رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الحرب الكورية.. استمرت ثلاث سنوات وسقط فيها 2.5 مليون إنسان

الحرب الكورية
الحرب الكورية

أصدر المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي، أمس الأثنين، بيانًا، أوضح فيه، "أن الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، ربما تتفقان على إنهاء الحرب الكورية التي داربت بين عامي 1950، و1953م، خلال القمة القادمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون".

وتشهد العلاقات الأمريكية_الكورية، تطورًا ملحوظًا خلال الأشهر الماضية، بعد عقود طويلة من توتر العلاقات بين البلدين، ومثلت القمة التي جمعت بين الرئيسيين في 2018 دليلًا واضحًا على ذلك.

وفيما يخص قرار إيقاف الحرب التي نوهت عنها كوريا الجنوبية أمس، فتعود وقائعها إلى مابعد نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م، وتقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى جزئين شمالي وجنوبي، وبدء النزاع بين الجانبيين الذي استمر ثلاثة سنوات، خلفت على إثرها 2.5 مليون شخص بحسب ما ذكرته "الموسوعة البريطانية".

الاحتلال الثلاثي

قبل الحديث عن الحرب الكورية، علينا النظر إلى جذور المسألة التي بدأت مع نهاية الحرب العالمية الثانية واستسلام الإمبراطورية اليابانية في 1945م، وهو نفس العام الذي انتهى فيه الوجود الياباني لشبه الجزيرة الكورية بعد 35 عامًا من الاحتلال.

لم تكن شبه الجزيرة الكورية حينها منقسمة إلى دولتين كما نعرفها اليوم، ولكن ما حدث في تلك السنة وما بعدها، كان سببًا في هذا الانقسام.

 فبعد نهاية الحرب، وانتصار الحلفاء على دول المحور، أصبح بإمكان الولايات المتحدة وروسيا التصرف في الأراضي التي وقعت تحت الحكم الياباني، ومن بينها كوريا.

الحرب الأهلية

بشكل ظاهري، استقرت الأمور في كوريا المحتلة، وأصدر الجزء الجنوبي الدستور في 1948م، وتولى لي سونغ مان رئاسة البلاد، فيما أصبح كيم إيل سونغ، رئيسًا لكوريا الشمالية في العام ذاته.

بعد ذلك سحب كلا من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، قواتهم من كوريا لكن الفرقة كان قد عرفت طريقها إلى الشعب الكوري الذي أصبح منقسمًا على ذاته بين النظامين الرأس مالي و الشيوعي.

 وفي إطار سعي كل من الزعيميين الكوريين، الشمالي والجنوبي، في حكم شبه الجزيرة  بالكامل، دار الصراع الذي تمخضت عنه الحرب الأهلية الكورية التي تغيرت معها تاريخ شبه الجزيرة.

بوادر الصراع بين الجانبيين، بدأت من الجزء الشمالي، ففي أوائل عام 1948م، طالب رئيس كوريا الشمالية، كيم إيل سونغ، الدعم من الزعيم الشيوعي جوزيف ستالين، لتوحيد البلاد، إلا أن الأخير لم يستجب بسبب انشغاله بالصين، وخوفًا من التدخل الأمريكي.

لكن الزعيم السوفييتي تراجع عن رفضه، عندما وجد عدم اهتمام كاف من الولايات المتحدة بما يجري في هذا الجزء من العالم، ومحاولتها لفرض السيطرة ضد الشيوعية تمامًا مثل موقفها من الصين.

وتمكن الجزء الشمالي من الجزيرة بقيادة سونغ، من الحصول على الدعم والتسليح السوفييتي، وفي الـ25 من يونيو 1950 هاجمت كوريا الشمالية الجزء الجنوبي مقتحمة خط العرض 38 الذي أصبح بمثابة الحد الفاصل بين جزئي شبه الجزيرة الشمالي والجنوبي.

في تلك الأثناء تدخلت الولايات لمساعدة الجيش الجنوبي، ولكن باعتباره حربًا ضد الشيوعية وتصاعدها في العالم، لكنها لجأت للأمم المتحدة، حتى تتخذ شرعية دولية في تواجدها بالمنطقة الجنوبية، إضافة إلى تجنب صدام مستقبلي مع السوفييت.

وشمل مشروع قرار 82 حصلت عليه الولايات المتحدة من الأمم، ضرورة إنهاء العمليات العدائية في الجنوب وانسحاب كوريا الشمالية إلى خط عرض 38، إضافة إلى انهاء تشكيل لجنة للأمم المتحدة في كوريا لمراقبة الأوضاع هناك وإبلاغ مجلس الأمن، وضرورة مساندة جميع الأعضاء الامتناع عن مساعدة كوريا الشمالية.

نتاج الحرب

بلغ عدد القتلى أكثر من 2.5 مليون إنسان، معظمهم من مدنيي الكوريتين، من بينهم نحو 40 ألف عسكري أميركي، فيما أصيب أكثر من مائة ألف عسكري أميركي.

ولم يتم التوصل إلى وقف للحرب، بل وقع المتحاربون على هدنة، في يوليو 1953، سمحت للأسرى الكوريين الشماليين والصينيين بالعودة إلى بلدانهم، كما منحت كوريا الجنوبية مساحة أراض إضافية، تبلغ مساحتها 1500 ميل مربع، قرب خط العرض 38.

ونصت الهدنة على تحديد "منطقة منزوعة السلاح"، يبلغ عرضها نحو ميلين، لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.