رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

على نهج قريش.. الذئاب المنفردة تسطو على بيوت الله في مواقيت الصلاة

يشترك أعداء الإسلام، دائما في اختيارهم لتوقيت الصلاة من أجل توجيه ضرباتهم الغادرة، بداية من قوات الاحتلال في آسيا وحتى المتطرفين والمتعصبين بأوروبا، ومع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم، أصبح الإرهابيين ينتهجون مبدأ كفار قريش ببذل جهودهم للتنغيص على المسلمين فرحتهم.

"مسجد الروضة.. فيرجينيا.. شارع دينيز وشارع ليووند في نيوزلندا.. كانون ستريت"، تلك كانت أسماء أبرز المساجد التي شهدت أقسى الهجمات الإرهابية، تجاه المسلمين.

مسجد الروضة

استهدف هجوم مسلح، يوم الجمعة الموافق 24 نوفمبر 2017م، مسجداً يقع بقرية الروضة، والتي تبعد عن العريش مسافة 50 كم، وتبعد عن بئر العبد قرابة 40 كم بمحافظة شمال سيناء، وأسفر عن سقوط 305 قتيلا و128 مصابا، ويمثل هذا الهجوم أكثر الحوادث الإرهابية دموية في تاريخ مصر.

وانفجرت في البداية عبوتان ناسفتان داخل المسجد، ثم استهدفت المجموعة المهاجمة بعد ذلك المصلين من خلال قذائف صاروخية من نوع آر بي جي، وعندما فر باقي المصلين خارج المسجد، قامت الجماعة باستهدافهم مجددا لكن هذه المرة باستعمال رشاشات وبنادق آلية من أعيرة مختلفة.

وأفاد بيان أصدره النائب العام، المستشار نبيل صادق في 25 نوفمبر 2017، بأن الحادث أسفر عن استشهاد 305 بينهم 27 طفلًا وإصابة 128 آخرين.

كما أعلنت رئاسة الجمهورية، حالة الحداد 3 أيام على شهداء الحادث الإرهابي، واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي باللجنة الأمنية المصغرة لبحث تداعيات الحادث وتضم اللجنة وزيري الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات العامة ورئيس المخابرات الحربية.

وفي ذات اليوم، ألقى السيسي، كلمة أكد فيها أن مصر تواجه الإرهاب بالنيابة عن المنطقة والعالم بأكمله، مضيفا أن القوات المسلحة والشرطة المدنية ستثأران للقتلى، وتعيدان الأمن والاستقرار.

 وقررت الحكومة صرف تعويض مادي قدره 200 ألف جنيها لأسرة كل شهيد، و50 ألف جنيها لكل مصاب.


مسجد "فيرجينيا"

وقبل أن يقع حادث "الروضة"، بأشهر عثرت شرطة ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، مساء يوم الأحد الموافق 18 من يونيو 2017م، على جثة الفتاة "نبرة حسنين أبو راس"، التي تنحدر من النوبة ملقاة بالقرب من بحيرة راكدة، بعدما تعرضت لاعتداء من أحد الأشخاص أثناء سيرها مع صديقاتها عقب أدائهن صلاة التراويح في مسجد بمدينة ستارلنج.

وقال المسؤول عن المسجد، حينها، إن نبرة، كانت تسير مع مجموعة من 4 أو 5 فتيات بعد خروجهن من المسجد، عندما فوجئن بشخص يسب ويشتم، فهربن خوفًا عائدات إلى المسجد، بينما سقطت "نبرة" في يده، بعد وقوعها على الأرض لتتلقى منه عدة ضربات على رأسها بـ"مضرب بيسبول".

ولم تتمكن صديقاتها من العثور عليها بعد ذلك، وقال المسجد في بيان إن سلطات مقاطعة فيرفاكس بولاية فيرجينيا، بدأت على الفور بحثًا موسعًا لتحديد مكان الفتاة المفقودة، بينما استمرت الشرطة في البحث عنها في مقاطعتي "فيرفاكس" و"لودون"، حتى عثرت الشرطة على القاتل بعدما ارتابت في تصرفاته.

