رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الدراسات الاستراتيجية بعين شمس: 6 قضايا تحكم العلاقات المصرية الإسرائيلية

الرئيس السيسي ونتنياهو
الرئيس السيسي ونتنياهو

أكد الدكتور أشرف مؤنس مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة عين شمس، أن هناك 6  قضايا تحكم العلاقات المصرية الاسرائيلية، الأولي  بدأت قبل توقيع اتفاقية السلام ، عندما أصر  الزعيم الشهيد أنور السادات على أن تكون المعاهدة ، ممتدة لتحرير كل الأراضى العربية ، وضمان حكم ذاتى للفلسطينيين فى الضفة الغربية وغزة ، بدعم من الرئيس الأمريكى وقتها ، جيمى كارتر ،لولا تلاعب الإسرائيليون بدعم من اللوبى الصهيونى  وعدم وجود أجواء عربية مساعدة للسادات ، بعد مقاطعة العرب لمصر.

أوضح خلال مشاركته في مؤتمر رؤية تحليلية للانتخابات الاسرائيلية المزمع اجراؤها يوم 9 ابريل الجاري أن هناك مؤثرات كبيرة إ إيجابا وسلبا ، على العلاقات المصرية الإسرائيلية ، طوال الوقت ، مثل ضم القدس ، وإجتياح لبنان ، التى أحرجت مصر جدا ، حتي وصلت العلاقات المصرية الإسرائيلية إلى تجميد مباشر وعلنى ، وقتها .. وإغتيال  السادات التى سيطرت الأجواء الضبابية على العلاقات وقتها ، رغم مشاركة  وفد إسرائيلى رفيع المستوى فى جنازة الزعيم الشهيد .

اشار مؤنس الي موجة الإرهاب التي ضربت مصر فى التسعينات ، والتى كان من ضمن محركاتها ما عرف بالتطبيع بين مصر وإسرائيل ، وإغتيال إسحاق رابين الذى كان شريكا مهما للسلام ، ومن وقته توقف السلام الجاد .. وإتفاق الكويز الذى أعتبر الإسهام الٌاقتصادى الأمريكى لتسخين العلاقات بين مصر إسرائيل ، ومستمر حتى الآن بتطور واضح ، يتباهى به الأمريكان والإسرائيليون كثيرا

وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية ان الإنقلاب الحمساوى فى غزة الذى كان المحصلة المكشوفة لخطة فك الإرتباط ، التى نفذها إرائيل شارون رئيس الوزراء فى منتصف الألفينات ، لزرع الفتنة بين الصف الفلسطينى ، وتوريط مصر فى أزمات غزة ، بعد الخروج منها .. وتصدير الغاز الذى كان نقلة كبيرة بمختلف مراحله من الإمداد الغازى المصرى لشركات الكهرباء الإسرائيلية ، فى تحول سياسي إقتصادى صدم الكثيرون .

لفت مؤنس الي  إن بعض المحللين يعتبرونه سبب من أسباب الغضب الشعبى على نظام مبارك ، والخروج ضده فى يناير ،وأحداث يناير ، والربيع العربي ، وتكرار تفجير إنبب الغاز ، حتى وصل إلى 22 مرة ، ووقف إمداد الغاز المصرى لإسرائيل ، ومقاضاة إسرائيل لمصر ، حتى حصلت على حكم بتعويض 4,7 مليار دولار ، تم تخفيضه فى الإستئناف إلى 1,4 مليار دولار ، تردد إنه تم إسقاطه في إطار إفاق تسييل الغاز الإسرائيلى فى مصر ، لكنه إتضح إنه سيتم دفع نصف مليار دولار على أقساط لصالح شركات الكهرباء الإسرائيلية ، بحجة إنها خسرت كثيرا ، وإضطرت لرفع أسعار الكهرباء وقتها .

