رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

اقتصاد

«نقاط الخبز» تتحول إلى فلكسات دعم.. قريبا

التموين تدرس تعديل المنظومة.. وكارت جديد للرغيف الحر

اقتراح بالشحن المسبق للبطاقات التموينية للحصول على الخبز غير المدعم

مسئولون: منظومة الخبز مستقرة ولا تحتاج لإجراء تعديل

خبراء: الحكومة تبحث عن الخروج الآمن من مقصلة الدعم لتخفيف العبء على الموازنة

أصبح الدعم الشغل الشاغل لدى شريحة كبيرة من المواطنين فى ظل المشاكل التى يعانون منها جراء ارتفاع الأسعار أو غلاء المعيشة، وغياب عدالة التوزيع.

وتسعى وزارة التموين إلى إعادة صياغة منظومة الدعم من خلال حذف الفئات القادرة لصالح المهمشين، وتحقيق الهدف المنشود منه وهو مساعدة المحتاجين فى مواجهة أعباء الحياة.

وبدأت الوزارة اتخاذ العديد من الإجراءات الهامة لتصويب الوضع الحالى، من تنقية قاعدة البيانات وحذف غير المستحقين، وإضافة المواليد للفئات الأولى بالرعاية، ورغم الهدوء الذى تشهده منظومة السلع والخبز، إلا أنه فى الآونه الأخيرة تصاعدت شكاوى المواطنين الذين لا يحملون بطاقات تموينية، من ارتفاع سعر الخبز الحر إلى مستويات غير مسبوقة إضافة إلى سوء جودته، الأمر الذى دفع البعض إلى تقديم بعض المقترحات لحل هذه الأزمة منها السماح للمخابز بإنتاج الخبز الحر بجانب المدعم وبيعه بسعر التكلفة 60 قرشا .

وأثار المقترح مخاوف البعض من تفضيل أصحاب المخابز بيع الخبز الحر عن التموينى خاصة وأنه يحصل على سعر التكلفة فى الحال، بدلا من الانتظار لقيام هيئة السلع بسداد المستحقات عبر حساباتهم فى البنوك.

 وظهر على السطح مقترح آخر لتحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين فى منظومة الخبز يتضمن استخراج كارت صرف الخبز الحر، ويتم شحنه عن طريق خدمات الدفع المسبق ويحصل المواطن عليها عن طريق مكاتب البريد، ويستطيع صاحب هذا الكارت الحصول على احتياجاته من الخبز وفقا للرصيد الموجود داخله ودون المساس بمنظومة الخبز الحالية، والتى يحصل فيها أصحاب البطاقات التموينية، على الرغيف بـ60 قرشا، ويدفع المواطن منها خمسة قروش وتتحمل الدولة ٥٥ قرشا .

 وتضمن المقترح أيضا تطبيق نظام حساب إلكترونى لكافة أطراف المنظومة، والذى سيتيح لصاحب المخبز شراء الدقيق من أى مطحن يريده، كما أن للمطحن الحصول على القمح من أى شونة أو صومعة، بالإضافة إلى أنه يتيح توفير القمح من أى منشأ حسب الجودة والسعر، ويأتى ذلك ضمن توجه الدولة لتطبيق آليات الشمول المالى وغلق أبواب إهدار الدعم.

وكشف المقترح عن وجود دراسة لتطبيق نظام «فلكسات النقاط»  والذى يقوم على تحويل رصيد فرق نقاط الخبز إلى وحدات يتم خلالها استبدال السلع وفقا لعدد الوحدات وليس بسعر السلعة .

ويسمح النظام الجديد للمواطنين أصحاب البطاقات المدعمة، شحن بطاقتهم عن طريق الدفع المسبق للحصول على احتياجاته من الخبز فى حال نفاد حصته المقررة.

قال رأفت القاضى، رئيس فرع مفتشى تموين القاهرة، إن منظومة الخبز مستقرة ولا تحتاج لإجراء تعديل فى الوقت الحالى، لافتا إلى أن أصحاب المخابز يسعون خلال الفترة المقبلة تعديل تكلفة الإنتاج  لتحقيق مصالحهم .

 وأوضح القاضى لـ«الزمان» أن المبادرات التى ظهرت الفترة الماضية تخدم فى الأساس المخابز، محذرا من ربط إنتاج الرغيف الحر بالمدعم لأنه سيؤثر سلبا على المنظومة الحالية.

وطالب رئيس فرع مفتشى تموين القاهرة، بضرورة إجراء دراسات وافية عن المقترحات التى تستهدف تعديل المنظومة وجعل مصلحة المواطن الأولوية فيها  .

من جانبها قالت الدكتور ماجدة شلبى أستاذ الاقتصاد، إنه يجب التعامل بحرص مع ملف الخبز، لأنه يعد الغذاء الأساسى للفئات البسيطة، ولا يجب المساس به بأى شكل لأنه بمثابة القنبلة التى ستنفجر إذا حاول أحد العبث فيها، مشددة على ضرورة تبنى برامج اجتماعية لحماية الفقراء من ارتفاع الأسعار.

وأوضحت شلبى لـ«الزمان» أن الدولة تبحث عن الخروج الآمن من مقصلة الدعم لتخفيف العبء على موازنة الدولة، إلا أن هذا لن يتحقق إلا باتخاذ عدد من الإجراءات منها تحديث قاعدة البيانات ودعم الأسر الفقيرة تحت مظلة الأمان الاجتماعى، والعمل على زيادة النمو الاقتصادى ومستوى المعيشة.

وأضافت أستاذ الاقتصاد أن المخصصات التموينية تمثل نسبة ضئيلة من إجمالى مخصصات الدعم الموجود حاليا، إذ تستحوذ على 20% مقابل 80%، تذهب لدعم الطاقة والكهرباء، مشيرا إلى أن كافة الدولة الصاعدة والنمور الآسيوية التى تحقق معدلات نمو مرتفعة اتخذت  قرارات صعبة فيما يتعلق بالدعم، وكان ذلك من أجل تحقيق نهضة اقتصادية مع الحفاظ على الطبقات الفقيرة.