المؤسسات الأزهرية تسلح بقاع الكرة الأرضية بصحيح الأفكار الإسلامية

يسعى الأزهر الشريف، بجميع مؤسساته مواجهة الفكر المتشدد ونشر الفكر الصحيح للدين الحنيف، تحت مظلة إمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لذا دشنا كلا من مجمع البحوث الإسلامي، وزارة الأوقاف أكادمتين لتدريب الأئمة والوعاظ على تكوين عقول قادرة على مسايرة تطورات الأحداث والمجتمعات، وإتقان التعامل مع الوسائل الحديثة في إطار تجديد الفكر الديني، وكان ذلك في حضور شخصيات دولية من وزراء، ومفتيين، ورؤساء منظمات دولية رسمية، ورؤساء جامعات وعلماء ومفكرين وإعلاميين كبار، في شهر يناير الماضي.

وقال محي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الأكاديمية تضخ مجموعة من البرامج التدريبية وورش العمل، بالتعاون مع العديد من المؤسسات المحلية والدولية، التي تم عقد بروتكولات تعاون مشتركة معها.

وأضاف «عفيفي» أنها تهدف إلى تأهيل خريجي الكليّات الشرعية والعربية وغيرها، من الوعاظ والأئمة والمدرسين وباحثي وأمناء الفتوى، لبناء قدرات ومهارات وملكات المتأهلين والمتدربين العلمية والمهنية للتعامل معها والاستفادة منها.

ليس فقط المصريين بل وللأئمة الوافدين

لم يكن هدف الأكادمية فقط تجديد الفكر الديني بمصر فقط، ولكن بشتى أنحاء العالم، وفي هذا الصدد أعرب الشيخ آدم محمد، متحدث الأئمة الوافدين، عن سعادته بهذه الخطوة، قائلا: "إننا نتقدم باسم الأئمة الوافدين بالشكر للإمام الأكبر أحمد الطيب، لإعطاءنا فرصة الالتحاق بأكاديمية الأزهر الشريف".

وأضاف الشيخ آدم، لـ«الزمان»، أن أكادمية الأزهر الشريف، كانت مبادرة طيبة، لأنها تستهدف نماذج نابغة لمواجهة المشكلات المعقدة بوسائل عصرية تناسب طبقات وشرائح المجتمع كافة، ليس في مصر فقط ولكن في شتى بقاع الأرض.

مؤسسات اجتماعية وأساتذة أقباط بالأكادمية

ويحاضر في هذه الأكادمية أساتذة متخصصون من الجامعات رجالا ونساء مسلمين ومسيحيين، وذلك للإفادة من جميع الطاقات والثقافات، كما أنها عقدت عددا من برتوكولات التعاون مع العديد من المؤسسات والهيئات المختلفة للإفادة من الخبرات المتعددة منها: "في مجال تعليم اللغات الأجنبية والبحوث السكانية والعلاقات الاجتماعية".

ويقول الدكتور غانم السعيد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر فرع بنين، إنه سيكون لبعض أساتذة الكلية المتخصصين نصيب من تأدية المحاضرات لتأهيل خريجي الكليّات الشرعية والعربية وغيرها، لتجديد الخطاب الديني، في أكادمية تدريب الأئمة والوعاظ، التي افتتحها مجمع البحوث الإسلامية الشهر الماضي.

وأوضح «غانم» لـ«الزمان»، أن مجهود الأزهر ملحوظ، في إنشاء أكادمية متخصصة لتدريب الدعاة والوعاظ بهذه الاحترافية الشديدة، من خلال مناهج يحاضر فيها كبار الأساتذة المتخصصين لفتح آفاق ورؤى جديدة للواعظ والداعية.

وأضاف عميد إعلام الأزهر، أن منهج الأكادمية يدور حول سلوكيات الداعية وكيفية مخاطبته لمختلف الطبقات بطريقة معتدلة وممنهجة بعيدا عن الغوغائية، مؤكدا أن أكادمية تدريب الأئمة، محاولة للبحث أو التجديد برؤية مختلفة وهي العامل الحقيقي لتجديد الخطاب الديني.

واختتم حديثه: "هي مؤسسة يحاضر فيها كبار المفكرين للنهوض بفكر ووعي الداعية والواعظ، وشكرا لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على هذا المجهود المبذول في شتى المجالات من أجل الارتقاء بالفكر الديني لجميع أبناء الأزهر".

وذلك يأتي تأكيد لتصريحات رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد حسين المحرصاوي، أنه سيتم التعاون بين الجامعة ومجمع البحوث الإسلامية لتقديم عددا من البرامج التدريبية وورش العمل، لتسليح الخريجين والوعاظ بقضايا العصر ومستجداته والعلوم الشرعية والفكر الوسطي المعتدل لمواجهة فكر الجماعات المتشددة والمتطرفة.

بروتكولات تعاونية بن المؤسسات الأزهرية

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن باب أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة والدعاة، لن يقتصر على أئمة الوزارة فقط، بل يمتد إلى وعاظ الأزهر الشريف بشرط التنسيق مع مؤسسته، لإعطائه التفرغ اللازم لذلك، إذ إن الدراسة بالأكاديمية تبلغ مدتها ستة أشهر، فالوزارة لا تمانع في تقدم أئمتها للتدريب بأكاديمية الأزهر بشرط التنسيق مع الوزارة.

وأشار «مختار»، إلى أن الأزهر هو المؤسسة الأم، التي نعمل تحت مظلتها برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، موضحا أن الدراسة بأكاديمية الأوقاف ستكون في علم الفلسفة والمنطق وعلم النفس وعلوم الفقه العصرية.