رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

تسريبات «الأوبن بوك».. تفاصيل القصاص من 170 موظفًا بقطاعات التعليم

طارق شوقى: إعادة هيكلة الوزارة بشكل عام

شحاتة: انهيار منظومة الامتحانات وعشوائية واضحة فى التنظيم

أمهات مصر: خلو الطالب اللى عنده طموح يفشل

توعد الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، جميع المتورطين فى تسريب امتحان طلاب الصف الأول الثانوى التدريبى، بعقوبات رادعة جراء ما ارتكبوه فى حق أنفسهم وفى حق مستقبل أبناء وطنهم، فضلا عن خيانتهم الأمانة التى حملوها.

وكشفت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، اتخاذ الدكتور طارق شوقى أكبر قرار عقابى فى تاريخ الوزارة ومنذ توليه حقيبة التعليم فى عام 2017، بنقل وتغيير اختصاصات 170 موظفًا بإدارات التعليم المختلفة من بينها المركز القومى للامتحانات، وقطاع التعليم والمعلمين، وعدد كبير من رؤساء لجان امتحانات أولى ثانوى، ومدراء بعض مدارس.

يأتى القرار على خلفية تسريب الامتحانات التجريبية «الأوبن بوك» للصف الأول الثانوى على المنظومة التعليمية الحديثة مخالفين بذلك لوائح المنظومة والقانون.

الوزير يصدق فى حوار تلفزيونى

وفى سياق متصل، أكد الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، ما كشفته المصادر لـ«الزمان» دون ذكر الأرقام المهولة الخاصة بعمليات الإطاحة والهيكلة، وذلك منعًا من إثارة وتأليب الرأى العام، قائلا إن التعليم فى مصر لا مركزى ولكن كل اللوم فى مصر يلقى على شخص واحد عند حدوث أى مشاكل، لافتًا إلى أنه سيقوم بإعادة هيكلة الوزارة فى هذا العام، وسيتم اختيار القيادات بشكل جديد، لكى يكونوا أكثر فاعلية من خلال استخدام التكنولوجيا.

وأضاف «شوقى»، خلال حوار تلفزيونى، أن المدرس أهم عنصر فى منظومة التعليم الجديدة، لكن هذه المنظومة بدأت من أرضية صعبة مليئة بالمشاكل، موضحًا أن وزارة التربية والتعليم بها 1.7 مليون ما بين موظف وإدارى.

ولفت إلى أن هناك خطة تدريب للمدرسين خلال المرحلة المقبلة لكل للمدرسين لكل السنوات بصورة مبتكرة، والأولوية ستكون للمدرسين فى مرحلة رياض الأطفال والابتدائى، معقبًا: «عندنا شيلة كبيرة فى الوزارة»، وعلق على تسريب الامتحانات والغش: «أنا سايب الغش بمزاجى».

وأكد شوقى قائلا: «ممكن نوقف الغش، عن طريق طباعة الامتحانات فى مطابع جهات سيادية، وحبس من يضع الامتحان شهرا دون أن يرجع بيته، وإرسال الامتحانات للإدارات التعليمية بالطيران الحربى».

كشف تحقيقات عاجلة

أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، التحقيق فى تسريب امتحان مادة التاريخ لطلاب الصف الأول الثانوى، للتأكد من ادعاءات أولياء الأمور والطلاب.

من جانبهم، أكد طلاب الصف الأول الثانوى أن أسئلة مادة التاريخ التى ظهرت قبل أداء الامتحان، هى نفس الأسئلة الحقيقية والتى تضمنتها ورقة أسئلة الامتحان.

جدير بالذكر أن امتحان الثانوية التجريبى هدفه تدريب الطلاب على آلية الانتقال من ثقافة الحفظ والدرجات إلى الفهم والتعلم الحقيقى، مما يساهم فى تخريج طالب قادر على المنافسة فى سوق العمل.

وأكد الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن التحقيقات لا تزال قائمة حول اختفاء أوراق الامتحانات فى بعض المحافظات، مؤكدًا أنه لن يضيع حق طالب لم يتمكن من أداء الامتحان، وفى حال فقدان أوراق الامتحانات سيتم معاقبة المسئول بشكل رادع.

وكان قد استنكر خلال مداخلة هاتفية، تسريب 5 معلمين بينهم مدير المدرسة امتحانات الثانوية فى محافظة كفر الشيخ، مؤكدًا أنه لم يتم إبلاغه بهذا الأمر حتى الآن، وقد يتم إلغاء أو إعادة الامتحان، مشددًا على أن القانون جرم التسريب قد تصل إلى حد السجن من عام إلى 7 سنوات.

الغضب يسيطر على أولياء الأمور

تفاعل مجموعة من أولياء الأمور عبر صفحة «اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم» على «فيسبوك»، مع تسريب الامتحانات ووقائع ضياع ورق الإجابة من المدارس، واصفين الأمر بـ«سيناريو من المهازل لن ينتهى».

وقالت عبير أحمد مؤسس الصفحة، إن الطلاب أكدوا سهولة الامتحانات، ولكن أولياء الأمور استنكروا تسريب الامتحانات منذ بدايتها حتى النهاية، موضحين أن التسريب يضيع مجهود أبنائهم المجتهدين ويساويهم بالطلاب غير المجتهدين.

واستطردت: «أنا مش عارفه حكاية تسريب الامتحانات دى إيه، ده أقل ما يوصف أنه استهتار، ولازم محاسبة المتسببين فى التسريب».

وتفاعل أولياء الأمور على صفحة اتحاد أمهات مصر، فى «فيسبوك»، وقالت ولية أمر: «حتى الطالب اللى عنده طموح يذاكر ويتفوق خلو عنده بلادة وعدم شعور بالمسئولية طالما فى الآخر الكل بيساوى اللى ذاكر واللى مذكرش».

وأضافت أخرى: «والله مش فاهمة بينزلوا العيال تمتحن ليه فى الجو ده! كانوا قعدوا فى البيت أحسن من المسرحية البايخة دى».

التسريبات تهدد لضرب الأوضاع التعليمية

من جهته علق الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج على الإطاحة بهذا الكم الهائل من القيادات التعليمية ضمن عملية عقابية موسعة للمتورطين فى التسريبات بأنها خطوة على طريق التخلص من الفساد الإدارى والتعليمى الذى ينخر فى عظام المنظومة التعليمية يوما بعد يوم.

وأضاف شحاتة فى تصريح خاص لـ«الزمان»، أن الهدف من نظام امتحان الكتاب المفتوح هو قياس المهارات العليا لدى الطلاب، دون الاعتماد على الحفظ ونقل المعلومات من الكتاب.

وأكد: «الإجابات فى امتحانات النظام الجديد فى دماغ الطالب فقط، وليس فى الكتاب أو الدرس الخصوصى، والمعتمد على التسريب لن ينفعه عندما يتم تطبيق الاختبارات على التابلت؛ لأن الأسئلة سيتم وضعها من قبل المركز القومى للتقويم والامتحانات، وبإشراف جهات سيادية، وفى هذه الحالة مستحيل يتم التسريب».

وأشار إلى أن ظهور عملية التسريب أضاعت على الكثير من الطلاب فرصة التجريب، وحرمتهم من التفاعل مع التجربة بكل موضوعية ومصداقية.