رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

تنهش الأطفال أثناء ذهابهم للمدارس.. الكلاب «الهجين» تغزو مدن الإسكان الجديدة

الهيئة العامة للخدمات البيطرية: 70 حالة وفاة بسبب الإصابة بداء الكلب

ظهرت أنواع جديدة هجين بين الكلاب البلدى والثعالب، ذات حوافر مسننة ورأس كبير وجسد صغير وفم طويل، فى المدن الجديدة فى مدينة 6 أكتوبر والتى أثارت الرعب والفزع بين الأهالى خاصة الأطفال؛ بسبب هجومها على المارة بين الحين والآخر.

واشتكى عدد من أهالى مدينة أكتوبر من انتشار ظاهرة الكلاب الهجين، مطالبين بوضع حد فورى وعاجل للقضاء على تلك الكلاب وإيداعها فى أماكن مخصصة؛ نظرًا لخطورتها على حياة السكان، وتوجه عدد من الأهالى وعلى رأسهم عماد صلاح، عضو مجلس إدارة «مدينتنا»، إلى مكتب الطب البيطرى بأكتوبر للشكوى بخصوص وجود الكلاب الضالة بالمدينة وخطورتها على المقيمين، ووعد الطب البيطرى بنزول لجنة للمعاينة على أرض الواقع.

وتحدث عدد من أهالى مدينة أكتوبر عن أزمتهم، معربين عن يأسهم؛ بسبب انتشار الكلاب الهجين وصيحاتهم التى تعالت دون رد.

وقالت أمانى محمود، إنها تسكن فى مدينة أكتوبر منذ 5 سنوات إلا أن انتشار الكلاب الهجين ظهرت مؤخرًا وأصابت الجميع بالرعب والفزع؛ نظرًا لخطورتها على السكان والأطفال، وأضافت: «بوصل أولادى يوميًا إلى المدرسة وبنتعرض لمخاطر كبيرة بسبب الكلاب أو الثعالب اللى مش عارفين نوعها دى، وأكثر من مرة ابنى كان هيتم عقره لولا تدخل الأهالى، حرام مش عارفين نمشى فى أمان».

وأشار محمود الفقى، إلى أن الكلاب الضالة فى أكتوبر تغير شكلها وأصبحت مثل الثعالب وانتشرت بشكل مبالغ فيه، وباتت تهدد المدينة والأهالى بالكامل، مطالبًا الطب البيطرى وجهاز المدينة وكافة الجهات المسئولة بسرعة النظر إلى شكواهم والعمل على وضع حل لهذه الظاهرة المريبة.

وتابعت هدى أشرف، قائلة: «ابنى اتعقر من شهرين من كلب فى الشارع وهو رايح المدرسة واشتكينا وطالبنا بصرف هذه الكلاب عن المدينة لكن للأسف محدش عمل حاجة وكلها كانت وعود مزيفة».

وأكد محمود محمد: «الكلاب الضالة فى أكتوبر ليست كما كانت فى السابق بل تغير شكلها جذريا، وأصبحت كالثعالب حتى علمنا بعد فترة أنها كلاب هجين بمعنى خليط ما بين كلاب وثعالب وذئاب، وهذا النوع أشد خطرًا من الكلاب البلدى، لأنها تهاجم المارة دون تمييز بين كبير أو صغير، أما الكلب البلدى لا يهجم إلا على من يؤذيه فقط».

 من جانبه كشف الدكتور أحمد الصاوى استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية أن هناك بعض الاحتياطات التى يجب أن يتخذها أى شخص يتعرض لعضة كلب، منها غسل مكان العقر بماء وصابون، وذلك لأن الفيروس يموت بالمطهرات، ولا بد من سرعة أخذ جرعة التطعيم فى غضون 24 ساعة من لحظة العقر؛ وذلك لأنه فى حال لمس اللعاب العصب يتم نقل المرض، وحال عدم أخذ جرعة التطعيم خلال 24 ساعة من الممكن أن يتم وفاة الشخص المصاب بنسبة كبيرة.

