رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

توجيهات سيادية لحماية المشردين من برد الشتاء

توجيهات سيادية لحماية المشردين من البرد الشتاء

«قوات المكافحة» تنتشر بالشوارع برعاية وزارة التضامن الاجتماعى

تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية وتوفير فرص عمل للقادرين «بدنيًا وعقليًا».. والتنسيق مع جمعيات خاصة لتقديم الدعم

يصبح «برد الشتاء» كل عام أكبر تحدٍ ومعاناة لتلك الأعداد الغفيرة ممن اتخذوا من الشوارع سكنًا دائمًا لهم، يحترقون صيفًا ويموتون بردًا شتاءً، لا سيما حين تضرب موجة صقيع شديدة كالتى نمر بها حاليا وتعيد للأذهان سابقتها فى العام الماضى، التى تسببت بمقتل اثنين من المشردين تداول الجميع صورهم، وهو ما جعل المجتمع ينتفض غضبًا ضد محافظ الغربية الذى خرج بتصريح إعلامى يؤكد فيه أن السيدة المتوفاة من برودة الطقس لم تطلب المساعدة.

وعلمت «الزمان» من مصادر مطلعة بشأن صدور تعليمات سيادية لمساندة هؤلاء المشردين وحمايتهم من برودة الطقس، وتفاصيل الخطة التى وضعتها الحكومة للوفاء بهذا الغرض حتى لا تتضاعف أعداد الموتى بسبب الطقس بالتزامن مع تحذيرات هيئة الأرصاد بوجود موجات أشد برودة خلال الفترة المقبلة.

وفى هذا الإطار، كشفت المصادر الحكومية لـ«الزمان» أنه تم تشكيل قوات مكافحة البرد من وزارة التضامن الاجتماعى والمقرر لها الانتشار فى الشوارع لتحديد مكان المشردين وتقديم المساعدة الممكنة، إذ تم تقسيم الفئات التى تتعرض إلى برد شديد وحياتها معرضة للخطر إلى ثلاث شرائح، أولا: شريحة المشردين بلا مأوى، ثانيًا: المختلين عقليًا والواجب إيداعهم بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية، ثالثًا: أشخاص يسكنون منازل خشبية وصفيح وبيوتا ليس لها سقف، وكل حالة تختلف فى التعامل عن الأخرى.

ولفتت المصادر إلى أن قوات مكافحة البرد سوف تتولى انتشال المشردين وإيداعهم بدور الرعاية الاجتماعية التابعة للوزارة لتقديم الخدمات المطلوبة لهم ومحاولة خلق فرص عمل لبعضهم القادر على ذلك، كذلك إيداع المشردين المختلين عقليًا فى المستشفيات، وبالنسبة للحالة الأخيرة والخاصة بالمنازل المتهالكة من الصفيح والخشب وليس لها أسقف فمن المقرر أن تدخل ضمن مبادرة «حياة كريمة» التى أعلن عنها الرئيس فيما يخص القرى معدومة الخدمات، خاصة أن أغلب تلك المنازل موجود فى منطقة الصعيد.

وحول أعداد المستهدفين من تلك الحملة، أكدت المصادر، أن المشردين فى الشوارع والمستهدفين من المساعدات حول الجمهورية بالنسبة للشرائح الثلاث حوالى 12 مليون مواطن، ومن المقرر أن تنسق الحكومة مع الجمعيات الخاصة لتوزيع الأدوار، إذ توجد عشرات الدور الخاصة التى تقدم الرعاية الاجتماعية وتأوى المشردين من الشوارع، هذا إلى جانب الحملات الخاصة لتوزيع البطاطين مثل مبادرة «مصر الدفيانه» وما يقوم به الأفراد من مبادرات فردية.

وأوضحت المصادر أن مجلس الوزراء سوف يخصص أرقام للطوارئ على مدار 24 ساعة، وذلك لتلقى الاتصالات الخاصة بالحالات المشردة فى الشوارع وتوجيهها إلى أقرب دار رعاية.

بدوره، كشف الدكتور محمد جمال مؤسس دار «الأمل» لرعاية المشردين، عن تراجع دور الدولة خلال الفترات الماضية وبسبب الظروف الاقتصادية، فمنذ سنوات وبالتحديد عام 1952 تم إنشاء ما يسمى بـ«اللجنة العليا لمعونة الشتاء»، وكان هدفها تقديم خدمات اجتماعية للفقراء والمتضررين من كوارث الشتاء، خاصة بالقرى والأماكن النائية، أثناء التغيرات المناخية والفيضانات والسيول، من خلال حصيلة طوابع بريدية توزع على بعض الجهات الحكومية كالتموين وهيئة السكة الحديد والإدارات التعليمية، لتذهب الأموال بعدها إلى اللجنة التى تتولى تقديم المعونات للمحتاجين.

وأشار جمال إلى أن موارد تلك اللجنة تأثرت وارتفع عدد المشردين بالشوارع وبالتالى كنا فى أشد الحاجة لتضافر جهود الجمعيات الخاصة والحكومية لمساندة المشردين والأسر الفقيرة خلال فصل الشتاء، وأعتقد أن انتشار قوات مكافحة البرد بالشوارع ربما يقلل من ضحايا الصقيع ولكن لن يقضى عليها تمامًا.

موضوعات متعلقة