محلل سياسي لـ«الزمان»: نأمل الاعتراف بـ«الأكراد» لبدء التفاوض مع «الحكومة السورية»
قال المحلل السياسي السوري، فريد سعدون، "إن الأحزاب السياسية الكردية، طيلة السنوات الماضية، سلكت السبل السلمية للتعبير عن نفسها وللمطالبة بحقوق الشعب الكردي، إلا أنها وجدت نفسها منذ بداية الأزمة في دمشق، أمام عدة قوى عسكرية اقتحمت المنطقة الشمالية بالقوة في محاولة للسيطرة عليها وفقًا لأجندات متعددة سواء السلفية أو المتطرفة".
وأضاف عميد كلية الآداب جامعة الحسكة، في تصريحات خاصة لـ"الزمان"، "أن أكثر ما واجته الأحزاب الكردية بعد 2011، كان وحشية قوات داعش، ولذلك تأسست وحدات حماية الشعب التي تمكنت من دحر التنظيم الإرهابي، لكنها لم تدخل في صراع مسلح مع النظام".
وأوضح فريد سعدون، أنه "لا يمكننا الادعاء بوجود قطيعة مع النظام طيلة السنوات الماضية، بل كان هناك تنسيق ضمني مستمر بين القوات الكردية والحكومة السورية، على الرغم من أنه لم يجمع بينهم أية تحالفات أو علاقات رسمية".
وتابع سعدون، "كان هناك دائمًا حد أدنى من التفاهم حول محاربة الإرهاب مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وإلى الآن نرى مؤسسات النظام الأمنية والعسكرية قائمة في مناطق الحسكة والقامشلي، على الرغم من وجود الإدارة الذاتية الكردية التي تدير شؤون المنطقة".
وأكد المحلل السياسي الكردي، "في حال عادت الأحزاب الكردية للتفاوض مع النظام حول حقوق شعبنا ، وتمكنوا من الوقوف على اتفاق يضمن مصالح الطرفين تحت إطار الوحدة الوطنية ووحدة الدولة، فهذا من شأنه بالطبع ضمان استقرار المنطقة، فضلًا عن حل الأزمة الأساسية في البلاد.
وأوضح فريد سعدون، "أنه توجد بالفعل بوادر اتفاق سياسي، تلوح في الأفق خاصة بعد قرار أمريكا سحب قواتها من الأراضي السورية، لكن ما نعانيه الآن من كون المجلس الوطني الكردي جزءًا من المعارضة، سوف يعقد الأمور نوعًا ما، لكننا في النهاية نأمل اعتراف النظام بحقوق الأكراد حتى يعود التفاوض معه من جديد".