رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«كذبة إبريل».. مزحة أم عولمة؟

كذبة إبريل
كذبة إبريل

اعتاد الكثيرون في إبريل كل عام أن يحتفلوا أو يمارسوا ما يسمى بــ«كذبة إبريل» على سبيل المزاح؟؟..إلا أن معاناة المجتمع في الفترة الأخيرة من انتشار الشائعات بشكل يشبه العدوى، يستدعى الوقوف على أبرز نتائج هذه الظاهرة، هل تجد هذا الظاهرة «شهر إبريل» أرضًا خصبة للتوغل.. وما الرأي الشرعي لهذه الظاهرة.. وهل هناك ما يسمى بالكذب الأبيض». 

كذبة إبريل سلاح ذو حدين

« دعيت ذات مرة في نادى الاقصر الأدبي من قِبل مجموعة من الشباب في ندوة عن " الراب والفن التشكيلي" وفوجئت بأحدهم يخبرني بأنه تزوج، وإذ بي أأخذ كلامه على محمل الجد، ثم أفاجئ بعد أن هممت بتهنئته  بأنها كذبة إبريل» قصة بدأت بها الدكتورة نورهان فؤاد أستاذ علم الاجتماع تصريحاتها عن «كذبة إبريل»، موضحةً أنها ليست ضد أن يغير الشباب إيقاع حياتهم.. لكن في حدود عدم التعدي على حرية الآخر، فحرية الإنسان تنتهي عند حدود الآخرين.

وأشارت «نورهان»، في تصريح خاص لــ«الزمان»، إلى أن كذبة إبريل لها احتمالات كثيرة، فيمكن أن يتم بها خداع مريض وربما تؤدي إلى إصابته بانتكاسة مرضية، ويمكن أن تؤدي إلى إصابة أب بالزعر إذا كانت عن أولاده، وهنا يمكننا القول بأن كذبة إبريل إذا كانت حاجة لطيفة وخفيفة " كأن تقول لأصحابك تم تعييني وزير" فهذه كما يقولون عنها كذب أبيض، وإن كنت لا أعترف بهذا المسمى.. وأما إذا كانت غير ذالك فالأولى عدمها.

وأضافت أنها لن تتكلم عن القاعدة الفقهية في التعامل مع كذبة إبريل، ولكن لديها حديث تعلمه أولادها وهو قول النبي – صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا»، موضحةً أن كذبة إبريل ينطبق عليها هذا الحديث فهي نوع من الغش.

هل كذبة إبريل جزء من مخطط العولمة؟

كما أوضحت أنه رغم أن كذبة إبريل من العادات، لكن علينا أن نفطن إلى زاوية خطيرة تكمن في الإجابة عن هذا السؤال: «هل كذبة إبريل جزء من مخطط العولمة؟» وبالنظر إلى المجتمع المصري لن تجد لكذبة إبريل أسر في المجتمع ولا في التراث الشعبي، ولا وجود لها في التراث الفرعوني.. المتأمل يلاحظ أنه لا وجود لهذه الظاهرة.

واستطردت : «لا بد أن نحكم عليها هل هي سلبية أم إيجابية أولًا؟».. الحقيقة أن المجتمع ملئ بالأمراض النفسية والإنسانية والاجتماعية، وبنظرية «كرة الثلج» نجد أن كرة الثلج لن تستطيع الحفاظ على نفسها لأننا في مجتمع تسوده حالة من التلبس والإشاعات التي تثير بلبلة في المجتمع « لكن لو هقول حاجة حلوة بيني وبين أصحابي أو أسرتي فمفيش أدني مشكلة».    

مفاسد مترتبة على «كذبة كبيرة»

من جانبه قال الشيخ أحمد تركي، المدرس بالأزهر الشريف إن الكذب من مساوئ الأخلاق، وبالتحذير منه جاءت الشرائع، وعلى قبحه اتفقت الفطر السليمة، موضحًا أن الشرع الحنيف حذر منه في الكتاب والسنة، وعلى تحريمه وقع الإجماع ولم يأت في الشرع جواز الكذب إلا في أمور معينة لا يترتب عليها أكل حقوق، ولا سفك دماء، ولا طعن في أعراض.. إلخ، بل هذه المواضع فيها إنقاذ للنفس أو إصلاح بين اثنين، أو إدخال مودة بين زوجين.

وأكد «تركي» أن الشريعة لم يأت فيها يوم أو لحظة يجوز أن يكذب فيها المرء ويخبر فيها بما يشاء من الأقوال، مشيرًا إلى أن "كذبة إبريل" ترتب عليها مفاسد كثيرة وهى محرمة؛ لأنها تدخل في باب الكذب، وقد قال الله في تحريم الكذب: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}.

ودلل على ذالك بما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: « آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان»، وقد يتعذر البعض أنه حين يكذب في أول أبريل أن ذلك من باب المزاح، ويظن أن ذلك جائز ما دام مازحاً غير جاد، وهذا خطأ فاحش، فإنه لا يجوز الكذب في أول إبريل ولا في غيره من الأيام جاداً ولا مازحاً.

وقد كان النبي يمزح ويضحك لكنه لا يكذب، فعن ابن عمر قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: «إني لأمزح، ولا أقول إلا حقاً».