تقتحم مقبرة سيارات الإسعاف بالقاهرة

مرفق الإسعاف من المرافق الهامة جدا والحيوية والتى يحتاج إليها ملايين المصابين شهريا، وعلى الرغم من أن مستشفى معهد ناصر هو صرح سياحى علاجى للمرضى القادمين من الخارج من أجل السياحة العلاجية، إلا أن الإهمال طال أيضا هذه المستشفى.

هناك عدد كبير من سيارات الإسعاف متواجدة فى مبيت العاملين ومكهنة، فى الوقت الذى تحتاج فيه المستشفيات إلى هذه العربات من أجل صيانتها وإعادتها للتشغيل مرة أخرى، وكشف تقرير صادر من إحدى الجهات لرئيس مستشفى معهد ناصر يطالبه بصيانة مبيت السائقين والذى أصبح لا يصلح للاستخدام الآدمى.

ورصدت «الزمان» إهمالا جسيما لنقطة تمركز الإسعاف بمستشفى معهد ناصر، الأمر الذى يتطلب التدخل سريعا من قبل وزارة الصحة وكافة الجهات المعنية قبل حدوث كارثة محققة، واستغاث عدد من العاملين بمعهد ناصر وكذا المرضى، من الإهمال فى نقطة الإسعاف، معربين عن أسفهم خاصة مع التطور الذى أولته الدولة لقطاع الصحة، مشددين على أن الجهات المسئولة لم تحرك ساكنا إلا بعد وقوع المصيبة.

وفى هذا السياق قال «م . أ» إن نقطة تمركز الإسعاف بمستشفى معهد ناصر بالمدخل الخلفى للمعهد، تنبئ بكارثة وخطر شديد؛ وذلك بسبب تهاوى أسقف الغرف وتهالك دورات المياه بالنقطة، ما يشكل خطرا على حياة الأفراد العاملين فيها، مضيفا أنه طبقا للتقرير الهندسى فقد صدر قرار بإخلاء النقطة فى شهر ديسمبر 2017، متسائلا عن الجهات المختصة هل تنتظر حدوث المصائب حتى تتحرك؟

وتابع آخر: «ليس هناك أية حجج من قبل الجهات الرقابية لإلزام المستشفى بتوفير أماكن أخرى، خاصة أن هناك نقطة تمركز أخرى بالجهة المقابلة بالمعهد، علاوة على أن هذا المكان الآيل للسقوط يتخفى خلف طابور طويل من سيارات الإسعاف المركونة منذ سنوات وليست صالحة للاستخدام».

واستطرد آخر: «سيارات الإسعاف المتهالكة يتم التجارة فيها ونهبها من خلال تقطيعها وبيعها كقطع غيار لمن يريد سرقتها»، متسائلا: لماذا لا تعرض هذه السيارات للبيع عن طريق الخدمات الحكومية خاصة وأنها على هذه الحالة منذ ما يقرب من 10 سنوات؟!

وأكد «أ . ل» أن نقطة تمركز الإسعاف أصبحت وباءً ومقلبًا للقمامة والقش والحشرات، لافتا إلى أنه لا يوجد أى نوع من أنواع الرعاية أو الصيانة.

واختتم: «المراسلات الكتابية بين المستشفى مع الأمانة وهيئة الإسعاف جميعها حبر على ورق ما لم يتحرك مسئول بنفسه من الإسعاف لإصدار الأمر بالإخلاء قبل حدوث الخطر، وبالتأكيد الهيئة هى المسئول الأول والأخير إذا وقعت الواقعة ».

وبفضل يد الإهمال وتولى غير المؤهلين طبيا وإداريا تحول المعهد نتيجة الفشل فى الإدارة إلى مكان غير آمن، فهناك مشاكل فى الصرف الصحى حتى أن غرف المرضى غرقت وكذا البدروم، بالإضافة إلى غرف رعاية زرع الكلى ورعايات الجراحة والباطنة والأعصاب ما يعرض حياة المرضى للخطر.

والأخطر من ذلك أن دورات المياه لا تصلح للاستخدام الآدمى، وتتعرض حوائطها للرطوبة والتشققات بالإضافة إلى إغلاق أكثر من غرفة بالدور الأول «عمليات»، منها غرفتان لجراحة القلب، بسبب أعطال التكييف المستمرة، وكذلك إغلاق بعض الغرف الحيوية، وأخرى بداخلها مياه مغمورة فى الأرضيات.

وقال محمود فؤاد، مدير مركز الحق فى الدواء لـ«الزمان»، إنه على الرغم من حاجتنا لزيادة عدد سيارات الإسعاف، إلا أنه تم اكتشاف وجود عدد من سيارات الإسعاف داخل موقف معهد ناصر، لا تعمل منذ 11 شهرا، وكان هذا منذ فترة كبيرة.

أما محمد على عبد الحميد، عضو مجلس النواب، قال إن سيارات الإسعاف المتواجدة فى معهد ناصر تم شراؤها منذ عهد وزير الصحة الأسبق الدكتور حاتم الجبلى ومركونة فى معهد ناصر، وأن أسطول الهيئة تجاوز الـ3 آلاف سيارة، حاليا، والدولة تحتاج إلى 10 أضعاف هذا الرقم تقريبا، بجانب 250 سيارة يتم توريدها سنويا.