يعشق تل أبيب.. ويصفها بالمدينة الساحرة.. مخرج يهودي يضع مهرجان القاهرة السينمائي في أزمة

دعوة «كلود ليلوش».. قنبلة موقوتة لنسف أكبر مهرجان فى بمصر

دورة جديدة يستعد مهرجان القاهرة السينمائى لإطلاقها، ومن المقرر أن تستمر فى الفترة من عشرين حتى التاسع والعشرين من شهر نوفمبر المقبل، ولكن الدورة الأربعين للمهرجان لها بريق خاص، إذ تسلط الأضواء عليها مبكرا على الرغم من أن إدارة المهرجان ما زالت فى مرحلة التجهيز لافتتاح هذه الدورة، ولكن لم تكن الأضواء على التجهيزات التى تجرى، وإنما كانت منذ إعلان إدارة مهرجان القاهرة السينمائى عن تكريم المخرج الفرنسى كلود ليلوش، ومن هنا بدأت رحلة بحث صناع السينما والنقاد عن تاريخ هذا المخرج عالميا وكان أهم ما لفت انتباههم تصريحاته خلال زياراته لإسرائيل والتى تبدى مدى إيمانه بالكيان الصهيونى وتأييده له.

وكانت صحيفة الأخبار اليهودية فى فرنسا قد نشرت حوارا له فى عام 2016 بعد مشاركته كضيف شرف فى مهرجان الفيلم الفرنسى فى إسرائيل، وعندما وجه له سؤال عن مدى حبه لإسرائيل قال نقلا عن الصحيفة الفرنسية: «إنها بلد بعيد عن فرنسا لكننى أشعر بقربه الشديد، وكان علىّ أن أذهب إليها عشر مرات وأشعر أنها كبيتى، أنا أحب هذا البلد لأنه يعيش فى حالة من عدم الأمان ولقد مررت بالحرب العالمية الثانية وأعرف أنه عندما نتعرض للخطر فإننا نقدر العلاقات الإنسانية وهذه هى قوة إسرائيل».

وتابع كلود عن مدينة تل أبيب قائلا: «تل أبيب مدينة ساحرة، وأحب أن أذهب لها».

كما نشر موقع واينت الإسرائيلى جزءا من حديث لكلود عن نشأته عام 2006، قال خلاله: «نشأت لأب يهودى وأم تحولت لليهودية من أجل زوجها ولكنها كانت تذهب للكنيسة، لذلك كنت أعيش جوا متناقضا ومربكا تجاه ديانتى باليهودية، ولكنى أشعر أنه رائع أن أكون يهوديا».

وكان لهذه التصريحات أثر كبير على صناع السينما والفنانين العرب خاصة أن الدولة التى يتكلم عليها هى نفسها التى ترتكب أعمال العنف والمذابح فى فلسطين، ونظرا لتمسك العرب بالدفاع عن القضية الفلسطينية كان لهذه التصريحات صدى عنيف ضد إدارة المهرجان،  وهذا ما جعل إدارة مهرجان القاهرة تشعر بحالة الاستياء والغضب التى يشعر بها صناع السينما، ولذلك قامت بإصدار بيان رسمى تعلن فيه أن ما نشر من تصريحات عن كلود ليلوش تأتى فى اطار المجاملات، وأكد البيان أن مهرجان القاهرة يدعم القضية الفلسطينية ولا يزال، وطالبت إدارة المهرجان خلال هذا البيان الجميع بتزويدها بدلائل تدين المخرج الفرنسى كلود ليلوش وتثبت دعمه للموقف الإسرائيلى لاتخاذ قرار بشأن تكريمه أو التراجع عن ذلك.

وفى هذا السياق قال المخرج مجدى أحمد على عن هذا التكريم فى تصريحات خاصة لـ«الزمان»: زيارة ليلوش لم تكن زيارة عادية ولابد من إلغاء قرار تكريمه، هذا المخرج قام بزيارة إسرائيل عشرات المرات فى السنوات الأخيرة، وأعلن أكثر من مرة تأييده لهذا النظام الفاشى والعنصرى وأنه يحب إسرائيل كوطنه الثانى، هناك أسباب كثيرة تجعلنا على الأقل لا نتورط فى تكريمه.

وتابع مجدى فى تصريحاته لـ«الزمان»: «لا مانع من مشاهدة أفلامه، ولكنى ضد أننا نكرمه باعتباره مؤيدا لكيان عنصرى يرتكب المذابح فى حق أشقائنا العرب والفلسطينيين بشكل يومى ودائم».

وأضاف مجدى عن اختيار إدارة مهرجان القاهرة لتكريم ليلوش: «فى رأيى أن قرار التكريم كان خطأ من المهرجان ويجب تداركه، نحن مع نجاح دورة المهرجان ولسنا مع وضع قنبلة قادرة على نسف المهرجان من الأساس».

كما علق الناقد طارق الشناوى على قرار تكريم المخرج الفرنسى قائلا: «الهدف من تكريم المخرج الفرنسى كلود ليلوش كان استقطاب قامة سينمائية ولم تحرص إدارة المهرجان على الاطلاع على سيرته الذاتية وديانته وعدد زياراته لإسرائيل، فقط كان الاهتمام بإنجاز ليلوش».

وتابع الناقد طارق الشناوى فى تعقيبه على هذه المسألة وتأثيرها على فعاليات المهرجان: «طالما حدث مزج بين الموقف الفنى والسياسى فلا محالة ستسرق الأضواء من فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى لهذه المسألة وسيكون الحديث عن أمور أخرى كالعمالة والتطبيع لإسرائيل، وفى مصر لا نسمح بمشاركة أى فيلم إسرائيلى داخل أى مهرجان، ولكن عند زيارة أى فنان أو الحصوله على جائزة من إسرائيل لا نملك منع تكريمه وأخذ موقف ضده لأن هذا حرية شخصية له».