رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

مديون بـ15 مليون جنيه.. هل رفضت لبنان علاج الطفل الفلسطيني محمد وهبة؟

جنازة الطفل الفلسطيني محمد وهبة
جنازة الطفل الفلسطيني محمد وهبة

توفي الطفل الفلسطيني محمد مجدي وهبة عن عمر ثلاث أعوام، يوم 17 ديسمبر الجاري، بعد صراع مع المرض.

وفاة وهبة، ابن مخيم نهر البارد بلبنان، أحدثت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهموا فيها المستشفيات اللبنانية بعدم الرحمة والتعاطف مع المريض.

أزمة وفاة الطفل تراوحت بين اتهامات للدولة اللبنانية بالعنصرية تجاه اللبنانين، وتخلي الأنروا عن اللاجئيين الفلسطينيين وعدم تكفلها بتوفير العلاج.

وبحسب الأنباء المتداولة بعد وفاة الطفل، فرفضت المستشفيات استقباله بسبب عدم قدرة ذويه تدبير 2000 دولار لتوفير سرير.

وكتب الناشط الفلسطيني، ونائب رئيس لجنة زكان دير البلح في غزة، أدهم أبو سليمة، على صفحته الشخصية بموقع تويتر، "لأن المستشفيات في لبنان ترفض علاج الفلسطيني إلا بفلوس،  ولأن أهله لم يستطيعوا تأمين 2000$".

وأضاف أبو سليمة، "الطفل الفلسطيني محمد وهبة (3 سنوات) توفي مساء الإثنين، بعدما رفض أي مستشفى في طرابلس استقباله خلال الأيام الماضية، وكان محمد بحاجة للدخول الى العناية الفائقة".

ماذا حدث

بحسب تصريحات ابن عم الطفل الفلسطيني، للنهار اللبنانية، فإن محمد مريض منذ سنة ونص، ولكنه قبل فترة ارتفعت درجة حرارته، فتم نقله إلى المستشفى الإسلامي، التي لم تستطع توفير العناية اللازمة لوقف النزيف في رأسه، قبل اجراء العملية المطلوبة، لذلك تقدموا بطلب إلى المستشفى الحكومي لكنها رفضت استقباله وعدم تأمين سرير له.

 أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان أبو إياد الشعلان، أوضح أن الطفل محمد مجدي وهبة، ارتفعت درجة حرارته قبل 3 ثلاثة أيام من وفاته ولم تقبل أي مستشفى في منطقة الشمال استقبال الطفل بحجة عدم توفر سرير لديهم وهو خطأ غير مبرر ومرفوض.

وبحسب الأخبار المتداولة، فإن الطفل صاحب الثلاث أعوام والذي يعاني من ورم في الدماغ، كان في حاجة إلى عملية تبلغ تكلفتها 25.000 دولار ، وهو السبب وراء رفض المستشفيات استقباله لعدم توفر المبلغ المطلوب وأن محمد توفي أمام باب مستشفى طرابلس في لبنان.

تصريحات متضاربة

وزارة الصحة اللبنانية نفت الأخبار المتداولة في بيان لها، أمس، مؤكدة أن الطفل توفي داخل مستشفى طرابلس الحكومي حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وليس أمام الباب.

وأضاف البيان، أن الطفل محمد تلقى علاجه طيلة الفترة الماضية بتمويل من منظمة الأنروا، داخل مستشفيات لبنان، بجانب اجراء عدة عمليات جراحية في الرأس.

وأكدت الوزارة، أن محمد خضع لعملية في الرأس في مستشفى حمود في 11/8/2018.

- وفي 14/9/2018 خضع لعملية ثانية في الرأس في مستشفى حمود.

- ادخل وهبة الى المستشفى الإسلامي وبقي حتى 17/12/2018، ثم نقل الى مستشفى طرابلس الحكومي حيث فارق الحياة في داخله في 17/12/2018.

وجاء بيان وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يؤكد تكفلها بعلاج الطفل الفلسطيني.

لكن الوكالة خالفت تصريحات وزارة الصحة بشأن وفاة الطفل داخل مستشفى طرابس، مؤكدة أن كافة المسشفيات اللبنانية رفضت استقبال الطفل بحجة عدم توفر سرير في غرفة العناية المركزة للأطفال.

كما أعلن الحزب الاشتراكي اللبناني، أن المستشفيات اللبنانية أصبحت ترفض في الآونة الأخيرة استقبال عدد من المرضى بحجة عدم توفر سرير للحالة.

وأكد الحزب أن سلوك هذه المستشفيات مرفوض تمامًا، وهو أمر يخالف الإنسانية.

أهل الطفل

نشرت الصفحة الرسمية لمخيم الرشيدية، أمس فيديو لأهل الطفل قبل وفاته، كشفت ماعانوه خلال فترة المرض مع ابنهم بين المستشفيات.

ظهر الطفل في الفيديو وهو يرقد على سرير، يتضح أنه داخل مستشفى، ويقف بجانبه عدد من أهله وأمه.

استغاث أهل الطفل أن ابنهم درجة حرارته ثابتة عن 40، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم.

وظهرت جدته في الفيديو، تقول "إننا مغضوب علينا".

وبحسب أحد الرجال الذين ظهروا في الفيديو، أنه لايوجد لديهم تكاليف علاج للطفل، وطلبت المستشفيات أن يتكفل أهله بالعلاج.

وقال آخر، ظهر في نفس الفيديو، أنهم باعو ممتلكاتهم ولم يعد لديهم شيء آخر، ولكن المستشفيات ترفض استقبال الطفل أو تأمين غرفة له، رغم أن الطفل في حالة تشنج منذ 3 أيام.

ووجه رجل ثالث كلمة، ناشد فيها أهالي طرابلس، قائلًا، "ساعدونا ياخي إذا الدولة تخلت عنا ووزارة الصحة، خلينا نلم من بعضنا وناخدوه على مستشفى يكون فيها عناية، فالطفل يحتاج أقل شيء إلى 2000 أو 3000 دولار حتى يتم استقباله، لكن أهله لايملكون ولا ألف دولار واحد.

وحول تكفل الأنروا بعلاج الطفل طيلة الفترة الماضية، كشف أحد المتحديثين في الفيديو، أنه مديون بمبلغ 15 مليون جنيه لمستشفى حمود.