رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

20 ألف مشارك من 40 دولة.. «إيجبس» تفتح السوق المصرية أما الفرص الاستثمارية الواعدة

احتضنت مصر الأيام الماضية المؤتمر والمعرض الدولى المصرى للبترول والغاز «إيجيبس»، بمشاركة رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى كان يرأس القمة الأفريقية بأديس أبابا.

وارتفع عدد المشاركين فى المؤتمر إلى 20 ألف مشارك وممثل لأكثر من 40 دولة بالإضافة إلى 22 شركة وطنية وعالمية، بحثوا فرص آفاق جديدة لتعزيز سبل التعاون على الصعيد المحلى والدولى.

كما يتزامن مؤتمر «إيجبس» هذا العام مع حدثين على قدر كبير من الأهمية، الأول مرور 60 عاما على إنشاء منظمة الدول المصدرة للبترول «الأوبك» والتى أسهمت بنشاطها وفاعلياتها الواسعة فى استقرار السوق وتأمين الإمدادات البترولية، منذ عام 1959، والحدث الثانى هو تسلم مصر فى نفس الأسبوع رئاسة الاتحاد الأفريقى لهذا العام وحرصها على تقديم كافة الجهود الممكنة للعمل على تحقيق مصالح القارة الأفريقية وتعزيز مسيرتها التنموية وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والتحديث.

وقد أشاد الحضور بموقف مصر المشرف لدعم مسيرة الاقتصاد المصرى والتوجه السريع لتحويل مصر لمركز إقليمى لتجارة الطاقة، إذ قال محمد باركيندو الأمين العام لأوبك فى كلمته خلال افتتاح الدورة الثالثة لمؤتمر مصر الدولى للبترول «إيجبس ٢٠١٩» على الدور التاريخى لمصر فى دعم المنظمة منذ بداية إنشائها فى القاهرة منذ ٦٠ عاما، وكذلك دعمها لمسيرة المنظمة فى مواجهة التحديات، مشيدا بما حققته مصر من نتائج متميزة فى الكثير من مناحى الصناعة البترولية، وأعرب عن توقعه بتحقيقها المزيد من النجاحات فى ظل الخطوات الكبيرة التى اتخذتها لزيادة الاستثمارات البترولية وتحقيق الاكتشافات وتنمية الموارد وما تشهده من استقرار وتطوير، وشروعها فى تحقيق التنمية المستدامة فعليا، مثمنا خطواتها فى التحول لمركز إقليمى لتجارة وتداول الطاقة، موجها التحية للرئيس السيسى على دعمه لهذا القطاع الحيوى ومشيدا بدور وزير البترول فى تحقيق طفرة فى صناعة البترول المصرية خلال السنوات الأخيرة.

فى حين آخر، شهد المؤتمر تواجدا لكبرى الشركات العالمية كشركة بريتش بتروليوم «بى بى» والتى أعلنت أثناء المؤتمر عن بدء إنتاج الغاز الطبيعى من المرحلة الثانية من مشروع تنمية غازات غرب دلتا النيل، وقال بوب دادلى، الرئيس التنفيذى لشركة «بى بى»، إنه من العوامل التى أسهمت فى بدء الإنتاج بهذا المشروع الهام هى الشراكة الناجحة المميزة بين شركة «بى بى» والحكومة المصرية، إذ أنه لم يكن لينفذ هذا المشروع بنجاح لولا الدعم المستمر من وزير البترول وفريقه الممتاز والحكومة بشكل عام.

كما شهد المؤتمر مشاركة شركة «توتال» الفرنسية، فمن جانبه أكد رئيس شركة «توتال» أن الشركة لديها خطط طموحة لضخ استثمارات فى مجال استكشافات النفط فى مصر، كما أشار إلى أن الشركة لديها خطط للاستثمار فى مجال البتروكيماويات، لا سيما أنه يعد أحد المجالات الاستثمارية الواعدة فى مصر بعد زيادة اكتشافات الغاز فى مصر مؤخرا.

