رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

السيسي يرسم مستقبل الشباب الأفريقي والعربي

5 مكاسب تحصدها مصر من ملتقى أسوان

تأكيد عُمقها القارى.. وانتمائها لمحيطها العربى

عالجت آثار الاستعمار الأليم.. وكسرت الحواجز والفجوات

فرصة جيدة للترويج للسياحة.. وجذب المزيد من الاستثمارات.. وفتح أسواق جديدة

أُسدل الستار على فعاليات مُلتقى الشباب الأفريقى والعربى، الذى احتضنته مدينة أسوان، ساحرة الجنوب، عاصمة الشباب الأفريقى، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبحضور أكثر من 1500 شاب من مختلف الجنسيات الأفريقية والعربية، والذى حقق نجاحا كبيرا وحصد العديد من المكاسب والنتائج، التى فاقت المكاسب التى كانت محددة سلفًا، عند التخطيط لتدشينه.

ويأتى هذا الملقتى، الذى يُعد الأول من نوعه، تنفيذًا للتوصيات الصادرة عن منتدى شباب العالم، الذى استضافته مدينة شرم الشيخ، فى نوفمبر الماضى، كما أنه يأتى بعد أسابيع قليلة من تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى، فى رسالة واضحة، بأن مصر تضع عيناها وتنصب اهتمامها على شباب القارة، الذى عانى كثيرًا من ثلاثية الإهمال والتهميش والتخلف، فى تحقيق خطط التنمية التى تتطلع إلى تحقيقيها وتنشدها لشعوب القارة.

وخلال ثلاثة أيام، استمعت مصر جيدًا لكل ما يدور فى عقل وبال شباب القارة السمراء وأشقائهم من الشباب العرب، وأنصتت جيدًا لهمومهم وآلامهم وأوجاعهم، فهى المرة الوحيدة، التى يتاح لهم القدر، أن يبوحوا للعالم على عما يدور فى خلدهم، بعد أن أغلق الاستعمار الطريق أمام أجدادهم فى الماضى، ووقف التخلف والفقر، عائقًا أمام آبائهم، وتابعت مصر أحلام وتطلعات هؤلاء الشباب، وشاركتهم فى العديد من القضايا والملفات التى تمس المنطقة، والتحديات التى تواجه القارة.

غير أن واحدًا من أهم المكاسب التى نجحت القيادة السياسية فى تحقيقها، هو أنها أكدت بلاشك أنها تستحق العودة إلى حضنها الأفريقى، بعد غياب دام عقود، ورسخت من حقيقة ثابتة لا تقبل الجدال، فى انتمائها إلى محيطها العربى، التى حاولت دول إقليمية ودولية أن تسلخ هذا الانتماء، استغلالًا للظروف والأوضاع التى عاشتها مصر طوال السنوات الستة الماضية.

ونجحت مصر فى كسر الحواجز والقيود والفجوات التى كانت موجودة بين الشباب فى أفريقيا والدول العربية، وفرصة نادرة لتبادل الخبرات ووجهات النظر والرؤى، ونقل الخبرات بين الشباب العربى والأفريقى، وأصبح الجميع أمام هدف واحد، هو تحقيق حلم الشعوب الأفريقية التى عانت كثيرًا من ويلات الاستعمار فى الانطلاق نحو المستقبل، وتحقيق الحلم الذى توهم الأعداء أنه بعيد المنال «حلم واحد.. أمة واحدة.. مصير واحد»، وحلم الجيل الحالى من الشباب فى العيش أمن وسلام واطمئنان بعيدا عن الصراعات والحروب.

واختيار القيادة السياسية أسوان لتكون عاصمة للشباب الأفريقى، لم يأتِ من فراغ، وإنما بعد دراسة وتخطيط جيد، نظرًا لأنها تعبر عن الثقافات العربية والأفريقية، باعتبارها الأقرب جغرافيًا إلى دول القارة، فضلًا عن كونها المدخل الحقيقى الذى اختارته مصر لتحقيق آمال شعوبها.

ولم تقتصر ثمار المكاسب التى حصدتها مصر من وراء هذا الملتقى على الصعيد السياسى، وإنما امتدت لتشمل الصعيد الاقتصادى، إذ كان هذا المؤتمر فرصة جيدة للترويج السياحى لأسوان، وتنشيط قطاع السياحة، والوقوف على الفرص الاستثمارية التى يتمتع بها صعيد مصر، وهى بمثابة دعاية عالمية غير مدفوعة الثمن.

كما أن هذا الملتقى بعث برسالة إلى العالم بأسره حول حجم الأمن والاستقرار الذى تتمتع به مصر، وهو ما يؤهلها لتكون قُبلة للسياحة العالمية والاستثمار العالمى، وفرصة جيدة لفتح المزيد من الأسواق الأفريقية فى مصر، والتى تأتى تزامنًا مع تقدم مصر فى المؤشرات التنافسية والتنصيف الانتمائى، وإشادة عدد من التقارير الدولية حول مسيرة الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته مصر وقطعت شوطًا كبيرًا منه.