رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

في ذكرى مولده..

الإمام.. رجل المهام الطيبة

الإمام الأكبر
الإمام الأكبر

رغم الأحداث السياسية التي استطاعت بصورة أو بأخرى أن تخلق تفاوت في وجهات النظر، وفي ظل الأيدلوجيات الفكرية التي تتبناها كل جماعة، وتختلف من جماعة لأخرى، إلا أن هذا لم يخلق حالة من الدهشة والاستغراب، فالاختلاف سنة كونية إلهية، فلو شاء الله أن يوحد الأقوام على شيء لفعل، ولكنه حكمته اقتضت ذلك

إلا أن الله إذا أحب عبدًا نادى ملائكته إني أحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وقديمًا كانوا يقولون: «من حبه ربه حبب فيه خلقه».. مثل ينطبق على الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الذي استطاع بمواقفه أن يأسر القلوب ويوحد الصفوف على حبه، فالعالم بأسره والمصريون بأطيافهم يقدرون الأزهر.

الإمام الطيب استطاع أن يزيد المصريين حبًا له فأصبحوا يكنون له كل تقدير واحترام، وتزامنًا مع هذه المناسبة وهي الاحتفال بذكرى يوم مولد الإمام.

ترصد «الزمان» خلال هذا التقرير محطات منيرة في حياة الإمام الطيب:

الإمام بن الأقصر 

ولد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في مثل هذا اليوم وتحديدًا في ٦ يناير ١٩٤٦م - ٣ صفر ١٣٦٥هـ، في دشنا بقنا جنوب مصر بالأقصر، من أسرة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب.

ينتمي الطيب، إلى أسرة صوفية الأصل ويرأس طريقة صوفية وهي  الطريقة الأحمدية الخلوتية خلفًا لوالده مؤسس الطريقة الخلوتية بأسوان، والتي يترأسها الآن أخوه فضيلة الشيخ محمد الطيب.

وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرًا جامعيًا لمدة في فرنسا.

الطيب العالم

التحق الطيب بجامعة الأزهر، وحصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969، ثم شهادة الماجستير عام 1971، ودرجة الدكتوراة عام 1977 في نفس التخصص. 

ألّف أحمد الطيب، العديد من المؤلفات في العقيدة والفلسفة الإسلامية، وله عدد من الدراسات والأبحاث في هذا الجانب، إضافةً إلى لغته العربية -الأم- فإنه يتكلم اللغة الإنجليزية بطلاقه.

وفيما يلي عرض لمؤلفاته:

  • الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي.
  •  تعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني.
  • بحوث في الثقافة الإسلامية، بالاشتراك مع آخرين.
  • مدخل لدراسة المنطق القديم.
  • مباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف، عرض ودراسة.
  • مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية.
  • أصول نظرية العلم عند الأشعري.
  • مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف -عرض ودراسة-.

إمام الجامعات

درس في:

  •  جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
  • جامعة قطر.
  • جامعة الإمارات.
  • الجامعة الإسلامية العالمية- إسلام آباد- باكستان.

الطيب المجتهد

عمل معيدًا، ثم مدرسًا مساعدًا، ثم مدرسًا، وأستاذًا مساعدًا للعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وحاليًا أستاذ للعقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر.

- انتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا.

-  انتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية (بنين) بأسوان.

- عيّن عميداً لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان.

- مفتي جمهورية مصر العربية.

-  رئيس جامعة الأزهر.

-  ثم  صدر قرار جمهوري بتعيينه شيخًا للأزهر -وهو الإمام رقم 48 من بين من تقلدوا هذا المنصب-  منذ ١٩ مارس ٢٠١٠م وإلى الآن.

-  وهو الآن يشغل منصب الإمام الأكبر شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين.

كما تولى الطيب، عددًا من المهام الدينية  الأخرى ومنها: «رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشئوون الإسلامية، وعضو الجمعية الفلسفية المصرية».

النصارى يشهدون

بابا الفاتيكان قد بعث برسالة لفضيلة الإمام الأكبر، قائلًا: «سأصلي من أجلكم، طالبًا من الرب خالق السماء والأرض، أن يمنحكم الصحة والعافية لمواصلة العمل، رغم الصعوبات؛ لتعزيز الحوار ومن أجل الخير والتعايش بين الناس، ولا سيما الأكثر احتياجا والمنبوذين من المجتمع».

البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، على محبته لشيخ الأزهر كإنسان، قائلاً: « أحب شيخ الأزهر كإنسان وأشعر بمحبته، وعلاقتنا طيبة، وأتمنى أن تكون على كافة المستويات بين المسلم والمسيحي.. مؤكدًا أن الكنيسة والأزهر هما رئتين جسد مصر، والمجتمع المصري في أصله ودود للغاية».