رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«مدينة الجنون».. ماذا يحدث داخل البيت الأبيض؟

تسريبات بالجملة وإطلاق حملات لمقاومة ترامب.. وصحفى أمريكى: الإدارة انقلبت عليه

مستشاروه: تعرضنا لإهانات كثيرة من رئيس بعقلية طفل فى الصف السادس الابتدائى

 «ترامب يتصرف كطالب فى الصف الدراسى الخامس أو السادس».. هكذا وصف وزير الدفاع الأمريكى، جيمس ماتيس، رئيس الولايات المتحدة بحسب ما ذكره كتاب «الخوف» للصحفى كاشف فضيحة «ووتر جيت»، بوب وودورد.

الإدارة الأمريكية تتخبط، والأوضاع غير مستقرة بأى حال من الأحوال، وبحسب «كتاب الخوف»، فإن المسؤولين بالبيت الأبيض انقلبوا عليه.

منذ دخوله البيت الأبيض، وتوليه رئاسة الولايات المتحدة، كسب ترامب عداوة وخصومة الجميع، عدا بعض الشخصيات القليلة، التى انقلبت عليه فى النهاية، مثل محاميه مايكل كوهين.

بعد صدور كتاب وودورد الذى قابل العديد من المسؤولين بالبيت الأبيض، وتحدث معهم عما يحدث داخل الإدارة الأمريكية، وانهالت التسريبات والانقلابات على رأس ترامب.

تصريحات المسؤولين التى أخرجوها هنا وهناك، كشفت عن طبيعة ما يحدث حاليًا داخل البيت الأبيض.

بالرغم من خوف البعض، وشجاعة البعض الآخر، إلا أن الأغلبية عبروا عن رغبتهم فى التخلص من الرئيس الحالى للولايات المتحدة.

قال اثنان من المسؤولين الكبار بوزارة العدل الأمريكى: «نرى أنفسنا كمتمردين، ورفعنا أيدينا بالتحية بعد مقال نيويورك تايمز الذى أظهر الصدع داخل الإدارة الأمريكية».

وأضاف المسؤولان لصحيفة «ديلى بيست» الأمريكية، أنهما قاوما قرارات الرئيس الأمريكى فى الخفاء منذ 2017، فى المكان الذى وصفه ترامب بقلة الوفاء.

الصحيفة الأمريكية كشفت أيضًا حالة التخبط التى تحدث حاليًا، والتى جعلت ترامب يصاب بحالات ذعر، فبحسب مصدر قريب من الرئيس الأمريكى أكد أنه وقت قراءته مقال «نيويورك تايمز»، فإن الأخير انفجر غضبًا فى مستشاريه ومساعديه، داعيًا إياهم لمعرفة المسؤول الغامض كاتب ذلك النص.

«نيويورك تايمز» نشرت مقال رأى منذ أيام لشخص غامض، ادعى أنه مسؤول رفيع المستوى داخل الإدارة الأمريكية، وكشف فى الصحيفة عن حالة الاستياء بين المسؤولين من قرارات الرئيس، ومدى محاولاتهم إدارة البلاد بعيدًا عن ترامب.

يبدو أن الانقلاب الكبير ضد الرئيس الأمريكى، كان سببه تعامله مع مستشاريه، وبحسب بوب وودورد، فإن ترامب تعمد إهانة مساعديه.

يسرد ودورد فى كتابه الذى نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أهم ما جاء به، علاقة ترامب بكبير موظفى البيت الأبيض، جون كيلى، مؤكدًا أن الأخير نعت الرئيس الأمريكى بـ«المعتوه»، بعدما فقد أعصابه أكثر من مرة بسبب قراراته الخاطئة.

وفى اجتماع مصغر لمستشارى ترامب، قال كيلى – بحسب كتاب ودورد- إن ترامب أحمق، ومن غير المفيد محاولة إقناعه بأى شيء، لأنه انحرف عن المسار، مضيفًا: «نحن فى مدينة الجنون، لا أعرف حتى لماذا أى أحد منا هنا، هذه أسوأ وظيفة حصلت على الإطلاق».

رئيس موظفى البيت الأبيض السابق، راينس بريبوس، عانى هو أيضًا خلال فترة خدمته مع ترامب، مؤكدًا أنه كان يفعل القليل ليجبر الرئيس على عدم إشعال شرارة الفوضى.

وبحسب ودورد، فإن ترامب كان يتجاهل رئيس موظفى البيت الأبيض السابق، وأخبر مساعده بأن يتجاهل الأخير تمامًا، حتى أن الرئيس كان ينعته بـ«الفأر الصغير»، مضيفًا: «هو فقط يعشق الهرولة فى الجوار».

فى اجتماع مجلس الأمن القومى الأمريكى العام الماضى، تساءل ترامب عن سبب إنفاق البنتاجون العديد من الموارد فى شبه الجزيرة الكورية، وبحسب الكتاب وودورد، رد وزير الدفاع جيمس ماتيس: «نفعل ذلك من أجل منع حرب عالمية ثالثة».

بعد مغادرة ترامب الاجتماع «كان ماتيس بشكل ما غاضبًا وحذرًا، وقال للمقربين منه إن الرئيس تصرف ويفهم مثل طالب فى الصف الخامس أو السادس».

تصاعدت الأوضاع فى الآونة الأخيرة، بالدرجة التى أصبح جميع المسؤولون بالإدارة الأمريكية يصرحون للصحفيين، إذ أكد مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية: «فى حالة تواجد مسؤولين رفيعى المستوى فى مناصب قيادية، وكانت مشاعرهم ضد ترامب، إذًا لن تتوقف جهودهم بمجرد نشر المقال أو يقللون من الهجوم على الرئيس».

وتابع المسؤول الذى رفض الإفصاح عن اسمه لـ«ديلى بيست» أن الخطوات القادمة لمستشارى ترامب ستكون قاسي..

فى المقابل، بعض المسؤولين فى الإدارة الأمريكية يخشون التأثير المستمر للعبة الانشقاق عن الحاكم، وأن يعطى مقال صحيفة «نيويورك تايمز»، الأحقية للرئيس بعزل من لا يؤيده فى البيت الأبيض ككبش فداء.

فيما عبر مسؤول آخر عن خوفه مما يحدث، قائلًا إن ذلك يمكن أن يشجع ترامب ليفرض على أمريكا أسلوب أردوغان ويطهر البيروقراطية التى لم يطبقها بعد.

وأضاف المسؤول أن بعضا من المدعين العام فى الولايات المتحدة رجال جادون للغاية وملتزمون بقوة القانون، ماذا إذا حاول ترامب تبديلهم بأشخاص موالين له من حملته الانتخابيه، مثل بوريس إبشتاين؟ سنرغب فى التفكير بأن الكونجرس لن يقبل بذلك، ولكن لن نكون واثقين لهذه الدرجة.