رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

زعماء العالم يقتدون بتجربة السيسي الإصلاحية

زعماء العالم يقتدون بتجربة السيسى الإصلاحية

مصر تنجح فى تغيير رؤية العالم فى مواجهة التحديات والأزمات

واشنطن تغلق صفحة أوباما وتعترف بسوء تقديرها للأمور

ماكرون يحزم حقائبه بصحبة وفد من كبار المستثمرين لزيارة القاهرة

أستاذ علوم سياسية: مصر شريك أساسى وطرف محورى

وكيل «خارجية البرلمان»: العالم يؤمن برؤيتنا تجاه الأوضاع الراهنة

لم تكن تتخيل كبار المعاهد البحثية والمراكز الإستراتيجية التى تعج بآلاف الباحثين والخبراء من زعماء الدول السابقين وكبار الوزراء والمسؤولين ورجال الاقتصاد والسياسية والعسكريين السابقين فى أجهزة المخابرات العالمية، بعد اندلاع ثورة 30 يونيه 2013، والتهديدات الصادرة من قيادات الجماعات الإرهابية بتحويل مصر إلى نسخة ثانية من سوريا، أن تصبح مصر نموذجا ناجحا يتهافت عليه أغلب دول العالم، بعد أن أشرق فجر جديد بميلاد عصر جديد، تمتلك الدولة فيه غذاءها وسلاحها ودواءها، ومفتاح حل الأزمات والقضايا التى تشغل العالم بأسره.

وأصبح السياسيون وقادة الدول الغربية يتهافتون على قصر الاتحادية من أجل الاستماع لرؤية الرئيس السيسى ومواقفه تجاه الأزمات التى تكاد أن تعصف بالشرق الأوسط.

وخلال الأسبوع الماضى، شهدت القاهرة، زيارات واسعة لزعماء وكبار المسؤولين، فلم تكد تمر أيام على زيارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، حتى جاء وزير خارجية أكبر دولة فى العالم، إلى مصر، وجعل من القاهرة، منبرًا ليوجه كلمته إلى الشرق والغرب.

وقبل الرئيس السيسى، دعوة نظيره العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، وزار الأردن، والتى تأتى فى إطار التنسيق والتشاور بين البلدين، وبينهما تعاون وتنسيق كبير فى عدد من الملفات الأساسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إذ يحملان هم استعادة الأمن والاستقرار، وتوحيد الجهود فى كل ما يصب فى خدمة قضايا الأمة العربية ومصالحها الحيوية.

وتستعد القاهرة، خلال الأيام القليلة المقبلة، لاستقبال الرئيس الفرنسى ماكرون، خلال شهر يناير الجارى، تلبيةً لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى تلقاها خلال لقائهما الأخير فى باريس، وعقد جلسة مباحثات بين الجانبين، وبصحبة وفد من كبار رجال الأعمال وأصحاب الشركات، ووصل وفد من كبار العاملين فى قصر الإليزيه، للقاء عدد من المسؤولين المصريين، للاتفاق على جدول الزيارة وخط سير التحركات، وأهم الملفات المطروحة فى القمة.

وتأتى هذه القمة المرتقبة، فى وقت بالغ الأهمية، تشهد فيه المنطقة تطورات وأحداث مستجدة، ومساعى حثيثة لإنهاء الأزمات المزمنة، إذ يشكل خطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية، تهديدًا حقيقيًا لفرنسا، فى ظل زيادة معدلات الهجرة غير الشرعية الوافدة إليها، كما أنها ترغب فى الوصول إلى تسوية سياسية تجاه الأزمة فى سوريا وليبيا، وتتفق مع القاهرة، فى أهمية مجابهة الجماعات المتطرفة فى المنطقة، بعد أن ذاقت باريس ويلاتها، وشهدت عدة عمليات إرهابية على أراضيها.

سياسيون ونواب ودبلوماسيون سابقون، أكدوا لـ«الزمان»، أن مصر تجنى الآن ثمار استعادة مكانتها الإقليمية والدولية التى سعت جاهدةً إلى تحقيقها بعد جهود واسعة فى هذا الملف الذى كان وما زال الشغل الشاغل للدولة المصرية.

وأضافوا أن القاهرة بالفعل أصبحت محط أنظار دول العالم، والجميع يتهافت عليها، فى ظل التحديات والمخاطر الراهنة، والتى امتدت شرورها إلى الجميع، وهو ما حذرت منه مصر من قبل، وعلى رأسها تفشى خطر الجماعات المتطرفة فى المنطقة، وعدم الوصول إلى آلية دولية لمجابهته.

وأشاروا إلى أن الجميع الآن يتقينون أنه لا حل لأزمات المنطقة دون مصر، ولن تشهد المنطقة أمنا واستقرارا، دون تبنى إستراتيجية مصر بشأن هذه الأزمات والقائمة على ضرورة دعم المؤسسات الوطنية والشرعية، ومنه انزلاقها نحو الفوضى.

الدكتور أكمل تحسين، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قال إن هناك 3 مكاسب هامة حققتها مصر أولًا من وراء زيارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، يأتى على رأس هذه المكاسب التأكيد على موقف مصر الثابث والتاريخى تجاه القضية الفلسطينية والقائم على دعم حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف أن ثانى هذه المكاسب رفض مصر أى تسوية تفرغ القضية الفلسطينية من مضمونها أو تتلاعب بحدودها، وتقبل ما يقبله الشعب الفلسطينى وترفض ما يرفضه الشعب الفلسطينى، فهم أصحاب الأرض والقضية، وثالث هذه المكاسب هو حرص مصر على دعم جميع الجهود الرامية لاستعادة حقوق الفلسطينيين وتسوية القضية وفقًا لحلول عادلة، لافتًا إلى أن ما ينقص مصر فى هذا الملف، هو لمّ شمل الفصائل الفلسطينية المتناحرة، فبدون تنسيق كامل مع الأخوة الفلسطينيين، ستظل هذه القضية فى الضياع.

وبشأن مكاسب مصر من زيارة وزير خارجية ترامب، مايك بومبيو إلى مصر، وإلقائه خطابا تاريخيا من عاصمتها، يرى النائب صلاح عقيل، وكيل لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان، أن هذه الزيارة أعطت دفعة جديدة وضخت دماءً جديدة فى شرايين العلاقات بين القاهرة وواشنطن والتى تشهد تميزًا كبيرًا فى ظل قيادة الرئيسين السيسى وترامب، بعد أن أغلق الجانبان، صفحة الرئيس السابق أوباما إلى الأبد، بعد أن اقتنع البيت الأبيض، بسوء سياسة سلفه أوباما تجاه مصر، وخطئها فى تقدير الأمور، ما جعلتها تفقد حليفا قويا وإستراتيجيا فى المنطقة.

وأشار إلى أن اختيار البيت الأبيض العاصمة المصرية القاهرة، لإلقاء خطابه تجاه المنطقة العربية، فى حين أنه وفقًا لجدول الزيارة، فإن وزير الخارجية الأمريكى فى جولة لثمانية دول فى المنطقة، يؤكد لنا حجم المكانة التى تحظى بها القاهرة لدى البيت الأبيض، وأن مصر دولة إقليمية ومحورية، قدمت للعالم نموذجًا فريدًا من نوعه فى مجابهة خطر الإرهاب، الذى كان السبب فى زوال دول وأنظمة، وأن مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى شريكان أساسيان فى حل الأزمات التى تشهد دول المنطقة، فى سوريا واليمن والعراق وليبيا.