رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

تزامنًا مع مولد السيدة.. تعرف على أسباب كنيتها بــ«أم العواجز ورئيسة الديوان»

السيدة زينب
السيدة زينب

تزامنًا مع احتفالات المصريين  بالليلة الختامية لمولد السيدة زينب رضى الله عنها ، حيث يحتفل بذكرى مولدها قطاع كبير من المصريين الذين يكتنفهم حرص على مودة أهل البيت، وجٌلُهم يأتي من جميع محافظات مصر كل عام لإحياء ذكراها.

هي: بنت السيدة فاطمة البتول، بضعة سيدنا الرسول ﷺ.  

أبوها: سيف الله الغالب سيدنا عليُّ بن أبي طالب.

وجدتها: السيدة خديجة بنت خويلد.

وجدها: رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأخواها الشقيقان: الإمام أبي محمد الحسن، والإمام أبي عبد الله الحسين رضي الله عنهم جميعًا.

مولدها

وُلدت بعد مولد الحسين بسنتين، أمَّا هي ففي السنة الخامسة أو السادسة للهجرة، فعاصرت إشراق النبوة عِدَّةَ سنوات، وسَمَّاهَا الرسول ﷺ «زينب»؛ إحياءً لذكرى ابنته (السيدة زينب) ومعنى زينب: الفتاة القوية المكتنزة الودودة العاقلة.

الألقاب

عُرفت السيدة زينب بتحليها بالعلم والتقوى، والشجاعة والإقدام، والبلاغة وقوة البرهان، ولها كنايات كثيرة منها:

- «أم هاشم»  وكنيت بأم هاشم لأنها حملت لواء راية الهاشميين بعد أخيها الإمام الحسين.

 -  ولقبت بــ«صاحبة الشورى» لأن كثيرا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها فى الرأى.

-  كما لقبت بــ«عقيلة بنى هاشم» ولم توصف سيدة فى جيلها أو غيره أو فى آل البيت بهذا إلا السيدة زينب رضى الله عنها.

- وكنيت ب«أم العواجز» كنيت بهذه الكنية عندما شرفت مصر بقدومها وساعدت العجزة والمساكين.

-  ولقبت بــ«رئيسة الديوان»:  لأنها عندما قدمت مصر وكان الوالى وحاشيته يأتون إليها وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم فيتفهموا الأمور الدينية فى ديوانها وهى رئيسته.

- كما لقبت أيضًا بــ«الطاهرة» فقد أطلقه عليها الإمام الحسن أخوها عندما قال لها «أنعم بك يا طاهرة حقا إنك من شجرة النبوة المباركة ومن معدن الرسالة الكريمة»، عندما شرحت حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وآله: «الحلال بين والحرام بين».

 

صفاتها

واشتهرت زينب بجمال الخِلقة والخُلُقِ، اشتهارها بالإقدام والبلاغة، وبالكرم وحسن المَشُورَةِ، والعلاقة بالله، وكثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها في الرأي، ويأخذون بمشورتها؛ لبُعْدِ نظرها وقوة إدراكها.

زواجها

تزوجت بابن عمها عبد الله بن جعفر (الطيَّار) بن أبي طالب، وكان عبد الله هذا فارسًا شهمًا نبيلًا كريمًا، اشتهر بأنه (قطب السخاء)، وهو أول طفل ولد أثناء الهجرة الأولى بأرض الحبشة، وهو يكبُر (زينب) بخمس سنوات؛ أي إنه عاصر إشراق النبوة عشر سنوات، ومنه أنجبت ذكورًا وإناثًا، ملئوا الدنيا نورًا وفضلًا، وهم: جعفر، وعلي، وعون الكبير، ثم أم كلثوم، وأم عبد الله، وإليهم ينسب الأشراف الزَّيَانِبَة، وبعض الأشراف الجعافرة.

مواقفها

ولمَّا خرج الإمام الحسين رضى الله عنه في جهاد الغاصب الفاسد (يزيد بن معاوية) شاركته (زينب) في رحلته وقاسمته الجهاد، فكانت تثير حَمِيَّةَ الأبطال، وتشجع الضعفاء، وتخدم المقاتلين، وقد كانت أبلغ وأخطب وأشعر سيدة من أهل البيت خاصة، والنساء عامة في عصرها.

ولما قُتِلَ الحسين وساقوها أسيرة مع السبايا، وقفت على ساحة المعركة، تقول: «يا محمداه! يا محمداه! هذا الحسين في العراء، مزمَّل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه! هذه بناتك سبايا، وذريتك قتلى، تسفي عليها الرياح»، فلم تبقَ عين إلا بكت، ولا قلب إلا وجف.

