رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

بعد دونالد ترامب.. لماذا توجه وزير الدفاع الأمريكي «سرًا» إلى بغداد؟

باتريك شاناهان
باتريك شاناهان

يبدو أن الوجود الأمريكي في العراق، لم يعد مقتصرًا على الأسباب المعلنة خلال السنوات القليلة الماضية وهي محاربة الأرهاب، وأن واشنطن تتجه حاليًا للتركيز على صراعها القائم مع إيران، ونشاطها التوسعي في الشرق الأوسط.

حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 3 فبراير، إنه يريد الإبقاء على الوجود العسركي لقواته في العراق، لمراقبة إيران.

وأضاف ترامب، من خلال لقاؤه على قناة، سي بي إس، أنه لا يريد ضرب إيران بل مراقبتها فقط، مشيرًا إلى الأموال الطائلة التي أنفقها على قاعدة عين الأسد العسكرية في العراق، لمراقبة "الشرق الأوسط المضرب".

وتتواجد القوات الأمريكية في العراق منذ عام 2003، بعدما ادعى رئيس الولايات المتحدة آنذاك، جورج بوش، أن السلطات في بغداد تمتلك أسلحة دمار شامل.

وغادرت القوات الأمريكية بغداد في 2011، ولكنها عادت مرة أخرى إلى العراق في 2014، مع ظهور تنظيم داعش، بدعوى محاربة القوات الإرهابية.

كما شهدت العراق زيارتين سريتين من الولايات المتحدة الأمريكية، خلال شهرين.

الزيارة الأولى

في 25 ديسمبر الماضي، توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفقة زوجته ميلانا، إلى العراق في زيارة "سرية" كما وصفها.

حيث عبر الرئيس، بعد وصوله العراق، عن "حزنه الشديد" لحاجته إلى كل هذه السرية للقاء الجنود الأميركيين هناك، قائلًا: "كنت قلقا بشأن هذه الرحلة بعدما سمعت بالأمور التي يجب المرور بها للوصول هنا.

ولم يلتقي دونالد ترامب، رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، وأعلن الأخير أن الاجتماع ألغي، بسبب الاختلاف على كيفية تنظيم اللقاء.

هذه  الزيارة جائت عقب قرار الرئيس الأمريكي بسحب قواته من الأراضي السورية، بعد تطهيرها على حد قوله، من قوات تنظيم داعش، مؤكدًا أن الولايات المتحدة سوف تخوض مرحلة جديدة من الحرب ضد التنظيم الإرهابي.

وذهب دونالد ترامب إلى قوات الولايات المتحدة المتواجدة في قاعدة عين الأسد الجوية، لتفقد جنوده المتواجدين هناك منذ إعلان غزو العراق بدايات القرن الحالي، وتوجيه الشكر لهم بمناسبة الكريسماس، بحسب ما ذكرته المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض، سارة ساندرز، على صفحتها الرسمية بموقع تويتر.

وأكد ترامب، خلال لقائه مع الجنود أنه كان ينوي زيارة العراق قبل ذلك مرتين، بشكل سري تمامًا إلا أنه ألغاهما بسبب تسريب بعض المعلومات الخاصة بالزيارة، معبرًا عن حزنه الشديد، بسبب حاجته لما وصفه "بالسرية" لزيارة جنوده المتواجدين في العراق.

هذه الزيارة أغضبت العديد من الأحزاب السياسية العراقية، التابعة إلى إيران، ورفضت وجود القوات الأمريكية بالكامل واعتبرتها انتهاك لسيادة الدولة كما وصته كتلة الإصلاح والتعمير بمجلس النواب.

وهددت حركة النجباء بزعامة أكرم الكعبي، في حال لم تتخذ الحكومة أي رد فعل جاد، سوف يتخذون موقف جاد، ويعتبرونها قوات محتلة لأراضيهم.

لكن المحلل السياسي، كفاح سنجاري، يرى "أن الوقت لم يحن بعد لانسحاب القوات الأمريكية من داعش، إذ لاتزال الولايات المتحدة تخدم مصالح بغداد العليا بسبب هشاشة الوضع الحالي.

وأكد المستشار الإعلامي لرئيس الأقليم الكردي الأسبق، مسعود باراني، إن ما أعلنته الأحزاب الإيرانية في العراق حول خروج أمريكا، هو بمثابة رد فعل لما تفعله الأخيرة تجاه طهران في سوريا، فضلًا عن فرض العقوبات الاقتصادية عليها".

الزيارة الثانية

وفي زيارة غير معلنة، وهي الثانية بعد زيارة رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، توجه القائم بأعمل وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، إلى بغداد، اليوم الثلاثاء، في زيارة غير معلنة.

وبحسب وكالة "رويترز"، فإن شاناهان يعتزم بحث انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ولقاء مسؤوليين عراقيين، من بينهم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

وأضاف موقع الحرة الأمريكي، في نسخته العربية، أن وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان، سعى اليوم، لطمأنة المسؤولين في بغداد، حيال مستقبل قوات واشنطن في العراق بعد الانسحاب من الأراضي السورية، وإعلان "ترامب" رغبته بمراقبة إيران.

وأوضح الموقع الأمريكية، أن شاناهان قال للصحافيين الذين يرافقونه في جولته، إن "المحادثات التي أتمنى التطرق إليها هي مسألة تواجدنا، والمهم هو تذكير الجميع  أننا في العراق بطلب من الحكومة".

وأضاف "أريد أن أسمع مباشرة على لسانهم ما الذي يقلقهم والوضع السياسي الذي يواجهونه، وعلى هذا الأساس سنأخذ كل ذلك في الحسبان ضمن خططنا"، لافتا إلى أن من مصلحة واشنطن أن "تبني قدرة أمنية عراقية".