روسيا: حصلنا على أدلة تُثبت وجود صلة لأوكرانيا بمنفذي هجوم كروكوس لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل لاستهدافها مسعفين خارجية فلسطين تطالب بتدخل دولي لوقف عدوان الاحتلال ومستعمريه على التجمعات البدوية إصابة 5 أشخاص بحادث تصادم سيارتين سوزوكي وملاكي بالطريق الزراعي بطوخ وزير التنمية المحلية يتابع مع محافظ بورسعيد عددا من الملفات الخدمية التي تهم المواطنين محافظ الشرقية يلتقي رئيس قطاعات كهرباء الشرقية والمدن الجديدة محافظ الغربية يتابع أعمال كورنيش ترعة الساحل بسمنود بني سويف: 317 منفذا ثابتا ومتنقلا لبيع السلع الغذائية والأساسية محافظ بني سويف ينيب رئيس مركز ببا في افتتاح مسجد الحسين بعد إحلاله وتجديده بتكلفة 2.5 مليون جنيه وزير الصحة يشهد توقيع بروتوكول بين هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية والمؤسسة العلاجية محافظ أسيوط يناقش الموقف التنفيذي لمشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة.. واستكمال المرحلة الأولى أسيوط: إزالة 5 تعديات ومخالفة بناء بحي شرق
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

«صفقة القرن» بين واقع غربي وغموض عربي

ترامب يفجر قنبلة جديدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

واشنطن تتعهد ببرنامج جديد لإنهاء الصراع العربى الفلسطينى

«شعث»: خطة أمريكية لشطب ملف اللاجئين تماما.. وإنهاء ملف المفاوضات

«غطاس»: لا يوجد شيء على أرض الواقع اسمه صفقة القرن

أفادت صحيفة «إسرائيل هايوم» بأن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، سيدلى ببيان حول البرنامج الجديد لتسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى أو ما يعرف إعلاميا بـ«صفقة القرن»، خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة فى أواخر سبتمبر الحالى، وعلى الرغم من أن بنود تلك الصفقة لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمى من قبل الإدارة الأمريكية إلا أنها وفقا لبعض للمحللين يجرى تحقيقها بخطوات متسلسلة على أرض الواقع، بدأت بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإقرار الكنيست لقانون يهودية دولة إسرائيل خلال شهر يوليو الماضى، والذى هو جزء من التشريعات الأساسية لإسرائيل، والذى يعطى اليهود الحق الحصرى فى تقرير مصير البلاد، وجاء إعلان الولايات المتحدة إلغاء أكثر من مائتى مليون دولار من المساعدات المخصصة للفلسطينيين، فى قرار يأتى لتتويج سياسة الضغط المالى التى انتهجتها إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب لإجبار الفلسطينيين على القبول بمقاربة واشنطن للتسوية مع إسرائيل.

 وفى هذا الشأن علّق الدكتور أسامة شعث، الأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والخبير فى الشئون الفلسطينية بقوله: إن ما تقوم به الإدارة الأمريكية من محاولات للضغط على القيادة الفلسطينية، وعلى الرئيس أبو مازن فى محاولة لثنيه عن الموقف المعلن عما تسمى صفقة القرن، والضغط عليه بهدف قبول تسوية لا تلبى الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطينى، إنما لن يزيد القيادة إلا إصرارا وتمسكا بالحقوق الفلسطينية.

وأضاف الدكتور شعث أن القيادة الفلسطينية لا تخضع لابتزاز نارى أو سياسى، أو حتى تهديد لحياتها، فهى ليست أفضل حالا من أبناء الشعب الفلسطينى، لأن الهدف هو إقامة دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة عام 67، ودون ذلك لا يوجد حل فى المنطقة ولن يكون هناك استقرار أو أمن فى المنطقة دون حل الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وأوضح شعث لـ«الزمان» أن الصفقة التى تتحدث عنها الإدارة الأمريكية وهم ودرب من دروب الخيال الأمريكى لاعلاقة لها بالواقع، ولا علاقة لها بالقانون الدولى على الإطلاق.

ولفت إلى أن ما تريده الإدارة الأمريكية هو عزل غزة عن الأراضى الفلسطينية فى الضفة، والقدس، وإيجاد كيان سياسى بديل لدولة فلسطين فى غزة، وتفكيك النظام السياسى الفلسطينى فى الضفة، وتمزيق الشعب الفلسطينى أكثر مما هو ممزق ديموجرافيا، وجغرافيا، فضلا عن دعم الوجود العنصرى للدولة اليهودية الصهيونية، ودعم قوانينها القائمة على التطهير العرقى.

