رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

المخدرات وغياب دور الدين.. تعرف على آراء الخبراء في جريمة قتل «أطفال المرج»

انتشرت في الآونة الأخيرة، جرائم قتل الآباء لأبنائهم، فبين الحين والآخر يشهد الشارع المصري جريمة جديدة من هذا النوع آخرها قتل ثلاثة أطفال بالمرج، والقران الكريم حدد كيفية اعتناء الوالدين بأولادهم في آيات بيّنات، منها قول الله عز وجل «وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ»، وقوله تعالى «وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».

وفي هذا الإطار  يستعرض «الزمان» آراء عددا من الخبراء، حول الأسباب التي تجعل الآباء والأمهات يقتلون فلذات أكبادهم، وما هي الأسباب التي غيرت سلوكيات المجتمع المصري.

المخدرات وراء انتشار جرائم قتل الأبناء

قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن كل تلك الجرائم التي ترتكب في حق الأبناء لا يقدم عليها شخص سوى متعاطي المخدرات، وزيادة عدد المتعاطين للمخدرات تزيد من نسبة الجرائم، حيث أن المتعاطي للمخدرات ليس لديه إدراك لأفعاله، فعقله مغيّب نتيجة سيطرة المواد المخدرة عليه.

وأضاف نور الدين لـ"الزمان"، أن جرائم قتل الأبناء لا يسأل عنها جهاز الأمن بالدولة، لأنها جرائم خارج التوقعات والتصنيف، وأن الدور السلبي للفن والدراما في ترسيخ العنف والعدوانية في العلاقات، من خلال تقديم الشخصيات غير السوية بصورة ملفتة، تخدع الشباب وتصورهم كأبطال، ولا نستبعد وجود أجندة لتمويل تلك المسلسلات والأفلام الهابطة لتفكيك الحياة الاجتماعية لدى الشعب المصري.

وتابع "المدمن يستهين بسلوك الجريمة ولا يًقدّر حجم الكارثة التي يقوم بفعلها، لأن العقل مغيّب بسبب المخدرات وأن حوالي 90% من الجرائم التي تحدث يتعاطى مُرتكبوها أنواعًا مختلفة من المخدرات".

وأكد الخبير الأمني، أنه على الإعلام والفن دورا كبيرا، في الحد من الجرائم القتل البشعة التي نستيقظ عليها كل يوم بجميع أنحاء الجمهورية.

غياب دور المسجد والكنيسة في التوعية

قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن جرائم قتل الأبناء والآباء موجودة في جميع أنحاء العالم، ولا تعتبر ظاهرة، كل حالة لها ظروفها الخاصة، ولكن السوشيال ميديا وانتشار وسائل الإعلام هي من تقوم بتضخيم الحدث، مشيرا إلى تختلف كل جريمة عن غيرها من حيث العنصر البشري فيها.

وأضاف "قناوي" في تصريح خاص لـ"الزمان"، أن الاسباب الجوهرية التي تؤدي إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة، عدم الوعي الكامل من ناحية الوالدين، متابعًا "جواز البنت صغيرة أو الولد صغير مش بيعرف يدير أموره ومش عارف يعني إيه زواج، والناحية الدينية وعدم توافر الدور القاطع للمسجد والكنيسة في التوعية ونشر الثقافة الفكرية والتعليم الصحيحة بين الناس".

وتابع "كثرة مشاهدة العنف والمخدرات في الأفلام والمسلسلات، التي أصبحنا نشاهدها في الدرامة المصرية، والتي لا تحتوى على أي محتوى جيد يصلح أن يشاهده الشباب والمراهقون، هي من جعلت الشباب يلجأون إلى ارتكاب الجرائم".

يجب إعدام القتلة

قال المحامي والحقوقي أيمن محفوظ، إن السنوات القليلة الماضية تلقى الشعب المصري أخبارا عن جرائم كانت غير متصورة، مثل قتل الأبناء وهي جريمة ضد الطبيعة الإنسانية، ومن خلال أسباب واهية مثل الخوف عليهم من الفقر أو للشك في أنسابهم يقوم الآباء بالتخلص من أبنائهم.

وأضاف "محفوظ"، في تصريح خاص لـ"الزمان" أن الفطرة السليمة التي أوجدها الله في النفس البشرية، تجعل الجميع يتجهَ نحو العطف على الأطفال لكن انقلبت الآية وأصبح مصدر الأمان هو نفسه مصدر الخوف.

وأوضح أن هؤلاء المجرمين الذين يقدمون على قتل الأطفال، هم أشخاص انعدمت عندهم الرحمة وتأتي جريمة المرج في أبشع تلك الصور، وأن يدفع الغيرة والحقد بدفع زوجة الأب لإقناع الأب بإجبار الأم على إغراق أطفالها، ثم قتل طفلها حديث الولادة، وبمنتهى الفجر اللا أخلاقي يقومون بتصوير تلك الجريمة، هم أناس قد نزع الله الرحمة من قلوبهم والآراء، التي تنادي بعقوبة مخففة على الأم هي آراء باطلة والأم تستخق الإعدام قبل الجميع لإنها فاعلة أصلية في الجريمة.

وتابع "لا يمكن للأم الاعتذار بأنها كانت في وضع إكراه هو رأي غير سديد لأنها كان عليها أن تقاتل لحماية أبنائها لا أن تساعد المجرمين على قتلهم، وأن فقأهم عيناها لهو جزاء سماوي لها على ارتكاب تلك الجريمة التي فقدت معها كل الإنسانية، والإعدام هو مصير منتظر للقتلة المجرمين".

موضوعات متعلقة