متحدث الحكومة: لا يجب تحميل ضيوف مصر من غير المقيمين مسؤولية أية تحديات اقتصادية صلاح يقود هجوم ليفربول لمواجهة أتالانتا بالدوري الأوروبي مصرع فلاح سقط داخل دراسة القمح في المنوفية ترامب يهاجم المحلفين المحتملين: نشطاء ليبراليون سريون يكذبون على الفاضي رئيس الوزراء: الإفراج عن بضائع من الموانئ بقيمة 8 مليارات دولار حتى الآن مصرع شخصين وإصابة 9 آخرين في حادث تصادم سيارتين بمركز البداري بأسيوط القاهرة الإخبارية: مئات الشاحنات تستعد للدخول إلى غزة لإغاثة الشعب الفلسطيني جوتيريش: العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية الزمالك يستعد لصرف مكافأة للاعبين بعد الفوز على الأهلي في القمة بايدن: أمريكا فرضت عقوبات جديدة على إيران بسبب سياستها المزعزعة للاستقرار للمرة الأولى.. مصر تستعد لتنظيم البطولة العربية العسكرية للفروسية وزير العمل يُحذّر شركات إلحاق العمالة بالخارج من مخالفة الشروط والإجراءات الرسمية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

السيسي يعيد مصر لمكانتها الحقيقية في العلاقات الخارجية

فى 4 أشهر

الرئيس السيسى يعيد مصر إلى صورتها الأولى فى علاقاتها الخارجية

السيسى يجوب العالم شرقا وغربا حاملا تطلعات شعبه وهموم المنطقة

توقعات بزيادة المعدلات الاقتصادية.. وشركات جديدة تقحتم السوق المصرية

السياحة تودع السنوات العجاف

يولى الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ الولاية الرئاسية الثانية ملف السياسة الخارجية اهتماما بالغا ويعمل جاهدا على إعادة رسمها من جديد، واستعادة التوازن لها بعد سنوات عصيبة شهدتها البلاد منذ عام 2011، شهدت فيها البلاد تغيرات جذرية أثرت بالسلب على سياستها الخارجية، لكن مصر دأبت على أن تحتل مركزا إقليميا ودوليا.

فالرئيس يعمل جاهدا إذ أن التحديات الداخلية سواء على الصعيد الاقتصادى أو الأمنى لن تُحل إلا من خلال إقامة علاقات دولية جديدة وتعزيز العلاقات القائمة وفتح صفحة جديدة مع دول شابة علاقة مصر بها نوع من التوتر أو الفتور لخلافات فى الرؤى والمواقف.

وتحرك الرئيس السيسى بعد أيام من أدائه اليمين الدستورية، نحو الجنوب، قاصدا السودان، فى رسالة وصفها الكثير من المعنيين والمهمومين بالشأن المصرى، أن مصر وهى فى مستهل ولايتها الثانية، تعيد ترتيب سياستها الخارجية، من خلال الاتجاه نحو أشقائها الأفارقة بعد عقود طويلة من الإهمال والتهميش والغياب نحو القارة، وهو أمر تدفع الدولة المصرية ثمنه باهظا، ويعترف به الكثير من المسؤولين فى الحكم، بأن إهمال الأنظمة الحاكمة للتعاون مع القارة السمراء، فتح الباب على مصراعيه أمام دول أخرى للتحرك والتوغل نحو القارة وتلبية نطالب شعوبها ومشاركتهم آمالهم وطموحاتهم فى التنمية والاقتصاد.

كما جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السودان، والتى استمرت أربعة أيام، بمثابة «رصاصة قاتلة» فى قلب أعداء البلدين الذين حاولوا جاهدين الاصطياد فى الماء العكر، وإحداث نوعا من الوقيعة بين القاهرة والخرطوم، فى وقت حرج من تاريخ مصر وعمر القارة التى تعج بالمشاكل والأزمات، وهو ما انتبهت إليه القيادة المصرية جيدا وعملت على تلاشى أى خلاف مع السودان.

