رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

أمين «البحوث الإسلامية»: نضع برنامجًا خاصًا لمواجهة جماعات العنف والتطرف

وخريطة كاملة لتوعية الشباب وإطلاق حملة «وعاظ المقاهى»

ولن نتراجع عن التصدى للمنصات الإعلامية للكيانات الإرهابية

لا نجبر أحدا على الاستماع للوعاظ.. والدعاة يمتلكون قدرات خاصة للرد والتحاور والإقناع

متابعات للجماعات المتطرفة دورية.. ردود على الشبهات بأدلة قوية.. تنسيق دورات وحملات توعوية.. تنسيق المقاهى الدعوية.. أبرز الملفات التى يتولاها مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، ويتولاها الدكتور محيى الدين عفيفى، الذى شهد المجمع فى عصره نهضة كبيرة ولعب دورا بارزا فى مواجهة الفكر المتطرف لاستكمال دور مؤسسات الدولة لمواجهة الكيانات المتطرفة.

الكثير من التفاصيل كشف عنها الدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية فى حوار خاص لـ«الزمان».

ما هى الملفات الأساسية التى يتولاها مجمع البحوث الإسلامية؟

مجمع البحوث الإسلامية هو أحد الهيئات العلمية الكبرى فى الأزهر الشريف، وهو الهيئة المعنية بتصحيح الفكر والرد على الشبهات، وبيان جميع المعالم الحقيقية للإسلام، من خلال مجموعة إدارات معنية بهذا الشأن أو أمانات مساعدة تقوم على هذا الأمر، أبرزها الأمانة العامة المساعدة للدعوة والإعلام القائمة على شئون الجواز.

كيف يتم ترتيب أعمال الوعاظ خلال حملات التوعوية من قبل المجمع؟

 لدينا 27 منطقة وعظ على مستوى الجمهورية، تابعة للأزهر الشريف أو مجمع البحوث الإسلامية، بها أعداد كبيرة من الأئمة تصل تقريبا إلى 4300 واعظ، ينتشرون بجميع محافظات ومراكز مصر، وتختلف هذه الأعداد من محافظة إلى أخرى نظرا للكثافة السكانية، كما أن عمل الأئمة الوعاظ ميدانى، فوجوده بالمسجد فقط يعتبر جزءا يسيرا مقارنة بالأعمال الأخرى المتعلقة به وترتبط بمختلف مؤسسات الدولة.

ما مدى تعاونكم مع الإدارات الأخرى بالدولة؟

نحن نبذل قصارى جهدنا كى نوحد جهودنا مع جميع أجهزة الدولة لمحاربة أصحاب الفكر المتطرف من جميع الجوانب، وكى نتواصل مع الشرائح التابعة لها، لتوعيتهم بكل القيم الدعوية، فلدينا بروتكولات تعاون مع كل من وزارة التربية والتعليم، ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التعليم العالى، ووزارة التضامن والداخلية.

 كما لدينا تعاون مع وزارة الدفاع من خلال إدارة الشئون المعنوية، كما أننا نتعامل مع مختلف منظمات المجتمع المدنى وأجهزة الحكم المحلى فى ما يتعلق بتوعيه المواطنين، فعمل المجمع ميدانى ولا يقتصر على المكتب فقط، بدليل أن هناك آثارا ملموسة لأعمال الوعاظ إذا تمت مقارنتها بالأعداد الموجودة.

ما هى الرؤية التى يسير عليها مجمع البحوث الإسلامية؟

نحن ننطلق من خلال الرؤية الأزهرية وجل ما يقوم به الأزهر فى  المرحلة الراهنة لدعم جهود الدولة فى حربها ضد الإرهاب، فكانت القوة الخشنة الجبارة لمواجهة الإرهابيين ممثلة فى جهود قواتنا المسلحة والشرطة والقيادة السياسية، بالحرب التى تقودها الدولة ضد الإرهاب «العملية الشاملة سيناء 2018».

فى ظل تضافر جميع الإدارات والأجهزة لمحاربة أعداء الدولة.. كيف يساهم المجمع فى محاربة الجماعات المتطرفة؟

الفكر لا يواجه إلا بالفكر وبالتالى نحن نتواصل مع الشباب وجميع المواطنين وطلاب المدارس، بواسطة عقد حملات توعوية وتثقيفية، بأسلوب يتناسب مع مختلف المستويات الفكرية، فهناك عدد من الوعاظ يدخلون المدارس بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، لشرح المفاهيم المغلوطة التى يستغلها بعض الجماعات لبث الفكر الخاطئ فى أذهان الطلاب بمختلف أعمارهم.

