رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

خالد شقير: الشركات الفرنسية تسعى للاستثمار في مصر.. والسترات الصفراء من عامة الشعب

خالد شقير
خالد شقير
  • ماكرون حرص على زيارة مصر رغم اضطرابات الشارع الفرنسي
  • الشركات الفرنسية تسعى للاستثمار في السوق المصري بعد خسارتها في إيران
  • فرنسا تتفق مع النظرة المصرية حول الملف السوري

للمرة الأولى له منذ توليه السلطة في 2017، يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصر لمدة ثلاثة أيام، بدأت في الأحد 27 يناير الجاري.

واصطحب ماكرون، وفد مكون من حوالي 50 رئيس لشركات فرنسية مختلفة، بجانب أعضاء بارزين في الحكومة، حيث عقد مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين.

«الزمان» التقت السياسي المصري خالد شقير، ورئيس جمعية مصر 2000؛ للوقوف على تلك الزيارة، وأهميتها للطرفين، بجانب أحوال المصريين بالخارج، وآخر التطورات في الشارع الفرنسي.

وإلى نص الحوار:

  • مصر وفرنسا تمران تواجهان مشاكل اقتصادية وسياسية في الفترة الأخيرة.. فهل لتوقيت الزيارة دلالة محددة؟

هذه الزيارة كانت مقررة في نوفمبر الماضي، إلا أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها فرنسا من اضطرابات في الشارع، أدت إلى تأجيلها، لكن ماكرون أصر على المجيء إلى مصر هذا العام على الرغم من إلغاؤه لكثير من الزيارات الخارجية سواء إلى لبنان أو قمة الدول الثمانية.

وهذا يدل بالطبع على أهمية  وقوة العلاقة بين البلدين، فضلًا عن مكانة مصر ورؤيتها السياسية للعديد من الملفات العالمية التي يتفق فيها البلدين.

  • أطلق على العام الحالي «الثقافة الفرنسي المصري».. كيف تنعكس الزيارة على هذه المبادرة؟

في رأي اختيار هذا العالم ليكون عام الثقافة، سيكون له صدى جيد وجديد، خاصة مع حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ذلك.

العلاقات المصرية الفرنسية منفردة ومتميزة على طول تاريخيها، والشعب الفرنسي غالبيته مغرم بمصر الفرعونية، ومؤخرًا عقد معهد العالم العربي، العديد من اللقاءات بمناسبة مرور 150 عام على قناة السويس.

كما أن الفرنسيين محبين لأم كلثوم ونجيب محفوظ ويوسف شاهين، والكثيرين من رموز مصر في الثقافة والفن والكلمة.

والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جاء وبصحبته وفد ثقافي مميز، مما يدل أنها ليست زيارة سياسية فقط، ولكنها تحمل جانب ثقافي، يعكس التبادل الفكري بين البلدين، خاصة وأن باريس تهتم بالثقافة الفرانكوفونية، وتبادل الحوار مع دول جنوب المتوسط، حتى تقطع الطريق على اليمين المتطرف من الانتشار على أرضها أو أوربا ككل.

  • ما هي توقعاتك بخصوص الاتفاقيات بين الرئيس السيسي وماكرون خلال اللقاء؟

بالتأكيد سيتم نقاش الملف السوري، خاصةً وأن فرنسا غيرت من موقفا المتشدد أيام فرانسوه أولاند، وتتفق حاليًا مع الرؤية المصرية.

ووقفت مصر دائمًا مع الشعب السوري، والدولة المصرية، ضد الجماعات الإرهابية المسلحة التي تدعمها قطر وتركيا.

ومن المنتظر توقيع العديد الاتفاقيات الاقتصادية، خاصة وأن الشركات الفرنسية التي لاقت خسارة كبيرة في إيران بعد العقوبات الأمريكية، تسعى في الوقت الحالي إلى الاستثمار في مصر التي شهدت لها كريستين لاجارد بالنمو الاقتصادي في الفترة الأخيرة.

اعتقد أن الجو العام في مصر، بعد دحر الإرهاب، يشجع على الاستثمار،  وسوف يناقش الطرفان هذه القضية للاستفادة من خبرة القاهرة في هذا المجال.

ومن المنتظر أيضًا أن يتبادل الطرفان المعلومات حول المجال العسكري وأمن البحر المتوسط، وتوقيع اتفاقيات في مجال الصحة والطاقة والتنمية الإدارية والتكنولوجية والمواصلات وانشاء الخط الثالث للمترو

  • رئيس معهد العالم العربي جاك لانج..  كشف استعداد فرنسا لدعم مصر اقتصاديًا.. فكيف ستحقق باريس ذلك في ظل أزمتها الحالية؟

بالتأكيد جاك لانج، هو من أهم الرموز الفرنسية المستعربة، وهو عاشق للعالم العربي، والمعهد له دور كبير في دعم الثقافة بين البلدين.

