رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

بعد إعلان الطوارئ لبناء الجدار.. ماذا يفعل الكونجرس أمام ترامب!

الإغلاق الحكومي
الإغلاق الحكومي

سجلت الولايات المتحدة الأمريكية، أطول فترة إغلاق جزئي للحكومة، منذ 22 ديسمبر الماضي، عقب تصاعد الصراع بين الكونجرس والرئيس دونالد ترامب حول أزمة تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك.

أمام رفض الكونجرس لتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، لم يوقع ترامب على ميزانية الحكومة الفيدرالية مما سبب عجزًا حال دون فتح أبوابها أمام المواطنين.

وبعد عدم تمكين ترامب من الحصول على المبالغ المطلوبة، لتمويل جدار الولايات المتحدة مع المكسيك، أعلن في 15 فبراير الجاري حالة الطواريء في البلاد، وهو ما يمنحه سلطات استثنائية يستطيع بواسطتها بناء الحائط الحدودي.

الجدار والإغلاق الحكومي

طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتخصيص مبلغ 5.7 مليار دولار، لبناء جدار فاصل مع المكسيك عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

ويرى ترامب، ضرورة بناء هذه الحدود الفاصلة، بحجة منع الهجرات غير الشرعية المتدفقة من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تسببت في رأيه لإنهاك الولايات المتحدة اقتصاديًا وأمنيًا.

ورفض الكونجرس الأمريكي، الموافقة على المخصصات المالية لتمويل الجدار، فرفض ترامب في المقابل التصديق على زيادة الميزانية الحكومية.

واستطاع الكونجرس قبل أكتوبر الماضي، الحصول على مخصصات 5 لجان فرعية  الخاصة بمشاريع الإنفاق والتي تمثل نسبة 75% من الحكومة، فيما أصبحت 25% من الحكومات الفيدرالية دون تمويل تسبب في إغلاقها، وعدم حصول 420 ألف موظق على أجورهم.

كان الإغلاق الحكومي، هو الخطوة الأولى التي اتبعها ترامب، بعد رفضه التوقيع للموافقة على الميزانية، للضغط على الكونجرس، من أجل تمرير ميزانية الجدار.

انقسام الآراء

لاقى الجدار الحدودي، معارضة واسعة من قبل أعضاء الكونجرس، على رأسهم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، التي وصفها ترامب بأنها "سيئة" و "عنيدة".

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حذر ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ترمب من تبعات إعلان حالة الطوارئ بهدف توفير أموال لبناء الجدار على الحدود مع المكسيك.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين في الحزب الجمهوري قولهما إن ماكونيل حذر ترمب سرًا خلال لقاء ثنائي غير معلن في البيت الأبيض، من أن إعلان حالة الطوارئ سيولد ردود فعل سياسية غير مرغوب فيها ويحدث انقسامًا في صفوف الجمهوريين.

وكشف مركز البحث "بيو" الأمريكي، في تقرير له ديسمبر الماضي، أن غالبية الأمريكيين، بنسبة 58% يعارضون الفكرة تمامًا.

الوضع لا يستدعي حالة الطوارئ

قالت الباحثة الأمريكية، "إيرينا توسكرمان"، "أنا لا أتفق مع حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس في البلاد".

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الزمان"، "الرئيس السابق باراك أوباما، أعلن حالة الطوارئ في البلاد 12 مرة، ولم يكن معظمها  ضروريًا، كما هو الحال الآن، فالبرغم من خطورة الوضع الحدودي، إلا أن الأمور يمكن السيطرة عليها.

وأوضحت الباحثة الأمريكية، أن أفضل ما يمكن للديموقراطيين اتباعه الآن، هو أن يظهروا بمظهر "المهتم بشؤون البلد وأمنها"، بدلًا من حالة التشاؤم التي هم عليها الآن.

وتابعت توسكرمان، "الحل هو التفاوض مع الرئيس على بناء الجدار في مقابل بعض الإصلاحات الخاصة بشؤون الهجرة، وأن يأكدوا على وطنيتهم وأنهم ليسوا أعداء لأي شخص".

واختتمت حديثها، "وجود حدود آمنة ليس بالأمر المثير للجدل، أو لم نسمع به من قبل، بل إن الرئيس أكد في خطاباته إذا أرادوا منعه من بناء الجدار، يجب أن يكونوا مستعدين للحوار.