رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

تحرك قوى للأزهر الشريف في قلب القارة السمراء

المؤسسة الدينية تطلق لجنة خاصة للأفارقة لمواجهة أزماتها

عميد كلية الإعلام: الطلاب الأفارقة يلقبون الإمام الأكبر بـ«أبو الوافدين»

آمنة نصير: صوت الأزهر قوى فى أفريقيا.. واللجنة لا بد أن يكون بها عقول تدرك دورها فى تنمية علاقة مصر بالقارة الأفريقية

ثمّن أزهريون فى مصر خطوة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إمام أكبر مؤسسة سنية فى البلاد، تشكيل لجنة مختصة بالشئون الأفريقية، مؤكدين أن هذه الخطوة ستساهم فى مواجهة الخطر الإرهابى فضلا عن توعية أبناء القارة السمراء من المخططات الشيطانية التى تحاك بالوطن، خاصة وسط اختراق القنوات الإسرائيلية للمؤسسات الرسمية فى دول القاهرة، مشددين على ضرورة وجود خطاب دينى معتدل وقوى داخل القارة الأفريقية.

وقرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الأسبوع الماضى، تشكيل لجنة مختصة بالشئون الأفريقية بالأزهر؛ بمناسبة تولى مصر الرئاسة الدورية لمجلس السلم والأمن والأفريقى، واستكمالًا لدور مصر والأزهر فى دعم شعوب القارة الأفريقية على كافة المستويات.

وذكر بيان لمشيخة الأزهر، أن اللجنة ستكون مكلفة بالعمل على وضع البرامج والخطط والأنشطة التى من شأنها تدعيم أبناء دول وشعوب القارة الأفريقية، من خلال بحث زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الدارسين فى الأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين من المدرسين فى دول أفريقيا، وتكثيف البرامج التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ بها، بالتوازى مع القوافل الدعوية التى يرسلها الأزهر لمواجهة الأفكار المتطرفة التى تبثها الجماعات المتشددة.

الدكتور غانم السعيد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، قال إن شيخ الأزهر لديه نظرة إستراتيجية وبُعد فى النظرة للأمور، موضحا أن أفريقيا خاصة، والعالم عامة يقع – فى حقيقة الأمر- فى قلب الإمام الأكبر موقعا متميزا.

وأضاف السعيد لــ«الزمان» أن هذا القرار الذى اتخذه الإمام الأكبر ليس بمستغرب عنه، لأنه يعيش ويتعايش معهم، مشيرا إلى أنه يكفيه ما يقوله عنه الأفارقة الذين يدرسون بالأزهر الشريف؛ إذ يطلقون عليه لقب «أبو الوافدين».

وعن الأثر الذى يمكن أن ينجم عن هذه اللجنة، أوضح السعيد أن أخذ الإمام الأكبر بزمام المبادرة، سيكون له توابعه الإيجابية، إذ أنه سيضيف أفكارا جديدة، وخدمات جليلة، وسيكون له عطاء واسع، فضلا عن عطاء الأزهر، لأن شيخ الأزهر مشغول بأمر هذه القارة، ويكفى أن يكون شاهدًا على هذا اهتمامه بمدينة البعوث الإسلامية.

فيما أوضحت الدكتور آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف وعضو مجلس النواب، أن هذا القرار الحكيم المسؤول الذى يمتلئ بأهمية المستقبل مع قارتنا الأفريقية هو قرار يستحق الشكر ويستحق التقدير، متمنية أن يكون تشكيل هذه اللجنة تشكيلا قويا بعقولٍ تدرك أهمية دور مصر فى أفريقيا فى هذه المرحلة.

وطالبت يأن يكون من يتولَى هذه المسألة قادرا عالما يدرك مسؤولية ودور الأزهر فى تنمية علاقة مصر بقارتها الأفريقية.

وأضافت «نصير» لـــ«الزمان» أنها كعضو فى اللجنة الأفريقية تقول: «إننى حينما ذهبت إلى عدة دول فى أفريقيا فى مؤتمرات دولية وجدت هناك صوت الأزهر قويا سواء فى نيجيريا أو فى النيجر أو فى جنوب أفريقيا، فحينما شاركت بهذه المؤتمرات فى هذه البلاد وجدت دور الأزهر قويا وحيويا.

وعن زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الأفارقة بالأزهر وزيادة عدد المبعوثين من الأزهر إلى أفريقيا، قالت «نصير» لــ«الزمان» إن هذه خطوة رائعة، لأن من يأتى من أفريقيا ويتعلم فى الأزهر يذهب إلى بلاده سفيرا للأزهر، مشيرة إلى أن صلة الرحم العلمية التى يتلقاها الطالب الأفريقى فى مدرجات جامعة الأزهر ويتلقى علومها فى الأزهر ستبقى فى عقله وفى وجدانه وفى ممارسته عمله عند عودته إلى بلده.

وتهتم اللجنة الوليد أيضا بتيسير القوافل الإغاثية والطبية للدول الأفريقية الأشد احتياجا، والتى بها عجز فى الطواقم الطبية لرفع المعاناة عنها، والعمل على ترتيب عدة زيارات خارجية لشيخ الأزهر إلى غرب أفريقيا، وبحث إمكانية افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية بها، وتبادل الزيارات بين المؤسسات التعليمية والدعوية فى الأزهر ودول أفريقيا.

يأتى ذلك فى إطار جهود الأزهر الشريف لدعم شعوب القارة الأفريقية، وتعزيز أواصر التعاون بين الأزهر الشريف ودول وعلماء أفريقيا فى كافة المجالات العلمية والفكرية والدعوية والإغاثية، بما يساهم فى تحقيق التقدم والازدهار لشعوب القارة الأفريقية.