ولا يكاد أن يستريح الرئيس السيسى من زيارته إلى السودان، حتى حزّم حقائبه، واتجه نحو الخليج، قاصدا البحرين، فى زيارة وصفها مسؤولون بأنها تأتى تأكيدا على سياسة مصر تجاه الخليج والتى تتبناها منذ اليوم الأول للرئيس عبدالفتاح السيسى فى الحكم، أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومى، وأن الاعتداء على الخليج بمثابة اعتداء على مصر، وأن مصر لن تقبل بأى مساس أو اعتداء على أى دولة من دولة الخليج، فى إشارة واضحة لطهران، فى ظل تحركاتها المريبة نحو البحرين، التى تهدف منها لمحاولة زعزعة أمن واستقرار هذه الدولة، فكانت زيارة الرئيس بمثابة، إعلان صريح، بأننا موجودون فى الخليج ولن نسمح لأحد أن يمس أى منها .

لم تمض سوى أيام قليلة على عودته، حتى حزم الرئيس حقيبته مجددا قاصدا المملكة العربية السعودية فالتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فى منطقة «نيوم» كأول زعيم عربى يزور هذه المنطقة.

أما شهر سبتمبر، يُعد من الشهور الفارقة فى تاريخ وعمر السياسة المصرية الخارجية، إذا تحركت مصر هذه المرة شمالا، فى جولة آسيوية هى الأهم، وحققت جميع الأهداف والنتائج المرجوة منها، إذ اتجه الرئيس عبدالفتاح السيسى نحو الصين، قاصدا ملف التنمية الاقتصادية، من خلال عرض الفرص الاستثمارية التى تتمتع بها بلاده، والمناخ الملائم للاستثمار، من أمن واستقرار وبيئة تشريعية تفتح الطريق أمام الاستثمارات الصينية، وبعدها انطلق الرئيس السيسى نحو العاصمة الأوزبكية طشقند، كأول رئيس مصرى يزور هذه الدولة منذ 50 عاما، فمد الرئيس السيسى يده، طالبا إقامة علاقة جديدة مع هذه الدولة، فسرعان ما استجاب له قادتها، لما لا؟! ومصر دولة محورية ولها وزن لا يستهان به فى الشرق الأوسط، والمجتمع الدولى يضع لكلمته ألف حساب.

وبعدها انطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العاصمة الأمريكية نيويورك، للمشاركة فى فعاليات اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نسختها الـ73، فى مشاركة أضافت كثيرا للدبلوماسية المصرية، ولسياسة مصر الخارجية، إذ اطلع العالم والمجتمع الدولى بأسره على رؤية مصر فى محاربة الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وتجربتها الدولية فى بناء دولية جيددة على أساس اقتصادى، ورؤيتها فى التعامل مع الملفات والأزمات التى تُهدد العالم كالتغيرات المناخية، حاملا معه آلام شعوب اليمين وليبيا وسوريا، مواجها المجتمع الدولى فى عُقر داره، مؤكدا أن العالم العربى والأفارقة ينتظرون من الأمم المتحدة الكثير من أجل الارتقاء بأوضاعهم وحمايتهم من شرور الإرهاب.

ومن نيويورك إلى موسكو، إذ جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى روسيا ولقاؤه مع نظيره فلاديمير بوتين، بعد أيام من زيارته إلى نيويورك، بثمابة إشارة واضحة لواشنطن، وأن مصر تنتهج بعد ثورة 30 يونيو، مبدأ هاما تنتهجه الدول العظيمة، بأن لا تحابى دولة على حساب دولة، والجميع عند مصر سواء، فمصر تتعامل مع جميع الدول من منظور واحد، وهو مصلحتها فى المقام الأول ومصلحة شعوب المنطقة.

وخلال تواجده فى روسيا، طار الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى جزيرة كريت باليونان وذلك للمشاركة فى فعاليات القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، وذلك فى إطار آلية التعاون الثلاثى التى انطلقت بالقاهرة فى نوفمبر 2014، فمصر وقبرص واليونان، يشكلون فيما بينهم ثلاثيا رادعا، لهم نفس الرؤى والأهداف والتطلعات.

