رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

مفتي تشاد: مصر حققت طفرة كبيرة تخم العالم الإسلامي

على الجميع الاستفادة من التجارب المصرية

واللغة العربية لغة رسمية فى بلادنا

الأزهر قبلة العلماء وملاذ الطلاب والدارسين

يعتقد البعض أن تشاد منبع للجماعات الإرهابية، بالرغم من حرصها على تعليم اللغة العربية، كونها لغة القرآن الكريم فهى أساسية لدى الطفل التشادى.

ولكن مفتى جمهورية تشاد أحمد النور الحلو أوضح «الزمان» حقيقة الأوضاع القائمة فى بلاده، وموقفه من الأزهر الشريف وحلقات الربط والتواصل بين المؤسسات الدينية فى بلاده ومصر، فضلا عن الطوائف الدينية فى بلاده ومدة تأثرهم بالمفاهيم والمعتقدات المختلفة.

ما رد فضيلتكم على انتشار بعض الجماعات الإرهابية ببلدكم مثل الشيعة وبوكو حرام؟

هذا ليس له أى أساس من الصحة، فلا يوجد لدينا شيعة، أما بالنسبة لجماعة «بوكو حرام» فهى مجاورة لبلدنا وليست بداخلها، فكون الشعب التشادى واعيا ولا يتأثر بمفاهيمهم المغلوطة جعله لا يقبل باحتضان مثل هذه الجماعات، بالرغم من محاولات «بوكو حرام» العديدة للدخول وسط شعب تشاد، الذى دخل فى الإسلام منذ أكثر من ألف عام.

ما مدى اهتمام التعليم فى تشاد باللغة العربية؟

بالرغم من وجود عدد من المدارس التى تدرس بمناهجها لغات أخرى إلى أننا لدينا مدارس للغة العربية منتشرة بكل أقسامها وتشاد فى الأساس هى دولة عربية تتكلم بلسان عربى، كما نهتم أيضا بتعليم القرآن الكريم، فهو شيء أساسى بالنسبة للطفل التشادى.

من المسئول عن إصدار الفتوى بجمهورية التشاد؟

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، هو الذى يتولى الإفتاء، ممثلا فى هيئة الإفتاء التشادية، إذ يقوم علماؤه حينما يرفع أى شيء إليهم من أحكام فقهية تخص المعاملات أو العقود أو الأسرة.. إلخ، يجتمعون وينظرون فيه ثم يصدرون الفتوى، طبقا للشرع وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فى القرآن وما أمر به فى سنته، مراعين الزمان والواقع وعرف البلد، وما أجمع عليه أئمة وفقهاء الإسلام.

على أى أساس يتم اختيار المفتى بتشاد؟

يتم اختيار المفتى إذا كان له تطلع واسع فى الفقه، خاصة المذهب المالكى، ويكون دارسا على يد العلماء المجيدين لهذا المذهب، وأن يتعلم من الكتب الصغيرة إلى الكبيرة، ولا بد أن يكون متسلحا بأصول وقواعد الفقه، حينها يختاره المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالإضافة إلى وجود أعوان له يقفون معه ويشاورهم فى جل المسائل.

حدثنا عن المساجد فى جمهورية تشاد؟

لدينا مساجد عديدة جدا، يتردد عليها المسلمون، وأبرزها وأكبرها مسجد الملك فيصل رحمة الله عليه، بالعاصمة أنجمينا، ويتسع لقرابة 7 أو عشرة آلاف مصلى، كما يوجد هناك جامعة تحمل ذات اسم الملك تدرس مناهجها باللغة العربية وهى قوية من الناحية الأكاديمية.

إذا كانت الريادة تقوى بالعودة إلى الدين هل ذلك يعنى أن هناك قصور من المؤسسات الدينية؟

 بالطبع هناك قصور ملموس وأهل العلم يعترفون به قبل غيرهم، وإذا لم يكن هناك قصور لما طالب العلماء بالتجديد، لذا حاولوا أن يصححوا وأن يطوروا، وعلى أى حال القصور من شأن الإنسان وما تقوم به مصر الآن طفرة كبيرة لو استغلها العالم الإسلامى لخرج الإنسان من المشاكل دون شك.

ما الذى يمثله الأزهر بالنسبة لكم؟

بالطبع هو قبلة العلماء ومنذ زمن وهو يمد طلاب تشاد  بالعديد من المنح مقسمة بين التخصصات الشرعية والتخصصات العلمية، وكما قلت طالما الأزهر موجود فالخوف على الدين مفقود.

فضيلتكم قلت إنه طالما هناك سائل ومسؤول فى مجال الفتوى فلا بد أن يكونا حيين.. كيف ذلك؟

المسؤول أى المفتى يكون حيا بأن يعيش الواقع فى إصدار حكمه، ويجيبه فى ضوء المستجدات، موضحا أن الجمود على الدليل النقلى من الشرع والسنة ضلال فى الدين وجهل بمقاصد علماء المسلمين، وكون السائل حيا بأن يطرح جميع المسائل التى أشكلت عليه لإزالة ما أصاب عقله من التباس.

لماذا قلت إن المؤتمر الذى عقد لتجديد الفتوى مقام جليل وخطير؟

نعم لأن المؤتمر لا يناقش أمرا سهلا بل يدور محوره حول التحليل والتحريم للمستجدات التى طرأت على عالمنا المعاصر، وليس من اليسير أن يقر الإنسان بأن هذا حلال وهذا حرام، فالإمام مالك طرح عليه 50 مسألة ولم يجب عليها، احترازا لأهمية الموضوع.

برأيك من له الحق بالتحليل والتحريم؟

 التحليل والتحريم مقام جليل وكريم، هو أمر ربانى لا دخل للمفتى فيه إنما هو يشرح فقط مع احتمال الخطأ، ويقر الحكم كما أعلنه القران الكريم والسنة النبوية، إذ جاء فى سنن أبى دوداد عن النبى صلى الله عليه وسلم: «من قال علىّ ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار»، مستشهدا بذلك أن مقام الفتوى يمكن بين العظمة والخطورة