رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

حرب تكسير العظام تخيّم على انتخابات الكنيست الإسرائيلي

أرشيفية
أرشيفية

منذ إعلان الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيل بنيامين نتنياهو، نهاية ولايته والذهاب إلى انتخابات مبكرة، في أبريل المقبل، تشهد خارطة الأحزاب الإسرائيلية تغييرات سريعة وغير متوقعة، وصراعات دائرة بين المرشحين من أحزاب اليمين واليسار من أجل الفوز في الانتخابات، وكان من أبرز الناخبين الذين أثير حولهم الجدل غير نتانياهو، هو بيني جانتس والذي أثارت تصريحاته بخصوص المستوطنات الجدل، كما أحيت بارقة أمل بخصوص إزالة المستوطنات في الضفة الغربية، والتي اعتقد البعض أنها ستكون بداية جديدة، لاختلاف النهج الدبلوماسي مع فلسطين.

وفي هذا الشأن قال الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط،  إن بيني جانتس لن يفوز في انتخابات الكنيست، فاستطلاعات الرأي في إسرائيل تقدم بيني جانتس كرئيس أركان وليس سياسي، وبرغم أنه قام بتأسيس حزب «الصمود» لكن من المبكر أن نقول أنه يمكن أن ينافس من الأساس أو يحقق مكاسب كبيرة أو يتقدم في الانتخابات بالرغم من الضجة التي أثيرت حوله في الإعلام، بعد تصريحاته الذي أبدى فيها انفتاحا لإزالة المستوطنات، لكنه يمثل ظاهرة جديرة بالاهتمام، فهو في إسرائيل بمثابة أمل لليساريين وممثل لهم، لكنه يقدم نفسه للشعب الإسرائيلي على أنه "رئيس الأركان".

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ«الزمان»، أن حزب جانتس «الصمود» مازال جديدًا على الساحة السياسية، ولم يكتسب أي واقعًا، كما أن آراء بيني جانتس بعضها متضاربة فهو يتحدث بالخطاب اليميني وأحيانًا اليساري فهو غير واضحًا، وغير مقنع للساحة السياسية الإسرائيلية، كما أن آراؤه إزاء القضية الفلسطينية أيضًا غير واضحة، فقد قال إنه سيلتزم بفكرة إقامة الدول الفلسطينية، وفي نفس الوقت لن يقوم بإخلاء المستوطنات، وباتالي فهو متهم أمام الرأي العام الإسرائيلي بأنه يقول الكلام ونقيضه، وهو يمثل ظاهرة صعود العسكريين للسلطة، فهو يتحدث بمنطق العسكري الناجح، فقد كان رئيسًا ناجحًا للأركان، لكن هذا غير كافيًا لخوض الانتخابات.

 وأكّد أن نتانياهو سيبقى حتى إشعار آخر، وسيظل هو أقوى المرشحين مالم يقوم المدعي العام بإصدار مذكرة توقيف له، فإذا صدرت تلك المذكرة فإنه لن يتم ترشيحه، وسيخرج من السباق الانتخابي، لكن إذا خرج نتانياهو فإن ذلك لايعني أن جانتس سيفوز، لأن هناك حزبين آخرين من الأحزاب القوية، هما حزب «البيت اليهودي» بزعامة نفتالي بينيت، وحزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان، وبالتالي حتى في حالة خروج نتانياهو مرشح حزب «الليكود» من السباق الانتخابي، وهو مستبعد لأن المدعي العام الإسرائيلي مازال يدرس هذا القرار، فإن هذا لايعني أن بيني جانتس، سيكون المرشح الفائز، بل أن هناك أسماء أكبر من جانتس ستكون مرشحة بقوة مثل موشيه يعالون، وليبرمان، وبينيت، وغيرهم.

وأوضح أنه في حال توقيف نتانياهو، فإن حزب الليكود سيستمر في الانتخابات ولن يستبعد بسبب مرشحه، ودخوله الانتخابات وتحقيق مكاسب له هي التي ستجعل اليمين الإسرائيلي يحكم.

وعن اختلاف النهج الدبلوماسي مع فلسطين في حال فوز مرشح آخر غير نتانياهو، قال الدكتور طارق فهمي، إن تكتل الليكود سيفوز في كل الأحوال، وهو لن يغير من قواعد اللعبة الفترة القادمة، وإن القضية الفلسطينية هي قضية مؤجلة، ولن تحظى بأي اهتمام في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية لاتحظى بأي اهتمام في برامج الأحزاب السياسية الإسرائيلية الحالية، حتى أحزاب اليسار تعيد تكرار كلامها القديم في هذه الانتخابات، كما أن أحزاب اليسار والوسط ضعيفة، وغير قادرة على التمثيل البرلماني، ولكنها ستطرح نفسها بصورة ما، لكنها لن تكون مرشحة بقوة بل بالعكس إن دورها "رمزي" وليس لها أي تأثير.

وعن أحزاب القائمة العربية في إسرائيل، قال عادل ياسين، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن الفوز يعني القدرة على تشكيل حكومة وهذا ما لا يمكن أن يحدث مع القائمة العربية لأن استطلاعات الرأي تدل على أنها ستحصل على ما يقارب من 12 مقعد تقريبا، وهو ما يشكل 10% من أعضاء الكنيست، أما فيما يتعلق بالحزب الذي قد يفوز، فإن جميع الاحتمالات مفتوحة و لايمكن التنبؤ  بمن سيفوز، لكن السمة الغالبة للانتخابات الإسرائيلية هي المفاجئة، بما يعني صعود أحزاب لم يكن من المتوقع صعودها وغياب أخرى.

موضوعات متعلقة