رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

حظر «حزب الله» اللبناني.. ترحيب عالمي وسط غضب سوري وإيراني

حزب الله
حزب الله

الخميس الماضي، صادق مجلس اللوردان البريطاني، لصالح مشروع قرار، حظر الجناح السياسي لمليشيات حزب الله اللبناني، بصفته جماعة إرهابية.

بعد 11 عشر عامًا، من حظر الجناح العسكري لحزب الله اللبناني، التابع لإيران، صادق مجلس اللوردات البريطاني، الخميس 28 فبراير الماضي، لصالح مشروع قرار بتصنيف الجناح السياسي للحزب كجماعة إرهابية.

وقال ساجد جاويش، الوزير البريطاني، وصاحب مشروع القانون للحظر، إن "ميليشيات حزب الله مستمرة في محاولات زعزعة الاستقرار في الوضع الهش أصلا في الشرق الأوسط".

 وأضاف: "لم نعد قادرين على التمييز بين جناحها العسكري المحظور بالفعل، والحزب السياسي الذي يمثله. نتيجة لذلك، اتخذت قرار حظر الحزب بمجمله".

وفقًا لهذا القرار، يصبح حزب الله اللبناني، بكافة فروعة منظمة إرهابية، يواجه المنضمين له أو الداعمين والمروجين له، بالسجن لمدة تزيد عن 10 سنوات وفقًا للقانون البريطاني.

ولاقى هذا القرار تريحيبًا واسعًا في العديد من دول العالم شرقًا وغربًا، ليصبح هذا القرار خطوة جديدة في التضيق العالمي على إيران وأتباعها في كل مكان، بعد الانسحاب الأمريكي من المشروع النووي، وفرض العقوبات الاقتصادية على طهران.

تجاهل الشعب اللبناني

في أول رد لها على القرار، اعتبرت إيران أن بريطانها بإدراجها الحزب على لائحة الإرهاب تجاهلت قسمًا كبيرًا من الشعب اللبناني.

وأوضحت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان لها، أن الحزب يتمتع بقاعدة شعبية واجتماعية واسعة في لبنان، ويشارك كافة الأحزاب في الانتخابات والانشطة السياسية والقانونية.

وأكد البيان، أن إجراء بريطانيا، الذي وصفته بـ"الخاطيء"، غير قادر على تهميش دور ومكانة حزب الله في لبنان، لأنه قوة مشروعة وقانونية ومؤثرة لايشوبها الريب في الاستقرار السياسي في بيروت.

وتولى حزب الله، 3 حقائب وزراية في الحكومة اللبنانية الجديدة، المعلن تشكيلها في نهاية يناير الماضي.

هم محمد فنيش وزيرا للشباب والرياضة، ومحمود قماطي وزيرا للدولة لشؤون مجلس النواب، فيما تقلد جميل صبحي جبق وزارة الصحة، وحصلت حركة "أمل" التي يتزعمها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، والمتحالفة مع "حزب الله" على 3 حقائب أيضا أهمها وزارة المالية.

اليمن ترحب وسوريا تعترض

رحب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بقرار بريطانيا لحظر الجناح السياسي، لحزب الله اللبناني، التابع لإيران، وتصنيفه كجماعة إرهابية.

وأشاد هادي، خلال لقائه وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، بجهود بريطانيا التي وصفها بالحميدة، ومساعيها الدؤوبة للدفع نحو السلام والاستقرار، وثمن قرار الحظر، وتأكيده أن حزب الله دعم المليشيات الانقلابية".

وكان رد الفعل السوري، مخالفًا، إذ أدانت الحكومة السورية القرار البريطاني، واعتبرته يشكل دليلًا على العداء التاريخي المستحكم لبريطانيا ضد الأمة العربية.

واعتبرت الخارجية السورية، أن "بريطانيا "عرابة" تقسيم الوطن العربي، من خلال اتفاقية سايكس بيكو، وصاحبة وعد بلفور المشؤوم الذي أعدى إلى اغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة وتشريد الملايين من الشعب الفلسطيني".

وأضافت الخارجية السورية، "بريطانيا كانت دائمًا شريكًا أساسيًا لكل أشكال العدوان، التي تعرضت لها الأمة العربية، بداية من العدوان الثلاثي على مصر وآخرها العدوان الثلاثي الغربي على سوريا في 2018".

واتهم البيان، بريطانيا، بدعمها للمنظمات الإرهابية، وأنها "تقدم الدعم لهم من أجل خدمة الأجندة الاسرائيلية المعادية للأمة العربية، معتبرًا حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد المحتل الاسرائيلي في المنطقة".

خطوة مهمة

اعتبرت المملكة العربية السعودية، تصنيف حزب الله اللبناني الموالي لإيران، كمنظمة ارهابية من قبل بريطانيا، هو "خطوة مهمة لمكافحة الإرهاب وتمويله على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وقال اللواء بسام عطية، المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة، "إن المملكة ترحب بعزم بريطانيا تصنيف ميليشيات ما يسمى بحزب الله كمنظمة إرهابية بجناحيها السياسي والعسكري".

وأضاف المتحدث أنه "تؤكد المملكة العربية السعودية بأن هذا القرار الصادر من المملكة المتحدة يعد خطوة مهمة في جهود مكافحة الإرهاب وتمويله على الصعيدين الإقليمي والدولي، لما يمثله هذا الحزب من مخاطر حقيقية وتهديدات واضحة على الأمن والسلم الدوليين".

وأعربت السعودية عن تقديرها لجهود المملكة المتحدة في اتخاذ هذا القرار الاستراتيجي، الذي "يعكس حرصها الشديد على محاربة الإرهاب بكل أشكاله والتصدي للجماعات الإرهابية والأيدولوجيات المتطرفة".

كما رحبت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في البحرين، بقرار حظر حزب الله اللبناني، معتبرة إياه تأكيد على المواقف التي اتخذتها "المليشيات" والتي شكلت تهديدات واضحة على الأمن والسلم الدوليين".

وقال الموقع الرسمي للخارجية البحرينية، على تويتر "إن هذا القرار يعد خطوة مهمة في جهود مكافحة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، لما يمثله هذا الحزب من مخاطر حقيقية وتهديدات واضحة على الأمن والسلم الدوليين".

ترحيب اسرائيلي ومباركة أمريكية

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة الأمريكية تبارك القرار البريطاني بشأن "حزب الله" اللبناني".

وكتب بومبيو على "تويتر": "هذه المجموعة الإرهابية، التي ترعاها إيران، يداها ملطخة بالدماء الأمريكية، وتواصل التدبير لهجمات في الشرق الأوسط"، مضيفا: "الجهود الأوروبية والعالمية لمواجهة إيران في نمو مستمر".

ومن جانبه دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الدول الأوروبية، للانضمام إلى القرار البريطاني، وتصنيف حزب الله اللبناني بكل أجنحته كتنظيم إرهابي.

وقال نتنياهو، في تصريحات في مستهل جلسة حكومة اليوم الأحد: "حدث شيء هام آخر دبلوماسيا وأمنيا الأسبوع الماضي وهو قرار بريطانيا بتصنيف حزب الله كتنظيم إرهابي".

وأضاف: "هذا قرار مهم لأن حزب الله يمارس الإرهاب بحد ذاته وهو يشكل أيضا ذراعا إرهابيا رئيسيا في خدمة إيران".

وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي "أدعو دولا أخرى في أوروبا، أولا في أوروبا ولكن أيضا في باقي أنحاء العالم، إلى الانضمام إلى هذه الخطوة البريطانية المهمة".