أما فيما يخص الدعم الاقتصادي لمصر، في ظل التحديات التي تواجهها فرنسا، فهذا مختلف قليلًا، ذلك أن فرنسا تحرص في الفترة الأخيرة على حماية نفسها من الهجرات غير الشرعية.

فكل وزارة أو هيئة تخصص جانبًا من ميزانيتها لتقديم المساعدات، فأوروبا عامة في السنوات الأخيرة واجهت مشكلتي الإرهاب وموجات الهجرة غير الشرعية.

وأصبح ما ينفقونه على المهاجرين أضعاف المساعدات التي يقدمونها لدعم التوجهات الثقافية.

وتحرص فرنسا في الوقت الحالي، على دعم التنمية الإدارية والصحية والثقافية في دول جنوب المتوسط، لحماية نفسها وأوروبا من الهجرة التي أرّقتهم في الفترة الأخيرة وأسقطت الكثير من الحكومات، وتم استغلالها في الداخل الفرنسي والأوروبي بشكل عام من قبل اليمين المتطرف للوصول إلى السلطة.

فرنسا تضم حاليًا أكثر من 7 مليون مهاجر من أصول عربية، وفي حال وصول اليمين المتطرف إلى السلطة، أعتقد أن الأمور لن تكون بخير أبدًا خاصة للجيل الثاني والثالث.

سيحدث صدام هائل بين طبقات الشعب المتنوعة، ومن هذه المشكلة، حرصت فرنسا على الدعم الثقافي وتأسيس صندوق خاص تتمكن من خلاله إفلات الفرصة على اليمين من استغلال قضية المهاجرين غير الشرعين

  • حدثنا عن مشاكل فرنسا مع العرب في الفترة الأخيرة؟

شهدت باريس في الفترة الأخيرة موجهات هجرة غير شرعية ضخمة وبأعداد كبيرة جدًا، ترتب عليها دخول الكثير من المتطرفين إلى الأراضي الفرنسية.

وأصبحت الدولة متخوفة من «أسلمة المجتمع» فضلًا عن قلقهم على ثقافتهم وهويتهم، وهذا جعلهم ينظرون بعين الحذر لدخول العناصر المتطرفة في المجتمع، بعدما قام العديد من الشباب الفرنسي ذوي الأصول العربية بعدد من العمليات الإرهابية.

بالطبع هذا نتيجة عدم إدراكم لقيمة الدين الإسلامي، لكن النتيجة في النهاية ظهور ما عرفناه باسم  «الإسلاموفوبيا» في كل مكان في الغرب.

هذه الأحدث، دفعت فرنسا سريعًا لإيجاد حلول للملف الليبي والسوري، ومن المنتظر نقاشها مع الرئيس السيسي خاصة بعدما وافقوه وجهة نظره حول هذه القضايا.

  • هل يواجه المصريين في الخارج مشكلات في تعاملاتهم مع الحكومة المصرية؟

أنا متواجد في فرنسا منذ حوالي ربع قرن، وجدت الكثيرين من المصريين أصحاب الإقامة غير شرعية، يعملون تحت وطأة الخوف، لكن بعد مرور عشر سنوات يتم تعديل وضعهم بالقانون ما لم يرتكبوا أية جرائم.

وفي لقائنا الأخير مع السفير المصري إيهاب بدوي،  طالبنا بالحرص على صورة مصر بالخارج، وعدم الدخول في مشاكل سياسية أو اقتصادية أو التوترات في الشارع الفرنسي.

لكن مؤخرًا، واجه المصريين مزدوجي الجنسية مشكلة نقل الجثامين إلى القاهرة، حيث أصبحوا محرومين من دخولها هنا على نفقة الدولة.

وطالنا رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال، بإلغاء هذا القرار غير القانوني، فالمصري في الخارج يسارع في دعم الدولة، والمشاركة في الانتخابات، فكيف يعقل أن يكون له حق التصويت ثم ننتقص منع لمجرد أنه يمتلك باسبور آخر.

  • ما هي آخر تطورات الأوضاع في فرنسا ؟

تواجدت وسط متظاهري السترات الصفراء على مدار أربعة أسابيع، المتواجدون في الشارع هم الطبقة الوسطى والفقيرة.

لكن ماكرون ورث العديد من المشاكل الاقتصادية من سابقيه، واستطاع تغيير قانون العمل والهجرة مستغلًا الأغلبية داخل البرلمان الفرنسي، مما أثار استياء العديد من المواطنين.

رغم تراجعه عن بعض التغييرات، واحتوائه الغضب في الشارع إلا أنه يرفض نقاش موضوع فرض الضريبة على الأغنياء، أو المثليين.

فيما عدا ذلك، فالحياة في فرنسا مستمرة تمامًا، والمتظاهرون يذهبون في المكان المخصص والوقت المحدد، للتعبير عن مطالبهم للدولة.

موضوعات متعلقة