رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«القضية الفلسطينية.. والتهدئة في اليمن» القمة العربية الأوروبية تفتح آفاقًا جديدة.. و«خبراء»: أوروبا الشرقية ستفتح قريبًا

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم مؤتمر القمة العربي الأوروبي الأول، بحضور 50 رئيس جمهورية ورئيس وزراء، وممثلي حكومات؛ لمناقشة قضايا الهجرة الغير شرعية، والإرهاب، والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية والأوروبية، و«الزمان» استطلعت أراء عددًا من الخبراء حول أهمية المؤتمر.

القمة تدفع إيران للتهدئة مع اليمن

أكد اللواء سامح أبو هشيمة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن القمة العربية الأوربية المنعقده حاليًا بشرم الشيخ، ستؤدي إلى تحفيف التوتر في اليمن، حيث ترتبط ايران بعلاقات قوية مع الاتحاد الأوربي الذي يساندها بقوة في مواجهتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بشان الاتفاق النووي.

أضاف «أبو هشيمة» لـ«الزمان» أن الدول الأوربية قادرة على إقناع إيران بخفض دعمها للمليشيات الحوثية التي تحارب الحكومة  الشرعية منذ أحداث الربيع العربي 2011، مما سينتج عنه تراجع حدة المواجهة بينهما، لافتًا إلى أهمية الاستقرار في اليمن باعتباره المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وقناة السويس، التي تتأثر بأي اضطرابات يتعرض لها خليج العقبة.

 أشار الخبير العسكري، إلى أن تخوف الدول الأوربية من انتقال عناصر تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية التي المتواجدة على الأراضي الليبية إلى أوروبا، ولهذا تسعى لإيجاد تسوية للأزمة بما يضمن لها وقف الهجرة غير الشرعية إليها، مؤكدًا أن ليبيا تمثل معبرًا رئيسيًا للهجرة الغير شرعية من أفريقيا إلى أوروبا، وأن كثرة عددهم سيؤثر بصورة مباشرة على اقتصاديات فرنسا وإيطاليا وإسبانيا المطلة على البحر المتوسط مما سيضطرهم إلى توجيه جزء من دخلهم القومي لمحاربتها بدلًا من استثماره في تنمية بلادهم.

واختتم: «أهمية حل الأزمة الليبية لتخفيف العبء عن القوات المسلحة المصرية التي تحمي حدودنا مع ليبيا بطول نحو 1025 كيلو، ومع السودان بطول نحو 1000كيلو متر، واستمرار الاضطرابات بكلا البلدين سيؤدي إلى تهريب السلاح لمصر، وانتقال العناصر الارهابية اليها، مما يؤثر على الاستقرار الأمن والاقتصادي للبلاد».

«مدين»: تفتح باب جديد للاستثمار في مصر  

من جانبه، أكد اللواء أحمد مدين عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن انعقاد القمة العربية الأوروبية الآن على أرض شرم الشيخ، دعاية مجانية للاقتصاد المصري، ودعوة لدول العالم كي ترى التغيرات التي تشهدها مصر في بنيتها الأساسية.

أضاف «مدين» لـ«الزمان» أن القانون المصري الجديد يؤكد على حق الاستثمار الآمن للمستثمر الأجنبي، بما لا يسمح للحكومة المصرية بتأميم أي مشروعات أجنبية على أرضها، على غرار ما قام به الرئيس جمال عبد الناصر عام 1956 عندما أقدم عل تأميم شركة الملاحة العالمية لقناة السويس، رغم وجود اتفاقيات دولية لإدارتها بواسطة شركات فرنسية وبريطانية.

وتابع: «القانون الجديد يسمح للمستثمر بتحويل استثماراته للخارج في أي وقت بشرط التزامه بتشغيل عمالة مصرية، ودفع الضرائب باعتبارها حق أصيل للدولة، والقمة ستبعث برسالة طمأنه للعالم بوجود استقرار سياسي وأمني في مصر بصورة تشجع المستثمرين علي تحويل جانب من استثماراتهم إليها».

وأشار عضو لجنة الأمن القومي، إلى أن القمة ستعطي دفعة قوية للسياحة التي تساهم بنحو 18 مليار دولار سنويًا في الدخل القومي، وتعاني حاليًا نوعًا من الركود نتيجة الحملات الدعائية التي تروج إلى عدم وجود آمن في مصر، لافتا إلى أن هبوط طائرات زعماء أوروبا مباشرة في مطار شرم الشيخ بعطي للعالم رسالة واضحة وعملية بتمتع مصر بالأمن والاستقرار.

باب تعاون مع أوروبا الشرقية

قال الدكتور مدحت عنيبر أستاذ الاقتصاد بمركز البحوث الزراعية، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رؤساء أوروبا الشرقية، وفي مقدمتهم أكلاوس يوهانيس رئيس جمهورية رومانيا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، على هامش مؤتمر القمة بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية الذي يتنلق فعالياته غدًا بشرم الشيخ، يصب في صالح العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأضاف «عنيبر» لـ«الزمان» أن رومانيا دولة منتجة للصناعات الثقيلة، خاصة الجرارات والمعدات الزراعية، التي تتميز بالكفاءة العالية ورخص الثمن مقارنة بنظيرتها الأوروبية، لافتًا إلى أن إمكانية تعاونها مع مصر في تصنيع تلك المعدات محليًا.

وتابع: «التعاون مع رومانيا يفتح الباب أمام الصادرات المصرية وخاصة الزراعية إلى أسواق أوروبا الشرقية، التي لا تضع نفس الشروط القاسية التي تضعها دول غرب أوربا للاستيراد من مصر».

واقترح استاذ الاقتصاد، أن تعود مصر إلى التعامل مع دولأوروبا الشرقية بأسلوب المقايضة الذي كان يتم طوال عقد الستينات قبل انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، بحيث نستورد معدات مقابل سلع غذائية مثل البطاطس والموالح والفاصوليا والبصل التي تمثل أهم صادراتنا الزراعية.

ولفت الدكتور عنيبر، إلى أن التنسيق مع رومانيا باعتبارها رئيس الاتحاد الأوروبي لهذه الدورة يدعم موقف مصر سياسيًا واقتصاديًا في المحافل الدولية، مشيرًا إلى أهمية القمة في دعم السياحة، بعد انقطاع رحلات الطيران المنتظمة من وإلى كثير من مطارات مصر.

وقال استاذ الاقتصاد، إن بريطانيا إعادت رحلات طيرانها إلى الغردقة ولكنها لازالت ترفض السماح لطائراتها بالهبوط في مطار شرم الشيخ، لافتا إلى أن استقبال هذا المطار جميع رؤساء وحكومات الدول المشاركة في المؤتمر بما في ذلك  تيرزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا نفسها مما سيفتح الباب إمام عودة الطائرات البريطانية والروسية للهبوط المباشر بالمطار.