الجريدة الرسمية تنشر تفاصيل قرار الرئيس السيسي بشأن التخلي عن ”الليبور” واستبداله بـ”السوفر” الأمين العام لجامعة الدول العربية يستقبل وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط محافظ الغربية يشهد الاجتماع الدورى لمجلس الجامعة التكنولوجية بسمنود كولر: سيمبا منافس قوي والأهلي يسعى لتحقيق نتيجة إيجابية في مباراة الغد محافظ المنيا يستقبل السيدة هيرو السفير الأمريكى بالقاهرة لبحث سبل التعاون المشترك محافظ المنيا يعلن بدء التسجيل بالدورة الثالثة للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية «كاف» يعلن موعد مباراتي نهائي دوري الأبطال والكونفيدرالية محافظ أسيوط يعلن تخصيص 32 مسجدًا للاعتكاف و222 مسجدًا لصلاة التهجد بجميع مراكز ومدن المحافظة النائب أحمد عثمان: تنفيذ مخرجات الحوار الوطني يؤكد جديته واهتمام القيادة السياسية بكافة القضايا محافظ الفيوم يُكرم الأمهات المثاليات على مستوى الديوان العام والوحدات المحلية محافظ كفرالشيخ: تحرير 5 محاضر تموينية لأصحاب المحال التجارية والمخابز المخالفة بقلين محافظ كفرالشيخ يعلن التشغيل التجريبى لمستشفى مركز الأورام الجديد على مساحة 8876 م2 بقوة 160 سريراً
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

كلمة مفتي الجمهورية بالمؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية بمكة

قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية – إن أمتنا الإسلامية قد ابتليت بفرق ما أنزل الله بها من سلطان، تحت أسماء مختلفة، وراياتٍ متعددة، وشعارات متباينة، وغايات وأهداف ظاهرها الرحمة، وباطنها وحقيقتها الهلاك والعذاب، ذلك أن كل جماعة وفرقة من هذه الفرق قد حصرت الحق في منهجها وحده دون غيره، وحكمت على مخالفها بالهلاك وفساد المنهج والمعتقد، على حد قول الشيخ الرئيس ابن سينا: "لقد ابتلينا بأقوام يحسبون أن الله لم يهدِ قومًا سواهم".

وأوضح فضيلة المفتي -في كلمته الرئيسية التي ألقاها في المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية المنعقد بمكة المكرمة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين – أن الخطر المحدق ليس في الاختلاف وحده، لأن الاختلافَ الناتجَ عن اجتهاد صحيح ونظر سليم، ضرورة عقلية وظاهرة صحية، إنما الخطر الحقيقي في ظاهرة إقصاء الآخر المخالف والحكم عليه بالكفر والمنابذة، وهذا مما يضعف الأمة ويهدد سلامتها وأمنها ووحدتها.

وأضاف فضيلته أنه إذا أردنا أن نتعلم فقه الاختلاف الصحيح ونجنب الأمة خطر هذه الجماعات التي فرقت الأمة الإسلامية، وقسمت صفنا، ووهنت عزمنا، وأضعفت قوتنا، فلننظر إلى منهج علمائنا وأسلافنا الصالحين في فقه الخلاف، قال يونس الصدفي: ما رأيتُ أعقلَ من الشافعيِّ، ناظرتُه يومًا في مسألةٍ، ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة؟! 

قال الإمام الذهبيُّ تعليقًا على قول الشافعي: هذا يدلُّ على كمال عقل هذا الإمام، وفقهِ نفسه؛ فما زال النُّظراء يختلفون.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن المنهج العلمي الصحيح الذي استقرت عليه اجتهادات جهابذة الأمة الإسلامية من لدن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، أن الاختلاف إذا كان في الأمور الاجتهادية الظنية التي لا تمس ثابتًا من ثوابت الدين أو العقيدة، ولا تنكر معلومًا من الدين بالضرورة، ولا تخرق إجماعًا قطعيًّا؛ فإن الأمر فيها هين والخلاف حولها مستساغ، وهو من قبيل اختلاف التنوع وليس من قبيل اختلاف التضاد.

وأوضح فضيلته أن هناك الكثير من الاختلافات من هذا القبيل قد حدثت حتى في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي علَّم أصحابه الكرام فقهًا لاختلاف الآخر وقبوله ما لم يكن الاختلاف في الثوابت كما قدمنا، وما حديث اختلاف الصحابة في قراءات القرآن الكريم منكم ببعيد، فقد روى البخاري عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعدما سمع قراءة الجميع: «هكذا أنزلت» ثم قال لي: «اقرأ»، فقرأت فقال: «هكذا أنزلت، إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف فاقرءوا منه ما تيسر».

وأضاف أن مثل هذه الاختلافات والاجتهادات التي وقعت وترددت فيها الأنظار بين العلماء سلفًا وخلفًا، لا زالت تملأ بطون الكتب الإسلامية مكونة ثروة علمية ضخمة نافعة، ولم نسمع أن عالمًا مجتهدًا كفَّر غيره أو حكم عليه بالإقصاء بل كانت قاعدتهم المشهورة كما قال الشافعي رضي الله عنه: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ محتمل للصواب.

وأكد مفتي الجمهورية أنه قد تبيَّن بما لا يدع مجالًا للشك أن غياب المنهج العلمي الذي انتهجته هذه الجماعات المفرقة المضللة، والخروج عن سنن أهل العلم، ومقاصد الشريعة الإسلامية الغراء، قد أوقعنا في أزمات ومشكلات عديدة، أخطرها تهديد وحدة الأمة وأمنها واستقرارها.

ولفت إلى أن هذا المؤتمر الكريم عُقد في ظروف عصيبة تمر بها الأمة الإسلامية، فالتحديات المحيطة بنا والأخطار المحدقة من حولنا أصبحت ماثلة للعيان لا يستطيع أن يتجاهلها أو أن يشكك فيها أي إنسان عنده مسكة من عقل، أو ذرة من إيمان، وإن تداعي الأحداث وتزايد الأخطار، وتتابع المحن التي تواترت على الأمة الإسلامية، قد استنهضت همم المخلصين الجادين من العلماء والمفكرين والباحثين في مشارق الأرض ومغاربها لبحث كيفية الخروج بأمتنا الإسلامية وشعوبها المسالمة من أتون هذه الفتن ونيران تلك المؤامرات سالمة غانمة مطمئنة منتصرة مستبشرة بموعود الله تعالى في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم والترمذي عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال يا محمد: إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد؛ وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم مَن بأقطارها -أو قال من بين أقطارها- حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا ويسبي بعضهم بعضًا».
وأوضح أن هذا الحديث العظيم الذي يعد من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، على رغم ما فيه من بشارات عظيمة، بما كفله الله تعالى للأمة الإسلامية من الرعاية والأمن والحفظ من كل خطر كوني أو خارجي يتهددها، إلا أن فيه أيضًا إنذارًا يؤيده الواقعُ الماثل أمامنا من خطر جسيم يتهدد الأمة؛ ألا وهو خطر الاختلاف والانقسام والاقتتال والتنازع والتدابر الذي ينتج عن فتنة النص.
 

موضوعات متعلقة