وقالت الشرطة: "أثناء البحث عن الفتاة ارتبنا في سيارة تسير بشكل غريب، وطلبنا من السائق التوقف ثم احتجزناه وتبين أنه يدعى داروين مارتينيز توريس، 22 عامًا، تم توجيه تهمة القتل له بعدما وجدنا آثار دم في سيارته"، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
جدير بالذكر أن نبرة حسنين أبو راس، هي ابنة عم الشهيد محمد عبده أبو راس، الذي لقى حتفه في الهجوم الغاشم بأحد المساجد في نيوزلندا.


مسجدي "نيوزلندا"
 

على نهج "PUPG"، أشعل اليميني المتطرف "برينتون تارنت" -أسترالي الجنسية-، مجزرة جماعية للمصلين المسلمين  بمسجد النور الواقع وسط مدينة "كرايست تشارش" في نيوزلندا، وذلك إبان تأديتهم صلاة الجمعة.

وظهر "تارنت"، في فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، على صفحته الشخصية، بواسطة البث المباشر وعلى أنغام الموسيقى، أطلق رصاصته القوية بسرعة قصوى على المصلين بالمسجد دون أي رحمة.

ولم يكتفي بهذا، فبعد أن أنهى مهمته انتقل لإطلاق النار بشراهة داخل مسجد "لينوود"، مما أدى إلى مقتل 51 شخصا.

ووصفت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، الحادثة باليوم الأسود، في تاريخ البلاد وقالت إن منفذ الجريمة هو إرهابي من اليمين المتطرف وعنيف على حد تعبيرها.

وكانت الشرطة النيوزيلندية، قد طلبت من جميع المساجد غلق أبوابها الجمعة بعد حادث إطلاق النار الذي أدى لسقوط العشرات من القتلى.

كما أعلنت الشرطة، احتجاز ثلاثة رجال وامرأة، والعثور على متفجرات إثر إطلاق نار الذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وقال مفوض شرطة نيوزيلندا "مايك بوش": "هناك أربعة أشخاص محتجزون. ثلاثة رجال وامرأة، ووردتنا عدة بلاغات عن وجود عبوات ناسفة بدائية الصنع مثبتة في مركبات وتمكنا من إبطال مفعولها".


مسجد "كانون ستريت"


 بعد سويعات من مجزرة مسجدي نيوزلندا، انتشر مقطع فيديو صادم، يوثق لحظة الاعتداء على رجل من جانب 3 أشخاص خارج أحد مساجد العاصمة البريطانية لندن، أمس.

حيث وقف 3 أشخاص، أمام المسجد بشارع كانون ستريت، وصرخوا بألفاظ مسيئة للإسلام قبل أن يهاجموا أحد المصلين الخارجين من المسجد بمطرقة على رأسه.

وتلقت بعدها الشرطة بلاغًا بوقوع هجوم، إلا أن منفذي الهجوم لاذوا بالفرار واستقلوا سيارة سوداء قبل وصول قوات الأمن، بينما يظهر في مقطع الفيديو أحدهم وهو يقفز أمام السيارة وهي تتحرك بسرعة عالية.

وقال متحدث باسم شرطة لندن: "عاد المشتبه بهم إلى سيارتهم وغادروا المكان قبل وصول الشرطة، كما تم استدعاء الضباط إلى المكان في حوالي الساعة الواحدة بعد ظهر يوم الجمعة"، وفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية. 

وأضاف المتحدث أن التحقيقات جارية لتتبع هذه السيارة، مشيرا إلى أن جميع المشتبه بهم في الاعتداء أنهم رجال بيض، ويُعتقد أنهم تتراوح أعمارهم بين العشرينات من العمر. 

وأكد أن الضحية أصيب في رأسه، ولم يكن يعتقد أن جرحه خطير. 

وفي أعقاب الهجوم النيوزيلندي، صعد ضباط الشرطة في المملكة المتحدة، دورياتهم حول المساجد يوم أمس، وتم نشر ضباط الأمن لتوفير الطمأنينة إقامة المسلمين شعائر صلاة الجمعة في جميع أنحاء البلاد.