وتوافق الزعماء على إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط يكون مقره القاهرة، ويضم الدول المنتجة والمستوردة للغاز ودول العبور بشرق المتوسط، بهدف تنسيق السياسات الخاصة باستغلال الغاز الطبيعى بما يحقق المصالح المشتركة لدول المنطقة، ويسرع من عملية الاستفادة من الاحتياطيات الحالية والمستقبلية من الغاز.

ومن جديد، زار الرئيس السودان، فكل من القاهرة والخرطوم، يواجهان مصير مشترك وهو تفشى خطر الإرهاب فى ليبيا، وكلاهما يحمل طموح اقتصادى، فكلا البلدين لديهما موارد وإمكانيات ولكن تحتاج إلى مزيد من التعاون، وهو ما ترجمه الرئيس عبدالفتاح، فى توقيع عشرات الاتفاقيات فى مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والزراعة.

ومن أفريقيا إلى أورويا، قصد الرئيس عبدالفتاح السيسى، العاصمة الألمانية، برلين، تلبية لدعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للمشاركة فى القمة العشرين حول الشراكة مع أفريقيا، وحمل الرئيس هذه المرة ملفا هو الأهم لدى بكين، وهو مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية، الذى يؤرق ألمانيا.

جولات خارجية من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب، تحمل معها كل بشائر الخير لمصر وشعبها وللاقتصاد المصرى، فالجميع بنتابه روح الأمل والتفاؤل بما هو قادم، وهنا لا نبيع الوهم لأحد، وإنما نتحدث فى ضوء المعطيات الراهنة، فالدرس الأول فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فى مادة الاقتصاد الدولى، المقررة على طلاب الفرقة الأولى، المعطيات تُبشر بالنتائج، وهو ما نتحدث فى فلكه، كما أن الإشادات الدولية بحجم الإصلاحات الاقتصادية، يؤكد بلا شك أن الاقتصاد المصرى فى انتظار طفرة كبيرة خلال الفترة المقبلة، وهو ثمار الزيارات الخارجية التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لدول العالم.

الدكتور عمرو عمار، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، يرى أن هناك استثمارات جديدة فى طريقها إلى مصر، من ألمانيا وروسيا والصين وأمريكا، سواء من خلال توسيع أنشطتها فى مصر، أو فتح الباب أمام استثمارات جديدة، بعد العرض الناجح الذى قام به الرئيس السيسى، للفرص الاستثمارية التى تتمتع بها مصر.

ويضيف أن السياحة ستعود إلى مصر كسابق عهدها، وسيتعافى القطاع من جديد، بعد السنوات العجاف التى عاشها القطاع، ودفع ثمنه باهظا الملايين من العاملين فى هذا القطاع، الذى يدر مليارات الدولارات للخزانة الدولة، باعتبار السياحة أحد مصادر الدخل القومى الرئيسية.

الدكتور أكمل تحسين، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية بالقاهرة، قال إن مصر خلال الولاية الرئاسية الثانية، تشهد حالة رواج خارجى، وجولات مكثفة لمختلف دول العالم، ومباحثات مع كبار الرؤساء والزعماء، وهو ما يعنى أن هناك علاقات جديدة دخلت حبز اهتمام الدولة المصرية، وعلاقات قائمة تشهد تعزيزا كبيرا.

ويشير أستاذ العلوم السياسية إلى أن مصر عادت من جديد لتقود العالم العربى والإسلامى وتدافع عن مصالح وهموم المنطقة، فى ظل تفشى خطر الإرهاب، الذى أصبح سرطانا يُهدد البشرية بأكملها، كما استردت مكانتها على المستوى الدولى، وجميع دول العالم تتهافت من أجل إقامة علاقة معها، وهذا راجع لدورها فى منطقة الشرق الأوسط.

وأكد أن مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، نجحت لأول مرة فى إدارة ملف السياسة الخارجية باقتدار، خلاف ما رأيناه طوال العقود الماضية، التى كانت فيه الدولة المصرية تابعا، وليست مستقلا كما هو الحال حاليا، كما أنه نجح فى إعادة الهيبة من جديد كقوة إقليمية لا يستهان بها وذات ثقل ووزن.

موضوعات متعلقة