كما كان لها مواقفها الجريئة الخالدة مع ابن زياد ومع يزيد، وبها حمى الله فاطمة الصغرى بنت الحسين من السبي والتَّسَرِّي، وحَمَى الله عليًّا الأصغر زين العابدين من القتلِ، فانتشرت به ذرية الإمام الحسين، واستمرَّت في الثورة على الفساد ولا تزال، ولقبت زينب بلقب (بطلة كربلاء زينب).

- رحلتها من المدينة إلى مصر ووفاتها:

وَلَمَّا أعادوها رضي الله عنها إلى المدينة المنورة بعد أن استبقَوا رأس الحسين بدمشق ليطوفوا به الآفاق؛ إرهابًا للناس، أحسُّوا بخطرها الكبير على عَرْشِهِم، فاضطروها إلى الخروج، فَأَبَتْ أن تخرج من المدينة إلا محمولة، ولكن جمهرة أهل البيت أقنعتها بالخروج، فاختارت مصر لما علمت من حب أهلها وواليها لأهل البيت.

فدخلتها في أوائل شعبان سنة 61 من الهجرة، ومعها فاطمة وسكينة وعلي أبناء الحسين، واستقبلها أهل مصر في (بُلْبَيْس) بُكَاةً معزِّين، واحتملها والي مصر (مسلمة بن مخلد الأنصاري) إلى داره بالحمراء القُصوى عند بساتين الزهري (حي السيدة الآن).

وكانت هذه المنطقة تسمى (قنطرة السباع) نسبة إلى القنطرة التي كانت على الخليج المصري وقتئذ، فأقامت بهذه الدار أقل من عام عابدة زاهدة تفقه الناس، وتفيض عليهم من أنوار النبوة، وشرائف المعرفة والبركات والأمداد، حيث توفيت في مساء الأحد (15 من رجب سنة 62هـ)، ودفنت بمخدعها وحجرتها من دار (مَسْلَمَةَ) التي أصبحت قبتها في مسجدها المعروف الآن. وقد توفيت، وهي على عصمة زوجها (عبد الله)، وأمَّا قصة طلاقها منه فكذب من وضع النواصب (خصوم أهل البيت)، أو هي على أحسن الأحوال وَهْمٌ واختلاط وتشويش على أهل البيت من المتمسلفة.

المسجد الزينبي هو بيت أمير مصر

كان المسجد الزينبي الذي هو بيت أمير مصر مَسْلَمَةَ بن مخلد قائمًا على الخليج المصري، عند قنطرة على الخليج كانت تسمى (قنطرة السباع)؛ لأنها كانت مُزَيَّنَةً من جوانبها بسباع منحوتة من الحجر، ولما رُدِمَ الجزء الذي عليه القنطرة من الخليج زالت القنطرة فاتَّسَعَ الشارع، وظهر مسجد السيدة بجلالِه وتوالت التجديدات عليه، وقد أنشئ هذا المسجد في العهد الأموي، وزاره كبار المؤرِّخِين وأصحاب الرحلات.

ومشهدها ترياقٌ مجرَّبٌ، ترفع فيه التوسلات إلى الله، وتستجاب فيه الدعوات، وأمَّا ما قد يكون فيه أحيانًا -كما يكون في غيره- من بعض المخالَفَات لظاهر الشرع الشريف؛ فهو من أثر الجهل، الذي يخفف من سوئه حسن نية أصحابه وسلامة اعتقادهم، والحمد لله.

ويجب أن تسمى الأشياء بأسمائها، فلا يُسَمَّى الجهل شركًا ولا كفرًا، وأمَّا من ينكرون وجود قبرها بمصر فهم خصوم أهل البيت الذين يكرهون أن يحيا لهم ذكر، أو يعرف لهم قبر، ولا اعتبار لأقوالهم على الإطلاق بعد أن ألزمناهم الحُجَّةَ التي لا تدفع بالتهريج والغل الدفين.

- من أشعار السيدة زينب بنت علي رضي الله عنها:

ومما ينسب إلى السيدة زينب بنت علي رضي الله عنها من الشعر، قولها للعراقيين، وهي محمولة وآل بيتها على الأقتاب إلى دمشق للقاء يزيد بعد مذبحة كربلاء، واستشهاد الحسين، وإهانة من بقي من أهله وأحبابه:

ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأممِ

بعترتي وبأهلي بعد فرقتكم * منهم أسارى، ومنهم خُضِّبُوا بدمِ

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

ومما ينسب إليها بعد أن وصلت إلى مصر، قولها:

إذا ضاقت بك الأحوال يومًا * فثق بالواحد الأحد العليِّ

ولا تجزع إذا ما ناب خطب * فكم للهِ من لطفٍ خفيِّ

رضي الله عنها وعنَّا بها وبأهل البيت.

 وقد تم اقتباس جزء كبير من هذه النبذة المختصرة من كتاب  ( مراقد أهل البيت في القاهرة – للشيخ الرائد محمد زكي إبراهيم عليه رحمة الله) وفقًا لما ذكره الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الديار المصرية السابق.

  

 

 

موضوعات متعلقة