رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

نكشف السر الخفي من زيارة رئيس تشاد إلى تل أبيب

نتانياهو ورئيس تشاد
نتانياهو ورئيس تشاد

خبراء: إسرائيل تسعى لتقوية نفوذها فى القارة السمراء

«ياسين»: الزيارة تهدف إلى نسج علاقات مع أنظمة مشبوهة وديكتاتورية

«النجار»: مصر تتخذ كافة الإجراءات الأمنية فى تحرك مضاد ومستبق لمواجهة أى مشاريع إسرائيلية من شأنها التأثير على المشهد العربى

فى زيارة تاريخية هى الأولى منذ 48 عاما، التقى رئيس دولة تشاد إدريس دييبى فى 25 نوفمبر الماضى برئيس الوزراء الإسرائيلى بنياميين نتنياهو، لتوثيق العلاقة بين الدولتين بحسب ما كشفت عنه وسائل الإعلام العبرية.

وكشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن تل أبيب تسعى لتوطيد علاقتها بدول أفريقيا، من أجل تسهيل السفر جوًا إلى أمريكا اللاتينية.

وقال الصحفى المصرى والخبير فى الشأن الإسرائيلى، محمد البحيرى، إن زيارة رئيس تشاد إلى إسرائيل تم ترتيبها منذ عدة أشهر، وتحديدًا منذ قيام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتيناهو بجولة أفريقية، واجتمع بعدد من رؤساء الدول الأفريقية منذ عامين.

وفى 2016، قام رئيس الوزراء الإسرائيلى بزيارة موسعة فى أفريقيا بعد سنوات من انقطاع العلاقات مع القارة.

وزار نتنياهو أوغندا وكينيا ورواندا ثم إثيوبيا، بجانب لقائه بعدد من القادة الأفارقة خلال وجوده فى أوغندا كان من بينهم وزامبيا وتنزانيا.

وكشف البحيرى فى تصريحات خاصة لـ«الزمان»، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى قدم لهؤلاء القادة التى تعانى دولهم من المشاكل الاقتصادية والتنموية والأمنية أيضًا، تلويحًا بالمساعدة العينية والتدريب والاستشارات والعلاقات العامة.

وتسعى إسرائيل فى الوقت الحالى لإعادة توثيق علاقتها بالدول الأفريقية والإسلامية منها على وجه الخصوص وفتح باب التعاون معهم سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.

وفى هذا الشأن يقول الدكتور طارق فهمى، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، إن زيارة رئيس تشاد إدريس دييبى لإسرائيل مهمة نظرًا لأنها دولة ذات أغلبية مسلمة بالإضافة إلى أنها جاءت بعد قطيعة استمرت حوالى أربعة عقود.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«الزمان»، ولهذه الزيارة دلالتان، أولهما مسعى إسرائيل للانفتاح على الدول العربية والأفريقية، وثانيا اختراق الدول الإسلامية فى القارة السمراء.

وبحسب القناة العاشرة العبرية، فإن رئيس تشاد تقدم بطلبات لرئيس إسرائيل جاء على رأسها المجال الأمنى والعسكرى، بجانب طلب بشراء الأسلحة.

الباحث الفلسطينى والخبير فى الشأن الإسرائيلى، عادل ياسين، أوضح أن تلك الزيارة تأتى استكمالًا لخطة إسرائيل التى تهدف بها لنسج علاقات مع أنظمة مشبوهة وديكتاتورية تهدف للحصول على السلاح الإسرائيلى لقمع معارضيها.

وأكد ياسين فى تصريحات خاصة لـ«الزمان»، أن إسرائيل هى الدولة الوحيدة التى تبيع السلاح للدول الديكتاتورية.

وقال الدكتور هشام النجار الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، إن استعادة العلاقات بين تشاد وإسرائيل، يمكن ربطها بما يحدث على المستوى التركى، فالمشروع التركى فشل وتراجع تماما فى المنطقة العربية وفشل مشروع الإسلام السياسى الذى تدعمه تركيا، ولكى يغطى أردوغان هزيمته وتراجعه فى الفترة الأخيرة اتجه إلى أفريقيا وهو يحاول أن يوجد له قدما فى المجال الحيوى الأفريقى، وهذا ينطبق أيضا على إيران، وبالمثل على إسرائيل، بمعنى أن القوى الإقليمية الثلاث غير العربية؛ إسرائيل وتركيا وإيران التى سعت بالفعل للتنافس على تقسيم الكعكة العربية الشرق أوسطية والمنطقة العربية خلال السنوات الماضية وبعضهم أحرز بعض التقدم بينما غالبيتهم انهارت مشاريعهم وتراجعت بشكل كبير سواء إيران أو تركيا، وهم يتنافسون حاليا على حيازة المجال الأفريقى والتواجد بقوة من خلال نفس الأولويات التى استعملوها سابقا، متصورين أنهم بذلك يحيزون نفوذ ويوجدون لأنفسهم أوراقا جديدة يضغطون من خلالها للعودة من جديد لأفريقيا كامتداد للمنطقة العربية ومجال حيوى لها سواء عن طريق مصر أو شمال أفريقيا.

والتغلغل الإسرائيلى فى أفريقيا من شأنه أن يغير ميزان القوى فى الشرق الأوسط خاصة مع استعادة العلاقات الدبلوماسية وربما الاقتصادية المتبادلة مع الوقت.

محمد البحيرى، رئيس وحدة المراسلين الدوليين بالمصرى اليوم، كشف أن زيادة نفوذ إسرائيل فى أفريقيا ينتقص من رصيد الدول العربية وعلى رأسها مصر.

وتابع البحيرى: «علينا أن نقر بأن كل تغلغل إسرائيلى فى القارة السمراء ينتقص من رصيدنا نحن، وأنا أتحدث هنا عن الدول العربية عامة، ومصر على نحو خاص، باعتبارها زعيمة القارة السمراء بحكم التاريخ والجغرافيا والسياسة والموازين العسكرية أيضا».

ويضيف الكاتب المصرى، أن إسرائيل استغلت الوضع الراهن الذى يمر به أغلب دول المنطقة، لتوسعة نفوذها فى قارة أفريقيا، مشيرا إلى أن إسرائيل إذا استطاعت تقوية علاقتها مع دول القارة الأفريقية، من شأنه تدعيم قواها فى المنطقة وتقويتها فى الصراع العربى الإسرائيلى، فتل أبيب تدرك جيدًا أهمية الصوت الأفريقى داخل الأمم المتحدة.

وأكد الدكتور هشام النجار فى تصريحاته لـ«الزمان»، أن مصر حاليًا تتخذ كافة الإجراءات الأمنية فى تحرك مضاد ومستبق لمواجهة أى مشاريع إسرائيلية من شأنها التأثير على المشهد العربى أو الأمن فى المنطقة، والضغط على أى دولة عربية أخرى.