رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

ترامب في العراق.. الحكومة تؤكد علمها بالزيارة.. والبرلمان يرد «انتهاك لسيادة الدولة»

اثناء الزيارة
اثناء الزيارة

على متن طائرة مطفأة الأنوار، توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانا أول أمس إلى العراق في زيارة وصفها البعض بالمفاجآة.

زيارة الرئيس الأمريكي "السرية " جاءت عقب قراره المفاجيء للمقربين ولقادة الجيش، بسحب قوات واشنطن من الأراضي السورية بعد تطهير الأراضي من تنظيم داعش، على أن تخوض الولايات المتحدة مرحلة جديدة من الحرب ضد التنظيم الإرهابي.

وتوجه دونالد ترامب إلى قوات الولايات المتحدة المتواجدة في قاعدة عين الأسد الجوية، لتفقد جنوده المتواجدين هناك منذ إعلان غزو العراق بدايات القرن الحالي.

ودخلت القوات الأمريكية في العراق عام 2003، بعدما زعم رئيس الولايات المتحدة آنذاك جورج بوش الابن، إن حكومة صدام حسين تمتلك أسلحة دمار شامل.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، شاركت قوات الائتلاف التي غزت العراق بـ 173 ألف جندي، منهم 150 ألف جندي أمريكي.

زيارة سرية

"من المحزن جدا عندما تنفق 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط ويتطلب الذهاب إلى هناك كل هذه السرية الهائلة والطائرات حولك، وأعظم المعدات في العالم، وأن تفعل كل شيء كي تدخل سالما".

هكذا وصف ترامب مخاوفه  أثناء زيارته الأولى إلى جنوده بالعراق منذ توليه السلطة والتي بدأت أول أمس، دون أن يلتقي بأي مسؤول أو ممثل للحكومة في البلاد حتى الآن.

كما أكد ترامب أنه كان ينوي زيارة العراق قبل ذلك مرتين، بشكل سري تمامًا إلا أنه ألغاهما بسبب تسريب بعض المعلومات الخاصة بالزيارة، معبرًا عن حزنه الشديد، بسبب حاجته لما وصفه "بالسرية" لزيارة جنوده المتواجدين في العراق.

وفيما يخص سبب الزيارة السرية، قالت المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض سارة ساندرز، إن دونالد ترامب وزوجته توجها إلى العراق للقاء القوات الأمريكية هناك وتوجيه الشكر لهم بمناسبة الكريسماس.

وتطرق ترامب أثناء حديثه مع الجنود هناك، أنه ليس لديه أي خطط مستقبلية لسحب قوات بلاده من العراق، مؤكدًا أنه يمكن استخدام البلاد كقاعدة أساسية إذا أرادوا أن يفعلوا شيئًا في سوريا.

وكان مصدر أمني عراقي رفض الإفصاح عن اسمه قبل أيام زيارة ترامب، قال لبغداد اليوم، أن قوات الولايات المتحدة الأمريكية سوف تستقر في العراق.

وأضاف هناك أنباء عن تأسيس مركز عمليات مشتركة بين القوات الأمريكية والبيشمركة العراقية، وبيشمركة "روج أفا"، عند الحدود العراقية السورية.

احتلال وانتهاك لسيادة الدولة

صاحب زيارة ترامب التي انتهت اليوم، غضب واسع في العراق، والذي اعتبره البعض هناك أنه بمثابة انتهاك صارخ لسيادة الدولة بسحب ما عبرت عنه كتلة الإصلاح والإعمار بمجلس النواب العراقي.

وشددت الكتلة النيابية، في بيانها على أن "انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ليس مسوغا أو مبررا لبقاء القوات الأمريكية في العراق وجعله قاعدة تابعة لها في المنطقة والشرق الأوسط".

وجاء الرد الرسمي للحكومة العراقية، مخالفًا لتصريحات دونالد ترامب بشأن الزيارة التي وصفها بالسرية.

فبحسب بيان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الصادر أمس الأربعاء، فقد أٌلغي الاجتماع بين قيادة الدولة وترامب، بسبب خلافات حول كيفية تنظيم اللقاء.

وأضاف البيان: "كان من المفترض أن يجري استقبال رسمي ولقاء بين عبد المهدي والرئيس الأميركي ولكن تباينا في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع".

ويبدو أن رد فعل الحكومة العراقية لم يكن كافيًا، مما دفع حركة النجباء بزعامة أكرم الكعبي، بالتهديد باتخاذ موقف من تلك الزيارة في حال ما لم تتخذ الحكومة أي رد فعل جاد، وسوف يعتبرون القوات الأمريكية محتلة لأراضيهم.

واعتبر قيس الخزعلي الأمين العام لحركة عصائب الحق، زيارة ترامب للعراق جاءت دون مراعاة للأعراف الدبلوماسية، وكشفت حقيقة المشروع الأمريكي في المنطقة.

ومن جانبه أكد النائب البرلماني، فالح الخزعلي، على ترامب أن يعلم أن العراق بعد عام 2014، ليس كما قبل ذاك وعلى الحكومة إخراج القوات الأمريكية من العراق".. "العراق المنتصر ليس ولاية أمريكية وعلى السيد عادل عبد المهدي تحمل مسؤولياته بما ينسجم مع المادة 50 من الدستور العراقي.