كسرًا للإرادة.. من الفجر إسرائيل تعثو في القدس فسادا
لم يكتفِ جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقصف، وحصاد أرواح الأبرياء في كل وقت وحين، ولم يكتفِ باغتصاب الأرض وبناء المستوطنات، ولم يكتفِ بالاعتقالات التي فرّقت الشمل، ولم تفرّق بين كبير أو صغير، فواصلت قوات جيش الاحتلال بداية من فجر اليوم مهمتها في التدمير، وكسر الإرادة، واعتقلت 14 مواطنًا في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، والقدس.
الاعتقال للكبير والصغير والرموز ما سلمت
في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، أصدرت محكمة الصلح التابعة للاحتلال الإسرائيلي، قرارًا بإبعاد ثلاثة نشطاء من القدس المحتلة، عن المسجد الأقصى لمدة ثلاثة أيام والتوقيع على كفالة طرف ثالث.
كما طلبت نيابة الاحتلال العامة من المحكمة تأجيل الإفراج عن الثلاثة؛ وهم مدير نادي الأسير بالقدس ناصر قوس، وعلي عجاج، وحسني الكيلاني إلى وقت لاحق من اليوم الأحد، لأنها تنوي تقديم استئناف على قرار الإفراج للمحكمة المركزية وسط القدس المحتلة، وفقًا لصحيفة «فلسطين الآن».
وفي الفجر؛ اعتقلت قوات جيش الاحتلال 14 مواطنًا في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، والقدس، بينهم رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب ونائبه الشيخ ناجح بكيرات، واللذين تسلما قرارات إبعاد "إدارية" عن المسجد الأقصى لمدة 7 أيام.
ووفقًا لوكالة «وفا» الفلسطينية، يأتي اعتقال الشيخ عبد العظيم سلهب ونائبه الشيخ ناجح بكيرات، بذريعة مشاركتهما في إعادة افتتاح مبنى، ومُصلى باب الرحمة-إلى جانب آلاف المصلين- داخل المسجد الأقصى المبارك الجمعة الماضية، بعد إغلاق استمر 16 عامًا من قِبل سلطات الاحتلال.
ويشار إلى أن تلك القوات شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة "فتح" بعد التطورات الحاصلة في الأقصى المبارك.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت كريم البرغوثي، ونجله مراد من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، كما سلمت الشاب محمود عزيز الريماوي تبليغاً لمراجعة مخابراتها، واقتحمت قرية النبي صالح شمال غرب رام الله.
كذلك تم اعتقال الفتى محمد أشرف عيسى البالغ من العمر 17 عامًا، والفتى صامد محمود صلاح 17 عامًا أيضًا وهو -نجل الشهيد محمود صلاح- من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، والشاب حمزة أبو يابس من قرية حوسان غرب بيت لحم، واعتقلت الشاب مصطفى درويش الحاج حسن البالغ من العُمر22 عامًا من منزله في مدينة قلقيلية.
كما أطلقت طلقت القوات طائرة تصوير في أجواء المنطقة الواقعة بين مخيم الدهيشة وقرية أرطاس جنوب غرب بيت لحم.
أما عندما حلّ الصباح، اعتقلت قوات الاحتلال اعتقلت الفتيين نور عجلوني، وحسن عياد من أمام باب العامود في مدينة القدس المحتلة، بعد الاعتداء عليهما بالضرب المبرح، ووفقًا لمصادر محلية فلسطينية، فقد اقتادت قوات الاحتلال الفتيين إلى مراكز التحقيق الخاصة بها.
ماذا يريد جيش الاحتلال؟
قال نائب محافظ القدس عبد الله صيام إن هدف الاحتلال من حملة الاعتقالات في القدس التي طالت رموزا دينية ووطنية وشعبية هو كسر إرادة المقدسيين للتكمن من تمرير مخططاته الكارثية بالقدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا.
وتوقّع صيام في حديث لـ«إذاعة صوت فلسطين» أن تتوسع حملة الاعتقالات لتطال أعدادًا أخرى من قيادات القدس في خضم الهبة الجديدة التي يخوضها المقدسيون وعنوانها " باب الرحمة والمسجد الأقصى".
وأوضح صيام أن الاحتلال يلعب بالخطوط الحمراء التي ستنتقل إلى كل المناطق بالضفة ويتحمل مسؤولية ما ستؤول إليه الأمور في القدس والمسجد الأقصى.
من جهته، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، إن اعتقال سلهب وبكيرات، يعبر عن الفشل والأزمة التي يعيشها الاحتلال بعد النجاح الذي حققه المقدسيون والأوقاف بفتح أبواب مصلى باب الرحمة الذي كان مغلقا منذ العام 2003
وطالب ادعيس أبناء الشعب الفلسطيني بشد الرحال للمسجد الأقصى لدعم إخوانهم المقدسيين في وقوفهم في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها.
بدوره، اعتبر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية عبد الناصر أبو البصل، اعتقال مسؤولين في المسجد الأقصى "تصعيد خطير وغير مقبول، ولعب بالنار".
وأدان الوزير الأردني في تصريحات صحفية له، اعتقال رئيس مجلس الأوقاف ونائب مدير عام أوقاف القدس، محذّرا من تبعاتها، كون ذلك يمس بالدور الأردني في رعاية المقدسات الإسلامية في القدس، ولعب بالنار في هذه الظروف العصيبة"، مطالبا بسرعة الإفراج عنهما.
كذلك أكّدت حركة "فتح" أن ما تقوم به إسرائيل في القدس وباحات المسجد الأقصى، جرائم حرب حقيقية، وأعلى درجات الارهاب المنظم، الذي تمارسة عصابات الاحتلال الإسرائيلية، وإعلان حرب دينية، ستحرق الأخضر واليابس في المنطقة برمتها، وأن استمرار العبث الإسرائيلي بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتحديدًا المسجد الأقصى المبارك، هو اعتداء وتلاعب واستفزاز لمشاعر المسلمين والمسيحيين في العالم أجمع.