وقال إن الإدارة الأمريكية تحاول الالتفاف على القيادة الفلسطينية بعدة أساليب منها: الضغط على القيادة لابتزازها بوقف التمويل للشعب الفلسطينى، بما يقارب 200 مليون دولار، وهو مبلغ أتفه من أن يقال إنه مساعدات وأن الشعب الفلسطينى لا حاجة له بأموال تهدف إلى إذلاله.

وتابع شعث: ثروات الشعب الفلسطينى المسروقة تُقدّر بالميارات، وتقوم بسرقتها وجبايتها قوات الاحتلال الإسرائيلى من الأراضى الفلسطينية المحتلة فى الضفة والقدس.

وأكد أن هناك خطة أمريكية لشطب ملف اللاجئين تماما من أى عملية مفاوضات أو تسوية قادمة وهو ما يعنى الحول دون عودتهم إلى أراضيهم، ويعنى أيضا أن الولايات المتحدة قررت أن تعاند القانون الدولى وتُسقط حق العودة للشعب الفلسطينى إلى أرضه، أى إقامة دولة يهودية خالصة ونقية من أى عرق آخر وهو مايعد انتكاسة لحقوق الإنسان، ودعاة الديموقراطية فى العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

وهو ما ذهب إليه أيضا الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات السياسية، قائلا إن مصطلح صفقة القرن لم يعلن شيء عنه، لكن على أرض الواقع هناك شيء اسمه صفقة القرن، والتى بدأت بقرار أمريكى اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وهذا هو الإجراء الأول، وترامب يزعم أنه أزاح القدس من طاولة المفاوضات، كما أنه يريد أيضا أن يزيح ملف اللاجئين عن مائدة المفاوضات، فأوقف الدعم الأمريكى للأونروا – وهى مؤسسة دولية معنية برعاية اللاجئين- ومن المقرر أن يصدر قريبا تعريف آخر عن اللاجئين ليشطب حق اللاجئين الذين ولدوا بعد عام 1948 من قرار العودة وهو قرار أممى رقم 194، الذى يضمن حق اللاجئين فى العودة وتعويضهم، كما أنه يريد فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

ولفت إلى أنه يحاول أن يشجع حماس على الاستفراد بقطاع غزة، وإقامة مشاريع إنسانية فيها تخفف من حالة الحصار حتى يتم فصل قطاع غزة نهائيا عن الضفة الغربية، وأن تكون غزة عبئا على مصر، وليس على إسرائيل، وهذا ما ظهر حتى الآن من صفقة القرن، فلا يوجد إعلان رسمى لكن تكفى هذه الإجراءات الخطيرة التى اتخذها البيت الأبيض، حتى تشير إلى صفقة القرن.

وأضاف غطاس أن الذى عارض صفقة القرن بشكل علنى، هو الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، والذى أسماها بـ«صفعة القرن»، ورفض أن يلتقى أى مسئول أمريكى منذ إعلان أمريكا نقل سفارتها للقدس، حتى أنه شتم السفير الأمريكى، وبالتالى بعض الدول العربية التى تقول إسرائيل إنها موافقة على صفقة القرن، أعلنت عدم موافقتها، وأيّدت الموقف الفلسطينى حتى الآن، لكن لا تزال الولايات المتحدة تعمل على استكمال خططها بخصوص شطب حق العودة للاجئين، وفصل قطاع غزة عن الضفة.

كما ذكرت بعض الصحف العربية - نقلا عن مصادر فلسطينية- بأن هناك مساعى أمريكية لتوطين اللاجئين فى بعض الدول العربية على رأسها مصر والأردن بعد قرار واشنطن وقف تمويل الأونروا المسئولة عن دعم اللاجئين الفلسطينيين، وأن تلك هى الخطوة الثالثة فى صفقة القرن، وبعدها جاءت الجلسة الوزارية بشأن دعم وكالة الأونروا على هامش أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب فى إطار الدورة العادية رقم 150 لمجلس جامعة الدول العربية، وشدد وزير الخارجية المصرى، سامح شكرى، على ضرورة تكاتف جميع الأطراف والعمل سويا لمواجهة تلك الإشكالية، وإيجاد حلول للتعامل مع الآثار المحتملة لإضعاف وكالة الأونروا ودورها المحورى فى تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدا استمرار دعم مصر للوكالة، وهو الأمر الذى أكّده وزير خارجية الأردن أيضا.