رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

في ذكرى الثورة.. كيف استقبلت إيران «الخميني» بعد عودته من المنفى؟

آية الله الخميني عند عودته من المنفى
آية الله الخميني عند عودته من المنفى

بهتافات تمجيد الإسلام، احتشد الآلاف من الإيرانيين بالقرب من ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية وزعيم الثورة، آية الله الخميني، أمس الجمعة احتفالًا بالذكرى الأربعين لانتهاء العهد الملكي وبداية الجمهورية الإيرانية.

كما وقفت جوقة الجيش عند الضريح تعزف أناشيد ثورية وسط الآلاف ممن ارتدوا ألوان العلم الإيراني الأحمر والأبيض والأخضر.

ويتزامن الاحتفال بذكرى الثورة الإسلامية هذا العام، مع حالة من الغضب تسود الشارع الإيراني، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها، وانهيار العملة عقب فرض العقوبات الأمريكية على طهران بسبب برنامجها النووي.

وحاولت الحكومة الإيرانية، أن تعيد التفاف الشعب حولها من جديد، فنشرت على حسابها الرسمي بموقع تويتر رسالة الرئيس الحالي، حسن روحاني، قائلًا، " "ثقوا بالشعب، هذه كانت أعظم صفات الامام الخميني".

فيما ندد آية الله أحمد جنتي، المسؤول عن تعيين المرشد الأعلى للجمهورية، بمن يسعون لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال "اللعنة على مدرسة الفكر الخاطئة التي تعتقد أن من غير الممكن لنا إدارة البلد دون مساعدة من أميركا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة آيلة إلى الأفول، فحتى حلفائها اليوم لا يطيعونها، ولا يخشونها، لذلك علينا ألا نخاف أمريكا".

وردد الحاضرون "الله اكبر" و"الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" و"الموت لآل سعود".

استقبال حافل

قبل 40 عامًا من الآن، تحديدًا في الخميس، الأول من فبراير 1979م، امتلأت شوارع العاصمة الإيرانية طهران، بما يقرب من 6 ملايين شخص، خرجوا لاستقبال الإمام الشعي، آية الله الخميني، الذي هبط لتوه من الطائرة وبصحبته صحفيين من كل أنحاء العالم، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

ارتفعت اللافتات في كل مكان ترحب بعودة الخميني، امتلأت شوارع طهران بالمواطنين، حتى أن سيارات الإسعاف التي امتلأ عن آخرها بفاقدي الوعي بسبب الزحام، لم تستطع الحركة، ووقفت النساء منذ شروق الشمس يغنون "الخميني قائدنا"، بينما كان الأئمة الشيعة يرشون ماء الورد على الجميع.

"إن الحرب لم تنته بعد، ومغادرة الشاه هي فقط بداية الطريق".. نطقها الإمام الخميني، المحاط بـ 50.000 رجل أمن تطوعوا لحمايته، معلنًا بهذه الكلمات نيته استكمال مسيرة الثورة التي غيرت معالم طهران.

كان الخميني، عائدًا في هذا اليوم إلى إيران بعدما قضى 14 عامًا في المنفى، وكانت عوته تلك بمثابة إعلان عن انتهاء العصر الملكي في طهران وسقوط آخر حكامه الشاه محمد رضا بهلوي، لتبدأ الدولة الفارسية عهدًا جديدًا من النظام الجمهوري.

وكانت السلطات الإيرانية، اعتقلت آية الله الخميني، في بداية الستينات من القرن الماضي، بسبب معارضته للشاه محمد رضا بهلوي داخل سجونها، لكن في عام 1964 نفته خارج البلاد لمدة 14 عامًا قضى أغلبها في العراق، وعامًا واحدًا في فرنسا بحسب موسوعة "مقاتل في الصحراء".

في باريس تزعم الإمام الشيعي، الانتفاضة الشعبية الإيرانية، ومظاهرات تبريز، التي انتهت بمغادرة "بهلوي" لإيران، وعاد "الخميني" إلى طهران معلنًا نجاح الثورة الإسلامية في الأول من فبراير 1979م.

وأعلن الخميني، أمام الملايين الذين وقفوا في استقباله، أن النظام القديم للشاه بهلوي في إدارة البلاد انتهى، مؤكدًا على فساده وفشله السياسي في الدولة.

قال آية الله الخميني، "لقد دمر الشاه محمد رضا بهلوي كل شيء في بلدنا، التعليم، الثقافة، الاقتصاد، وسوف نتخلص من نظامه نهائيًا".

قيام الثورة

يعدد الصحفي الإيراني كاظم علمداري الأسباب الرئيسية لقيام الثورة الإيرانية، بحسب ما ترجمه الدكتور عادل حبة، قائلًا: "إن العامل الرئيسي لقيام الثورة الإيرانية، هو التحول المفاجيء في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، والضغط على اشاه لتنفيذ دعوات جيمي كارتر حول حقوق الإنسان.

هذه الدعوة أجبرت الشاه على فتح الفضاء السياسي المغلق في إيران،  فإن التردد والتأخير في مشاركة القوى السياسية المعارضة في السلطة، من جهة، وعدم استغلال القوى السياسية لهذا الفضاء للمشاركة في المنافسات الانتخابية بهدف الحفاظ على البنية القائمة من ناحية آخرى، دفع بالمجتمع صوب ثورة كارثية.

يضيف الكاتب الإيراني، والسبب آخر هو، أن سياسة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان دفعت الولايات المتحدة إلى الاعتقاد بأنه من الأفضل استخدام القوى الدينية المناهضة للشيوعية من أجل التغلب على هذا التهديد السوفييتي. إذ كان قلق أمريكا أقل بشأن نمو التيار الديني.

والسبب الثالث هو وجود منظمة مدنية منظمة حاسمة بالكامل لرجال الدين (أي المساجد والجمعيات، إلخ) ، بينما لم تكن لم تكن هناك فرصة لتنظيم القوى الأخرى.

السبب الرابع هو أن إصرار القوى اليسارية على مواجهة الإمبريالية الأمريكية و "الرأسمالية الكومبرادورية"  كقاعدة وحليف للامبريالية قادها إلى التوليف مع شعار الخميني " المعادي للحضارة الغربية".