رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الدكتور محمد عتمان خبير الأرصاد الجوية: مصر الأقل ضررًا في التغيرات المناخية.. ولا يوجد مبرر لتأزيم الأمور.. وتقلبات المنطقة العربية بسبب الاحتباس الحراري

شهدنا أعنف موجة سيول فى منتصف التسعينيات

الحكومة أنشأت 7 مراكز للتنبؤ بالتغيرات المناخية لمواجهة المخاطر

يشهد العالم تقلبات مناخية تعبر عن حجم الغضب الذى أصاب الطبيعة تجاه إفراط البشر فى الاختراعات والصناعات الناجم عنها بعض الانبعاثات الحرارية والتى تسببت فى ما يعرف عالميًا باسم «الاحتباس الحرارى» والذى يشكل تهديدا لحياة البشرية بسبب السيول والعواصف والأعاصير، وعلى ضوء ذلك عقدت أول قمة للمناخ فى ريو دى جانيرو عام 1992 وأعلن العالم للمرة الأولى التزامه تجاه الحد من الانبعاثات الغازية لمستويات يمكن السيطرة عليها، ولا تسبب أضرارا لعملية إنتاج الغذاء، وبعد فترة زمنية لم تتجاوز العامين شهدت مصر موجة سيول عنيفة لم يأت بعدها موجة بمثل هذا العنف، ومع المشاهد التى رأيناها الأيام القليلة الماضية فى المنطقة العربية من أمطار رعدية وسيول بالكويت والأردن واحتمال حدوث نفس الأمر فى مصر مثلما حدث العام الماضى، تواصلت «الزمان» مع أحد خبراء الطقس وهو الدكتور محمد عتمان والذى أعد بحثًا مطولا عن التقلبات المناخية التى شهدتها المنطقة وتوقعاتها للمناخ الفترة المقبلة.

وأكد عتمان لـ«الزمان» أن الفترة المقبلة ستشهد موجة من التقلبات الجوية العنيفة ولكن قبل أى شيء يجب الإشارة إلى أن مصر فى الترتيب العالمى من حيث التأثر بالتغيرات المناخية تقع فى المرتبة الـ20 فيما تقع بالمرتبة الـ100 من حيث الدول التى تستطيع التكيف مع التغيرات المناخية، وعلى ضوء ذلك نستطيع وصف التغيرات التى شهدناها الفترة الماضية بأنها ليست بالسوء الذى كنا نتوقعه سواء اختفاء محاصيل زراعية أو غرق الدلتا والإسكندرية، وهو ما يجعلنا نعمل فى الوقت الراهن على تأمين الأجيال القادمة ومراعاة التقسيم العمرانى والتوسع نحو المدن الجديدة البعيدة عن أماكن السيول.

ولفت عتمان إلى أن السبب الرئيسى لما نراه الآن من ظواهر مناخية غير مستقرة يعود إلى الدول الصناعية الكبرى التى ساهمت بقوة فى ظهور الاحتباس الحرارى، إذ أفرطت تلك الدول فى استعمال مشتقات البترول والفحم مما أدى إلى خروج غازات تسمى بغازات الاحتباس الحرارى المكونة من غاز أول وثانى أكسيد الكربون والميثان، والتى لا تستطيع الخروج من الأرض خلال إخراج الأرض الأشعة التى امتصتها من الشمس طوال النهار لوجود غطاء حول الأرض من تلك الغازات فتتسبب هذه الملوثات فى سخونة الأرض وارتفاع درجة الحرارة وهذه العملية تسمى بالاحتباس الحرارى، مما يساهم فيما بعد فى حدوث التغييرات المناخية، والتى تتخذ أشكالا مختلفة من دولة إلى دولة، إذ يتم ترجمتها فى بعض الحالات إلى فيضانات وحالات أخرى انزلاقات أرضية.

وأضاف عتمان أن من مظاهر الاحتباس أيضًا العواصف الثلجية كما هو الحال مع أوروبا، وفى بعض الأحيان يتم ترجمة الاحتباس الحرارى إلى أعاصير، وهو ما يجعل الاحتباس سلاحا مدمرا وقادرا على تهديد مصادر الحياة على الكوكب.

وتابع: للأسف لم نتخذ الإجراءات الكافية داخل مصر لمواجهة تلك الظواهر الطبيعية كما لم نتخذ فى الاعتبار التخطيط الاستباقى للتغيرات المناخية، وانتبهت مؤخرا لذلك فى رؤيتها للتنمية المستدامة فقامت الحكومة بإنشاء اللجنة الوطنية للحد من مخاطر الكوارث بمركز معلومات مجلس الوزراء، وأنشأت وزارة الموارد المائية مركزا للتنبؤ بالأرصاد الجوية والتغيرات المناخية، كما أنشأت وزارة الزراعة مركزا لمعلومات تغير المناخ.

ولفت إلى أن إنشاء أكاديمية البحث العلمى والعلوم والتكنولوجيا لجنة للتغيرات المناخية، ووزارة البيئة أنشأت معهدا للتغيرات المناخية، ومعهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية أنشأ مركزين، واحدا للتغيرات المناخية والثانى للاستشعار عن بعد والحد من المخاطر.

وعن توقعاته للفترة المقبلة، قال عتمان إنه فى ضوء التقارير الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية تعتبر مصر الأقل ضررًا بين الدول المحتمل حدوث كوارث طبيعية بها، سواء من حيث السيول أو العواصف، والعمل لا بد أن يوجه لمواجهة الأمطار وبحث آليات التصدى لها عمليًا من خلال التأكد من تطهير مجرى مخرات السيول والبالوعات ووجود الإمكانيات البشرية والمعدات لتصريف المياه فى الشوارع، حتى نتجاوز الموسم الحالى.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تهبط درجات الحرارة هذا الموسم إلى 15 درجة مئوية ونستطيع التكيف مع الأمر شرط ارتداء الملابس الثقيلة وعدم تخفيفها أثناء ساعات النهار تجنبًا لنزلات البرد الشديدة.

وحول تأثر الزراعات بالمناخ المتقلب، أوضح خبير الأرصاد، أن حجم تأثير المناخ على الزراعات لن يتجاوز 15%، وارتفاع النسبة فى المحاصيل الأخرى ومنها الذرة والقمح والأرز.