رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

اقتصاد

تصاعد التحذيرات من أزمة عالمية بعد انهيار البورصة الأمريكية

النحاس: الصراع السياسى سبب الانحدار.. ولم نشهد هبوطا عالميا للأسعار

الدمرداش: تقارير المؤسسات العالمية له طابع سياسى

حذرت بعض التقارير من إمكانية حدوث أزمة عالمية اقتصادية قريبة تتأثر بها فى المقام الأول الدول الناشئة ثم الغرب، وعزز من ذلك الانهيار الذى تشهده البورصة الأمريكية مؤخرا قرابة الشهر حتى الآن.

وترى تقارير المؤسسات الدولية أن الأسباب الرئيسية وراء الأزمة سوف تتمثل أن فى رغبة أمريكا الشديدة فى خفض أسعار النفط ستفرض شروطها على الأسواق بحكم قوتها العسكرية للهبوط بالأسعار، كذلك ارتفاع الفوائد فى السوق المالية، فهناك ما سيؤثر على الأسواق العالمية.

أما عن موعد انفجار الأزمة، فقد أكدت المؤسسات المالية اقترابها ومن ضمنها مصرف «جى بى مورجان تشيس» الأمريكى، إذ رجح أن تضرب العالم سنة 2020، أى أن «الهزة الاقتصادية» ستعصف بالاقتصاديات العالمية فى غضون عامين فقط.

ووفقا للمصرف فإن الخبر الإيجابى هو أن الأزمة المقبلة ستكون أقل حدة من سابقتها، أما الأمر السلبى فهو أن العالم لم يتجاوز بعد آثار 2008 وتبعات التراجع الكبير فى سيولة الأسواق.

فيما تظهر آراء معارضة تقلل من مصداقية هذه التوقعات، إذ شكك شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادى، فى إمكانية حدوث أزمة عالمية بالمعنى المتعارف عليها، والتى سوف تتسبب فى ضرر حاد للاقتصاد الأمريكى ينتقل إلى بقية العالم.

وأوضح الدمرداش أنه حتى أزمة عام 2008 الشهيرة لم تترك تأثيرا سلبيا واضحا على مؤشرات الاقتصاد الأمريكى من حيث انخفاض معدل النمو أو تآكل الصادرات أو انكماش الناتج القومى بدرجة كبيرة، أو ارتفاع معدلات التضخم ونسب البطالة إلى مستويات غير معقولة.

ولفت الخبير الاقتصادى إلى أن تقارير بعض المؤسسات المالية الدولية تحمل طابعا سياسيا، قائلا إن حديث بعض هذه المؤسسات عن اقتراب وقوع أزمة فى الدول الناشئة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة ونسبة الدين ـ والتى تعد مشكلة حقيقة بالفعل- إلا أنها كانت تستهدف فى الأساس زعزعة الاستقرار فى بعض دول المنطقة لصالح الضغط الأمريكى.

أما وائل النحاس، المحلل المالى،  قال إن ما يحدث حاليا هو نتيجة للصراعات السياسية فى العالم وليس الاقتصاد هو السبب المباشر، إذ أن فقدان البورصة الأمريكية تريليون دولار فى شهر وانخفاض المنتج النفطى بحوالى 30% يأتى فى ظل تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتكررة التى يطالب فيها بخفض سعر النفط، قابلها تعنت من منظمة الأوبك والتى صرح أعضاؤها بأن سعر برميل النفط قد يتخطى حاجز المائة دولار قبل نهاية العام.

وأوضح النحاس أن أزمة خاشقجى تعزز تأزم الأوضاع السياسية، مشيرا إلى أنه كلما تصاعد الحديث عن نية الكونجرس الأمريكى لفرض عقوبات على السعودية على خلفية مقتل خاشقجى، فإن ذلك يعقبه ضغوط بيعية عنيفة جدا فى البورصة الأمريكية، مما يؤدى إلى هبوط أسعر الأسهم، موضحا أن تلك الحالة تقتصر على وول ستريت، لكننا  لم نشهد التهاوى الكبير والتقلبات العنيفة  فى أسعار الأسهم فى أوروبا والصين بالمقابل.

وأكد المحلل المالى أن الأمر حتى الآن ما زال مقتصرا على البورصة فقط ولم يمتد إلى باقى القطاعات، إذ أن معدلات الاقتصاد الحقيقية فى أمريكا لم تشهد تغيرا، لكن جاءت التأثيرات السلبية واضحة حول أسهم شركات الطاقة نتيجة انخفاض أسعار النفط، وكذلك الشركات التى لها استثمارات فى الصناديق الخليجية، وعلى رأسها الشركات التكنولوجية الأكبر مثل آبل وغيرها.

أما فيما يتعلق بمنطقة الشرق الاوسط، فأوضح النحاس أن الأزمة تتعلق  بخروج الاستثمارات غير المباشرة من دولة إلى أخرى فى ظل غياب الاستثمارات الحقيقية مع ارتفاع مستويات الديون وعدم استقرار المنطقة فى ظل الصراعات والحروب الموجودة بها مما يزيد من حالة الغموض الموجودة.