كما لدينا قوافل توعوية لدينا قوافل يومية ثابتة فى جميع المحافظات، تصل إلى 2500 قافلة سنويا تنتشر فى القرى والنجوع المراكز والمحافظات خاصة الحدودية، وذلك لإزالة أى إشكال أو لبس يعترى المواطنين، حرصا منا للحافظ على الهوية الوطنية وتكثيف الانتماء فى نفوس الشعب المصرى، وعلى مدار الفترة الماضية دشنا مع القوافل الدعوية حملات توعية، مثل حملة «ترشيد استهلاك المياه»، وحملة «أخلاق الحبيب».

ولدينا أكثر من 230 لجنة فتوى فى كل مركز ومدينة، مختصون ببرنامج ينفذ يوميا.

ما هى الخطوات التى سيتخذها المجمع تجاه مجلة داعش الجديدة «شباب الخلافة»؟

نحن نتابع بشكل مستمر جميع الشبهات التى تصدرها الجماعات الإرهابية مثل بوكو حرام، وداعش، للشباب فى الجهات التابعة لها سواء كانت على وسائل التواصل الاجتماعى أو بمجلاتها مثل مجلتى دابق وشباب الخلافة، المصدرة حديثا لصالح جماعة دعش، أو من خلال منشوراتهم، فقمنا بتحميلها عبر الإنترنت وترجمتها إلى العربية، وحددنا مواضع الشبهات بها ومبرراتهم فى القيام بأفعالهم المشينة، لنرد عليهم الأدلة الصحيحة ولبيان مفاهيمهم المغلوطة مثل فهمهم لمصطلح الحاكمية، وذلك بواسطة نشر فيديوهات مبسطة بنظام «الإينميشن».

كيف تستطيع الجماعات المتطرفة من نشر مفاهيمها بين الناس فى ظل هذا التحفظ الأمنى الشديد؟

بالطبع هناك تحفظ أمنى، لكن مثل هذه الجماعات هناك من يمدهم بالمعدات ويساعدهم، فلديهم إمكانيات إعلامية هائلة، وذلك يظهر فى إنتجاتهم للفيديوهات بتقنية عالية وبمعدات حديثة وبمستوى عالى فى الإخراج، لذا يتمركز استقطابهم حول من يجيد التعامل مع هذه الأشياء من الشباب.

هل تقتصر أعمال المجمع على الجهود المحلية فقط أم أن له دور عالمى؟

أعمالنا لا تقتصر على الشأن المحلى فقط بل لدينا أيضا مبعوثين فى أكثر من70 دولة حول العالم يبلغ عددهم 700 مبعوث تقريبا، يقومون على تعليم اللغة العربية، وتعليم صحيح الدين، بالإضافة إلى أنشطة عديدة فى شهر رمضان المعظم من خلال ابتعاث علماء الأزهر الشريف.

ولنا جهود فى توعية الطلاب الوافدين من خلال الأمانة المساعدة للبحوث والإدارة العامة للوافدين، إذ نقدم الخدمات اللازمة لهم، ولا نكتفى بالخدمات الإدارى، بل نعمل على التوعية الثقافية فى مدينة البعوث الإسلامية، من خلال الوعاظ المقيمين فى المدينة، بالإضافة إلى إجراء أنشطة مسابقات دينية للطلاب الوافدين.

ولدينا نشاط عالمى من خلال تدريب الأئمة الوافدين حول العالم، إذ نعقد دورة كل شهرين تضم حوالى 60 متدربا من أكثر 15 أو 20 دولة من مختلف الدول، نركز فيها على بيان الفهم الصحيح للآيات المتعلقة بالقضايا الجدلية، مثل الحاكمية والجاهلية وقضايا الهجرة، والأحاديث الجدلية التى تتناولها جامعات التكفير والعنف، فنحن نعمل على توعية هؤلاء الوعاظ وندرس لهم القضايا التى تتناولها جماعات الإرهاب، وتحاول أن تصدرها للشباب، وذلك لتوجيهم هؤلاء الأئمة بكيفية الردود وتصحيح المفاهيم لبيان المنهج الوسطى للأزهر الشريف فى مثل هذه القضايا.

