رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

الهتيمي: أذرع إيران بالمنطقة لن تتردد في استخدام المخدرات لتحقيق أهداف معينة

الدكتور أسامة الهتيمي
الدكتور أسامة الهتيمي

علّق الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي، على تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأنه إذا تأثرت قدرة إيران على مكافحة المخدرات والإرهاب بسبب العقوبات الأمريكية، فإن أمريكا لن تكون في مأمن من طوفان المخدرات والساعين للجوء والقنابل والإرهاب قائلا:" لاشك أن تصريحات روحاني حول تأثر قدرة إيران على مواجهة الإرهاب والمخدرات هو تهديد مبطن لأوروبا يأتي في إطار حزمة الرسائل شديدة اللهجة التي تبعث بها طهران على مدار الأيام الأخيرة إلى أوروبا من أجل دفعها واستحثاثها على تفعيل دورها في مواجهة العقوبات الأمريكية على إيران وفق ما تعهدت به عندما قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب استئناف هذه العقوبات معلنا الانسحاب من اتفاق 5+ 1  إذ أكدت أنها ستبحث تأسيس كيان اقتصادي لاستمرار التعاون التجاري بين أوروبا وإيران وهو ما لم يحدث حتى هذه اللحظة.

وأضاف الهتيمي في تصريحات خاصة لل"الزمان"، أن التهديد الإيراني لأوروبا يكمن في أن الصمت الأوروبي وعدم تحركها لتنفيذ ما وعدت به يعني باختصار شديد أن تفعل إيران من وسائلها غير المشروعة للرد والانتقام على كل من أمريكا التي هدمت الاتفاقية النووية وأوروبا التي وعدت فأخلفت.

ويدرك روحاني جيدا أن لدى أوروبا خلفية جيدة تمنحها القدرة على فهم دلالات تصريحاته التي ربما تبدو في ظاهرها إيجابية وتتعلق بأن هذه العقوبات ستنعكس سلبا على قدرة إيران في العمل على محاربة التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وتراجع جهودها التي كانت فاعلة طيلة الفترة الماضية في الحد من نفوذ تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا وهو التنظيم الذي أصبح عابرا للحدود بعد أن وصل خطره إلى العديد من الدول الأوروبية وهو ما يحمل إشارة ضمنية أن ضعف المواجهة الإيرانية يعني إستعادة هذا التنظيم لقدرته ومن ثم تصاعد عملياته في الدول الأوروبية واستهداف المصالح الغربية في الكثير من المناطق.

وأوضح الهتيمي، أن هذه التصريحات تتضمن حديثا مبطنا عن الإرهاب الإيراني في دول أوروبا نفسها والذي يعود للثمانينات من القرن الميلادي الماضي حيث قامت عناصر استخباراتية إيرانية فضلا عن وكلاء لها بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت شخصيات إيرانية معارضة سواء من العرب أو البلوش أو التابعين لحركة "مجاهدي خلق" وهي العمليات التي ألقت على إثرها السلطات في دول أوروبية القبض على منفذيها وقد اعترفوا بعلاقتهم بالسلطات الإيرانية وكان آخر هذه العلميات محاولة تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في فرنسا قبل أسابيع وكذلك القبض على دنماركي من أصل إيراني كان يعتزم اغتيال إيرانيين معارضين.

وتابع، أنه في هذا الإطار فليس مستبعدا ووفق ما توقعناه مرارا أن تنشط بعض خلايا تنظيم داعش وهو ما حدث بالفعل خلال الفترة الماضية في كل من سوريا والعراق وكأن لسان حال إيران يقول للعالم كله أن تخلي إيران عن دورها في مواجهة هذه التنظيمات كفيل بأن يعيد التنظيم للحياة أو أن يفرز تنظيمات أخرى أشد قوة وقسوة.

واختتم قائلا:"أما فيما يخص المخدرات فالجميع يعلم أن إيران أصبحت واحدة من أهم الدول المصدرة لها وأن هناك شبكات عديدة ثبت تورط عناصر إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني والأجهزة الأمنية الأخرى في إدارتها حيث تقوم على توظيف المخدرات وتجارتها لتحقيق أهداف سياسية مثلما يحدث في العراق وبعض دول الخليج بل وبعض الدول الأوروبية والأمريكية الجنوبية وهو ما أثبتته التحقيقات القضائية في العديد من الدول وبالتالي لم يعد شك لدى الكثير من المراقبين أن إيران كما بعض التنظيمات في أفغانستان كما هو حزب الله اللبناني الوكيل الأساسي للنظام الإيراني في المنطقة لا يترددون في استخدام المخدرات لتحقيق أهداف بعينها".