رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

في ذكرى مرور ٦٢ عامًا على جلاء آخر عسكري إنجليزي وفرنسي عن أرض بورسعيد.. معلومات مفاجئة

تحقيق النصر الكامل بعد أن تحول الشعب إلى جيش يدافع عن وطنه وشرفه فى معركة العدوان الثلاثى

تمر هذه الأيام الذكرى الـ٦٢ على عيد النصر بمدينة بورسعيد، الذى تحتفل به مصر، هو عيد يخلد ذكرى النصر فى حرب مسلحة على العدوان والقوى الغاشمة وسياسة القوة.

هذا العيد الذى يؤرخ بسالة المصريين أمام جيوش العدوان الثلاثى فى بورسعيد.

وخاضت بورسعيد حربا تحول الشعب كله فيها إلى جيش يدافع عن وطنه وشرفة وعزته وكرامته، فالكل حمل السلاح شبابا وشيوخا ونساءً وقاموا ليقاتلوا فى سبيل الدفاع عن مصر، من أجل الحرية والاستقلال، وكان أهل بورسعيد هم طليعة المعركة التى تعرضت للعدوان، ففدت بورسعيد الباسلة الشجاعة المجاهدة مصر والأمة العربية.

تلك الملحمة الرائعة التى سجلها التاريخ ويرويها الأجيال منذ أعوام حدث فيها تجسيد حقيقى على أرض الواقع من صمود وكفاح ومقاومة شعب بورسعيد فى 23 ديسمبر عام 1956.

فى هذا اليوم العظيم تم فيه جلاء آخر عسكرى إنجليزى وفرنسى عن أرض بورسعيد، فارين من كفاح مسلح ونصر كامل حققه المصريون جيشا وشعبا فى معركة العدوان الثلاثى، اشترك فيها دول ثلاث قاتل فيها الجيش والشعب فى بورفؤاد، وكانت بورسعيد تقاوم وتقاتل وخلفها شعب بأكمله يقاوم ويقاتل، مصممين على الانتصار فى تلك الحرب الشاملة بهذه الروح لتحقيق النصر فى المعركة، فكانت معركة بورسعيد أول انتصار حقيقى للقومية العربية، إذ اشترك العرب جميعا فيها وهبوا ينادون للقتال ويهددون مصالح المعتدى، معركة أسفرت عن ترسيخ ٤ مبادئ أساسية هى تأكيد ملكية قناة السويس، والاستقلال الاقتصادى لمصر، وتمصير المؤسسات التابعة لدول العدوان، بالإضافة إلى تأكيد وتثبيت حريات شعوب آسيوية وأفريقية حصلت على استقلالها بمساعدة ودعم مصرى.

لقد عانت منطقة الشرق الأوسط فى عام 1956 من صراعاتٍ داخليةٍ وخارجية، وبرز اسم مصر كدولةٍ قويةٍ تحاول أن تزعم حركات الثورة فى المنطقة ضد النفوذ البريطانى والفرنسى، وكان لا بد من وقف أحلام الدول العربية التحررية، لذلك قامت القوات البريطانية والفرنسية بمهاجمة الجيش المصرى، وشاركت فى المعركة القوات الإسرائيلية طمعا فى الاستيلاء على سيناء المصرية، لكن هذا التحرك العدوانى فشل نتيجة البطولات المصرية فى التصدى للغزو، بالإضافة للإنذار الأمريكى الروسى المشترك للدول المحتلة، لذلك تحتفل مصر سنويا فى 23 ديسمبر من كل عام بذكرى الصمود فى هذه المعركة المصيرية، والبطولات المميزة التى قام بها أهالى مدينة بورسعيد، للتغلب على ثلاثة جيوش دولٍ بكامل عتادها وتسليحها، فأطلق على هذا اليوم عيد النصر.

وتأتى أسباب العدوان ممثلة فى أن لكل دولة من الدول التى أقدمت على العدوان أسبابها الخاصة للمشاركة فيه، ومن بين هذه الأسباب، فبالنسبة لإسرائيل «توقيع مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفييتى تقضى بتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة والمتطورة بهدف تقوية القوات المسلحة لردع إسرائيل، بعد رفض الدول الغربية تزويد مصر بالأسلحة»، وهو الأمر الذى أثار حماسة إسرائيل للاشتراك فى هذا العدوان لأنها رأت فى هذه الاتفاقية تهديدا لبقائها، إضافة إلى أن مشاركتها فى العدوان سيتيح لها فرصة ذهبية لقصف ما تبقى من فلسطين جوا وبرا، كما يعد العدوان فرصة لحلم احتلال سيناء .

أما فرنسا فلدعم وتأييد مصر للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى وإمدادها بالمساعدات العسكرية مما أغضب فرنسا وحرّضها على المشاركة فى العدوان.

وإنجلترا، تأميم قناة السويس الذى أعلنه الرئيس جمال عبدالناصر فى يوم 26 يوليو عام 1956م، هذا التأميم منع إنجلترا من التربح من القناة التى كانت تديرها قبل التأميم، وبذلك دخلت إنجلترا فى العدوان

 الثلاثى.

وجاءت نتائج العدوان الثلاثى ممثلة فى انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد فى 23 ديسمبر 1956م، ولذلك تحتفل محافظة بورسعيد فى ذلك اليوم من كل عام بعيد جلاء قوات العدوان، وانسحاب إسرائيل متأخرةً من سيناء فى أوائل عام 1957م

ثم وضعت قوات طوارئ دولية على الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل.

ومن النتائج الأخرى لفشل العدوان الثلاثى، ازدياد شعبية جمال عبدالناصر والخط السياسى الذى كان ينتهجه وازدادت هذه الشعبية أكثر بعد إعلان قيام الاتحاد العربى بين سوريا ومصر كنواة لدولة عربية شاملة والتى أعلنت عام 1958 .