وأضاف الصاوى، أن أعراض السعار هى وجع فى الظهر شديد، وخوف شديد من المياه وعدم القدرة على الشرب، وهلوسة شديدة وحالة هياج رهيبة، وشلل وعدم القدرة على حركة اليد، وذلك بسبب دخول المرض إلى النخاع الشوكى، وعدم القدرة على النوم والتنفس، وسخونية شديدة فى أغلب الحالات، وحسب إحصائية بحثية نشرتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية وصل عدد المواطنين الذين تم عقرهم من قبل الكلاب الضالة فى العام الماضى إلى 398 حالة، توفى منهم 65 شخصا، ولكن ثمة أمر يحتاج لدراسات مستفيضة للوصول إلى حقيقتها ألا وهى عمليات التهجين العشوائى للسلالات المختلفة للكلاب الضالة بعلاقات جنسية بينها وبين أنواع أخرى من الحيوانات ما بين الثعالب والذئاب والسلعوة.

وأكد الدكتور أحمد عبد الحفيظ طبيب بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن وزارة الصحة تسجل 400 ألف حالة عقر من قبل الكلاب سنويا، موضحًا أن هناك 70 حالة وفاة بسبب الإصابة بداء الكلب مرض السعار، وأن القانون يتيح للهيئة ضبط وقتل الكلاب الضالة وهى الكلاب غير المكممة وهذا يحتاج إلى ميزانية ما يقرب من 300 مليون جنيه بالعام، وأشار إلى أن الجمعيات الحقوقية تقدم خدمات مبادرات محدودة لا تفى بالغرض بجميع أحياء مصر، أن عملهم بالهيئة يعتمد على شكاوى وبلاغات المواطنين على الخط الساخن 19561 أو التقدم بالشكوى للإدارة البيطرية التابعة بالمحافظات ليتم التوجه لمكان الشكوى والتعامل مع الكلاب الضالة من قبل لجنة مختصة.

وذكر تقرير رسمى للهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن إجمالى حالات الإصابات البشرية من الكلاب الضالة، بلغ 398 ألف حالة، العام الماضى، انتهت منها 65 حالة بالوفاة، إذ تضمن التقرير عدد حالات العقر خلال الأعوام الأربعة الماضية بإجمالى مليون و392 ألف حالة، بعدما بلغ عدد الحالات فى 2014 300 ألف حالة، ارتفعت إلى 324 ألفا فى 2015، وزادت إلى 370 ألفا عام 2016، حتى بلغت 398 ألف حالة العام الماضى.

وشهد البرلمان المصرى خلال الأشهر الماضية العديد من طلبات الإحاطة لوزير التنمية المحلية وهيئة الطب البيطرى، حول تقديم خطة للحكومة فى مواجهة انتشار الكلاب الضالة، إذ طالبوا بإيجاد حل لمواجهة تلك الأزمة بدون قتلها فى ظل الأزمات مع جمعيات الرفق بالحيوان التى ترفض أى تعامل بعنف مع ظاهرة الكلاب الضالة، ومنذ أشهر عدة رفع بعض المواطنين الذين تعرضوا للإصابة دعاوى قضائية ضد الهيئة العامة للخدمات البيطرية ووزارة الزراعة، وحصلوا على تعويضات تصل إلى 140 ألف جنيه لكل منهم، وطرحت إحدى الجمعيات المعنية بحقوق الحيوان فكرة إنشاء محمية طبيعية للكلاب الضالة، لإيواء الكلاب بها والحفاظ على حياة المواطنين، فى ظل حالات العنف ضد الكلاب الضالة فى حالات عديدة بوضع السم لها أو حرقها كما حدث فى مدينة 6 أكتوبر فى واقعة أثارت استنكارًا كبيرًا.