أكد مؤنس ان وصول الإخوان لحكم  مصر ،  كان من المؤثرات الحاكمة ، على العلاقات المصرية الإسرائيلية ، ولا يمكن أن ينسى أحد خطاب الرئيس الإخوانى محمد مرسى ، لنظيره الإسرائيلى ، حينما أكد له على إستمرار تعزيز العلاقات وتقويتها ، ومصدرا عبارة "صديقى وعزيزى بيريز" ، التى أثارت غضب المصريون وقتها ،حيث  إنتهى الأمر بالتوقيع الإخوانى على وثيقة للتنازل عن أراضي لصالح الفلسطينيين ، لإقامة ما يسمى بغزة الكبرى ، وتبادل أراضى مع إسرائيل بين سيناء والنقب ، والذى عرف فيما بعد بصفقة القرن ، والتى كانت بدايتها ما عرف بخطة مستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق "جيورا أيلاند " ، والتى أعقبت مشروع بيريز الشرق الأوسط الجديد.

أوضح مؤنس أن من أهم المؤثرات على العلاقات المصرية الإسرائيلية ، موجة الإرهاب الداعشية فى سيناء، والتى تعاظمت فى أعقاب أحداث يناير ، واستفادت مصر منها كثيرا بمكاسب ميدانية كسرت بها الإتفاقات العسكرية فى سيناء بالمناطق ب وج ود .. ووصل الأمر إلى أن قال الرئيس عبدالفتاح السيسى ، إننا نتعامل بمقاتلاتنا داخل الأراضى التى تسيطر عليها إسرائيل ، رغم إنه  فى فترات سابقة ، وفى ظل فوضى ما بعد يناير ، كانت هناك مخططات إسرائيلية لإحتلال أراضى فى سيناء ، بحجة منع ضرب صواريخ من الإرهابيين داخل سيناء عليها ، وكانت هذه المخططات الإسرائيلية مرصودة ، وقامت مصر بمواجهتها ، رغم صعوبة الأجواء المحيطة .

توقف الدكتور مؤنس امام  تتعالى أصوات فى إسرائيل ، ما بين الحين الآخر ، حول توجيه الإتهامات لمصر بإدعاء إن القاهرة تماطل فى مواجهة الإرهاب فى سيناء ، حتى تستمر خارقة لمعاهدة كامب ديفيد ، بل أن إسرائيل طلبت تقديم المساعدات لمصر ، حتى تعود الأمور لنصابها ، فيما زادت المطالبة من جانب مصر بضرورة إحداث تغييرات  فى معاهدة السلام ، لكنها لم تجد صدى لها فى البيت الأبيض لتحقيق ذلك ، وكانت قد وصلت المعاهدة لحد الإلغاء ، حينما هددت أمريكا بصفتها قائدة القوات متعددة الجنسيات فى سيناء المراقبة لإجراءات السلام بين مصر وإسرائيل ، بحجة عدم توفير الأمن للقوات بسبب الهجمات الإرهابية عليهم ، لكن مصر إستطاعت تمرير هذه الأزمة المفتعلة

اختتم مدير مركز ا لدراسات الاستراتيجية كلامه ان من  أهم المؤثرات الجديدة القديمة فى العلاقات المصرية الإسرائيلية ، الدور الإسرائيلى المتنامى فى إفريقيا ، بالذات فى دول حوض النيل ، حيث لدى إسرائيل 48 سفارة فى القارة السمراء ، وغير خفى على أحد الدور الذى لعبته إسرائيل لتكوين دولة جنوب السودان ، والتى تصوت دائما للقضايا الإسرائيلية فى الأمم المتحدة ، ومعروفة بعلاقاتها القوية مع تل أبيب ، وكان منطقيا أن يزيد القلق المصرى من الإهتمام الكبير لنتنياه بإفريقيا حتى إنه زار حالى عشرين دولة إفريقية خلال سنتين فقط ، ومعروف مستوى العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية ، ولهذا دور كبير فى أزمة سد النهضة.