ومن جانبه أكد وزير البترول المهندس طارق الملا أن عام 2018 شهد تحقيق خطوات إيجابية وملموسة نحو تنفيذ مشروع مصر القومى للتحول إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول والذى بدأ بتطوير البنية الأساسية وتعزيز أواصر التعاون مع شركاء مصر الدوليين والإقليميين، موضحا أنه تم توقيع مذكرة تفاهم للشراكة الإستراتيجية فى مجال الطاقة بين كل من مصر والاتحاد الأوروبى بما يساهم فى تحقيق أمن الطاقة إقليميا، خاصة أن دول الاتحاد الأوروبى تمثل الأسواق الرئيسية لغاز شرق المتوسط، وأنه تم توقيع اتفاق حكومى بين مصر وقبرص لتسهيل إقامة خط أنابيب بحرى مباشر بين البلدين لنقل الغاز الطبيعى من حقل أفروديت إلى مصانع إسالة الغاز بمصر لإعادة تصديره، وأعلن أن هذه الجهود قد تكللت فى منتصف يناير الماضى بانعقاد الاجتماع الوزارى الأول لمنتدى غاز شرق المتوسط بمبادرة من مصر واختيار القاهرة مقرا له بهدف تعزيز التعاون من خلال حوار منهجى وصياغة سياسات إقليمية لتحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانات الغاز بالمنطقة بما يحقق المصالح المشتركة.

وأشار الوزير إلى أنه تم الانتهاء من المبادرات التى أعلنت فى «إيجيبس» الماضى من خلال توقيع عقد المسح السيزمى الإقليمى لمنطقة خليج السويس، وبدء المناقشات الفنية مع الشركات العاملة بالمنطقة لبدء المسح السيزمى بالمنطقة بنهاية عام 2019، وأنه تم طرح مناقصة بوابة مصر للاستكشاف لتسويق المناطق البترولية المختلفة إلكترونيا لتسهيل الوصول إلى البيانات، لتشجيع عمليات البحث والاستكشاف لزيادة الإنتاج، بالإضافة إلى تحقيق طفرة غير مسبوقة فى مبيعات بنزين 95 بنسبة 250%، وكذلك زيادة عدد الشركات والمنافذ التسويقية بنسبة تزيد عن 300%، وذلك عقب المبادرة التى أُعلن عنها العام الماضى بإدخال نوع جديد من بنزين 95 ذو العلامة التجارية.

كما تم الانتهاء من مرحلتى تشخيص وتصميم المحاور الرئيسية الثلاثة لبرنامج تطوير شركة بدر الدين للبترول كأحد النماذج لتطوير الشركات المشتركة لإنتاج البترول، وتتضمن تطوير أسس الحوكمة وتنمية الكوادر بالإضافة إلى تحسين كفاءة الأداء، وسوف يتم البدء فى المراحل التجريبية الأولى لتطبيق ما تم الاتفاق عليه مع بداية الربع الثانى من هذا العام استعدادا للتطبيق الشامل فى مرحلة لاحقة، كما يجرى حاليا الاتفاق مع عدد من شركاء قطاع البترول لبدء مشروعات مماثلة فى عدد من الشركات المشتركة الأخرى، كما أشار إلى تمكن بوابة التواصل الرسمية للعاملين بالقطاع التى تم تدشينها العام الماضى من توحيد أبناء القطاع فى منصة واحدة لمعرفة أحدث الأخبار والنجاحات والتحديات التى تواجهنا لإرساء الشفافية كأساس فى التعامل، وأن عدد المستخدمين بلغ ما يزيد عن 70 ألف مستخدم.

وأعلن الملا عن أن قطاع البترول هذا العام استطاع تحقيق قصص نجاح ملموسة فى كافة مجالات صناعة البترول، ويأتى على رأسها التحول الهائل لمصر خلال ثلاث سنوات من أحد أكبر مستوردى الغاز فى العالم لتحقيق الاكتفاء الذاتى بل واستئناف التصدير بالدعم الكبير من رئيس الجمهورية، فضلا عن خفض المستحقات المتأخرة بأكثر من 80%، وهو ما انعكس على جهودهم وزيادة استثماراتهم خلال الفترة، كما أشار لقيام الشركات المحلية بملحمة وطنية ومساهمتها فى تنفيذ عدد كبير من مشروعات تنمية حقول الغاز فى زمن قياسى ساهمت فى زيادة الإنتاج بنسبة 60%.

كما أعلن عن نتائج مزايدتى الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية للبحث عن البترول، والتى شهدتا إقبالا كبيرا من الشركات العالمية وكذلك عودة ودخول شركات أخرى للعمل فى مصر.