ما هى الدوافع التى كانت سببا فى حملة وعاظ الأزهر لشباب المقاهى؟  وما مدى الأثر الذى نتج عنها؟

مضى الزمن الذى ممكن أن يأتيك الناس ويجلسوا ويستمعوا إليك ونحن بحاجة لنذهب للناس فى أى مكان ومن أبرزها المقاهى الثقافية، دعنا نتحدث عن بدايتها، حيث نشأت الفكرة بمحافظة الأقصر، فى قصور الثقفافة التابعة لوزارة الثقافة، ولها قصر ثقافى فى كل مدينة من مدن الجمهورية، وعندما تواجدنا مع الناس تساءلنا لما لا يدشن المجمع هذه الفكرة أيضا، خاصة أننا لدينا شريحة على المقاهى قد يكون هناك أحدهم لا يدخل المسجد وربما لا نقابله فى مركز الشباب الجامعة أو أى مكان آخر.

هل كانت طريقة الوصول لجمهور المقاهى صعبة؟ وكيف تم التعامل معهم؟

نحن لدينا جمهور طريقة الوصول له كانت ليس مهمة بقدر أننا نريد الوصول له كى نوعيه بكل القضايا والقيم والأخلاقيات التى ستنظم حياته وتضبط علاقته بأسرته والمجتمع، وعلاقته بالمسلم وغير المسلم وهذا هو هدف الأساسى.

فبدأنا ننزل لفئات مختلفة من الجمهور، وننسق لمعرفة الفئات، وما الخطاب المناسب لهم وهل هو ذات الجمهور التى تستهدفه القوافل التوعوية التى يتم نشرها بشكل أسبوعى أم يختلف.

كيف يتم ترتيب برنامج توعية المواطنين على المقاهى من قبل الوعاظ؟

الموضوع يتم بالتنسيق المستبق مع أصحاب المقاهى، فيقولون له الأئمة سنتحدث فى اليوم كذا بالموضوع كذا، وغالبا يكون عن القيم الأخلاقية والمجتمعية والحياتية سواء لرب الأسرة أو الشباب، وبعد موافقة صاحب المقهى يلتقون بالناس، وغالبا يتم الترتيب مع هؤلاء الناس مسبقا.

ما رد فضيلتكم عن أن الوعاظ تجبر الناس على الاستماع إليهم بالمقاهى؟

لا يوجد صحة لهذا الادعاء، حيث كانت ردود الأفعال طيبة، ونحن لا نكره أحد على قبول الرأى كما يدعى  البعض بل نعمل بشكل يتناسب مع كل الشرائح الموجودة، والدليل أن حملات المقاهى أثبتت نجاحها لأنها تعتبر شكلا مختلفا من الجانب الدعوى التقليدى كدعوة فى المساجد فقط أو الجامعات، ولو كان هناك إجبار لما نجحت.

كيف ينوع المجمع أعماله بحيث تستقبله الناس برحب وسعة؟

نحن عملنا الأساسى عمل توعوى ودعوى، فلا بد أن يكون هناك كل يوم شيء جديد، وكما قلنا مسبقا ليس قاصرا على المسجد فقط بل نتواجد مع الناس بأشكال مختلفة سواء ميدانيا، كالتواصل معهم مباشرة بمراكز الشباب المصانع والشركات والنوادى بالمعاهد وفى المدارس، أو إلكترونيا من خلال صفحات موقع التواصل الاجتماعى، فنحن لا نقتصر على قالب دعوى واحد.

هل توجد واعظات بالحملات التوعوية؟

هناك واعظات فى بعض الأحيان وليس بصفة مستمرة، حسب طبيعة المكان الذى نذهب له، وحسب قربهم من منطقة العمل وفئة الجمهور المستهدف، إذ أن الحملات تتطلب السفر وفى ذلك مشقة عليهم، فالواعظون من الرجال تختلف أعمارهم، لكن معظمهم فى فترة الشباب، يسافرون أكثر من محافظة وقد تكون المسافة طويلة كمحافظات الوادى الجديد والسلوم وحلايب وشلاتين، وجميع المناطق الحدودية المتواجد بها العديد من الناس ممن لا تصل لهم توعية.